الحياء شعبة من الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 187 - عددالزوار : 135110 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 193 - عددالزوار : 116552 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 25367 )           »          العلاج بالقراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نحو اقتصاد أخلاقي على أنقاض المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الرد على الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه بدعوى أخذه عن أهل الكتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الرد على الطاعنين في أبي هريرة بسبب كثرة مروياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العين والدماغ شراكة بصرية متقنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حديث: أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا فهو لزوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-10-2022, 12:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,690
الدولة : Egypt
افتراضي الحياء شعبة من الإيمان

الحياء شعبة من الإيمان (1)









كتبه/ حسن حسونة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فخلق الحياء من أخلاق الدين والشرع الحنيف؛ خصَّه النبي صلى الله عليه وسلم من جملة شعب الإيمان، فنص على أن الإيمان بضع وستون أو بضع سبعون شعبة، أعلاها: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، ثم قال: "والحياء شعبة من الإيمان"؛ نظرًا لأهميته ومكانته؛ فهو من أبرز الأخلاق التي تنأى بالمرء عن الرذائل، وتحجزه عن السقوط في أوحال الخلاعة والمياعة.

قال بعض الحكماء: مَن كساه الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه.

وقد اتفق أهل اللغة على أن الحياء تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به أو يلام عليه؛ فهو يدفع صاحبه على ترك القبيح من الأقوال والأفعال.

وهو صفة لله جل في علاه، وقد خرج أبو داود من حديث سلمان رضي الله عنه مرفوعًا: "إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبين"؛ فهي صفة نثبتها على قاعدة أهل السنة والجماعة: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، بلا تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف، ولا تمثيل .

والحياء خلق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله أشد حياء من العذراء -وهي البكر التي لم تتزوج- في خدرها -أي: في سترها-، وكان يُعرَف الحياء في وجهه، كما أنه خُلُق لموسى عليه السلام؛ فقد كان حييًّا يغتسل وحده.

وأيضًا خُلُق لبنات الرجل الصالح؛ ففي القرآن: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"، قال عمر رضي الله عنه: "ليست بامرأة سلفع من النساء خراجة ولاجة، ولكن جاءت مستترة وقد وضعت درعها على وجهها استحياءً"، فهي مثال يحتذي ويقتدي به نساء لم تعرف للحياء بابًا؛ تركن ثوب الحياء في الكلام والفعال والثياب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال أبو حاتم رحمه الله: "الواجب علي العاقل لزوم الحياء؛ لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر، والحياء يدل على العقل، كما أن عدمه دال على الجهل".

والحياء لا يأتي إلا بالخير كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولما رأى رجلًا يعظ أخاه في الحياء، قال: "دعه فإن الحياء من الإيمان"؛ فيستحيي العبد من ربه تبارك وعز، فيراقبه ولا يجاهر بالمعاصي والأوزار، ويستحيي مَن سمع الله كلامه فلا ينطق إلا بخير، ويستحيي من رؤية الله له فهو يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، فيستحيي العبد أن يراه مقيمًا على معصيته، ويستحيي من عبادته لغير الله ودعائه ورجائه وخوفه من غيره عز وجل، ويستحيي من تركه للصلاة وتضيعيه لحقوق الله وحقوق العباد، ويستحيي من اختبائه وتلصصه في الظلام على مواقع الرذيلة والعلاقات المحرمة مع النساء فيستشعر معية الله، "هو الذي يراك حين تقوم"، "ألم يعلم بأن الله يرى".

ويستحيي العبد من الملائكة الموكلة به "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، "له معقبات من بين يديه ومن خلفه"، ويستحي العبد من الناس؛ لأنه مَن لم يستحي مِن الناس لا يستحيي مِن الله؛ فإنه إذا لم يبالِ المسلم والمسلمة من رؤية الناس له ولم يكترث لذلك؛ أصبح عنده إلف للمعصية، ولا مبالاة، فيموت قلبه، وتضيع مراقبته لله عز وجل.


وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]