11-10-2022, 04:55 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,699
الدولة :
|
|
أدب الفجار
أدب الفجار
هشام محمد فقيري
اللسان مَلِك يهابُه العرب، وسلطان يُعِز الذليل ويُذِل العزيز.
إنْ هَجَا تراهُ يحملُ نعشَ صاحبهِ مرقَّعًا بالمهانة، وإن مَدحَ رأيتَه تاجًا مُرصَّعًا بلألاء الفخر والعظمة.
ما كان اللسان إلا ترجمان الإنسان، وما كان الأدبُ إلا حلية يتحلى بها الإنسان.
وإن اجتمعا - صدقُ اللسان، وحلية الأدب - رأيتَ من الأنفاسِ طَيفًا، ومن الألفاظ عبقًا، ومن الأفعال مجدًا.
ورحم الله الأدبَ حينما سُرِق منه المعنى وأُلبِس غير لباسه!
إذ تحدثَتْ به الأَلْسِنَةُ الأفاعي، وتمثلته دُناة الأخلاق.
ما ظنُّك بحروف الأفاعي إلا نفثات سُمٍّ محلى بالعسل؟
أُدباء يطوفون حول أصنام المكر والفجور!
ساق بيتًا ظنَّه من روائع الأدب، وهو كالوَحَل العَفِن بالفسق والفجور والزندقة.
ولربما كلمة قالت لصاحبها: "دعني"، وألقَتْ به في دركِ الشقاء الأخلاقي والانفصامِ الإنساني.
عشقٌ سلب الفؤاد، ومصالحُ تسرق القيم، وجاهٌ يُكابر بـ(الأنا)...
كلها منزوعةُ الأخلاق؛ لتجتمع بلسان الأفاعي تحت رداء: (الشعر والنثر والأدب).
وتنشد لنا فسقًا باسم الحُب، والحبُّ منهم بريء، وعنهم عزيز...
أو لتُمجِّد الظالم الجبار، وتلبسه لباس العدل والحكمة.
أدباء مجانين، يلهثون لجمع الأموال المتناثِرة في وسط الرياح!
الأدب كبدرِ القمر، شعر كالكواكب الدُّريَّة، ونثر كبريق النجوم؛ تتزين بها السماء، وشُهب تحرقُ حروف السفهاء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|