عندما أنشب السرطان أنيابه في رئة أمي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فوائد البنوك أسوأ من ربا الجاهلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ضوابط البديل الشرعي المنضبط للمعاملات المصرفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل الصلاة وآثارها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ربط أحكام المعاملات المالية بمنظومة الأخلاق الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مخالفات في لباس المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 9 )           »          خطابات الضمان، تحرير التخريج، وبيان الحكم، ومناقشة البدائل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 29 )           »          خصم الأوراق التجارية، تحرير التخريج، وبيان الحكم، ومناقشة البدائل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حكم مقلوب التورق المصرفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم معاقبة المتأخر عن سداد دينه بحلول بقية الأقساط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مخالفات النكاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي > كل ما يتعلق بمرض السرطان
التسجيل التعليمـــات التقويم

كل ما يتعلق بمرض السرطان قسم خاص يتناول كل ما يختص بمرض السرطان آخر الاكتشافات والدراسات العلمية , اعراضة , وطرق علاجة بين الطب الحديث والطب والبديل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2022, 09:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,135
الدولة : Egypt
افتراضي عندما أنشب السرطان أنيابه في رئة أمي

عندما أنشب السرطان أنيابه في رئة أمي
د. زهرة وهيب خدرج

حمَلت بي أمِّي بعد طول انتظار وعناء، فقد بقيتْ بدون حمل ما يزيدُ عن خمسة عشر عامًا من الزواج.
تعرَّضت للكثير من الفحوصات الطبية والعلاجات الهرمونية، خلال محاولاتها الحثيثة للحمل، إلى أن جئتُ لهذه الدنيا أحمل معي الأمل الذي أسبَغَ على حياتها الفرحَ والسعادة.

أغدقَتْ عليَّ حنانها ورعايتها، وبتُّ محور حياتها، كنت متعلقة بها جدًّا، لدرجةٍ يصعب عليَّ فراقها والابتعاد عنها، وفي سنتي المدرسية الأولى أخذت أستيقظ ليلًا على سُعال أمي، كنت أسألها: ماذا بك يا أمي؟ لماذا تسعلين هكذا؟! وكانت في كل مرة تقول: يبدو أنني مصابة بالتهاب القصبة الهوائية، ولكن طالت إصابة أمي، وانتهى شتاء ذلك العام، وما زال سعال أمي على حاله، بل ورافقه بحة في الصوت لم تَعُدْ تفارقها، كنت أخاف عليها جدًّا، لدرجة أنني كنت أدفن رأسي داخل أغطيتي وأبكي خوفًا من فقدانها.

كنتُ أرجوها دائمًا أن تذهَب للطبيب، وعندما تفعل، كان يصف لها في كل مرة علاجات عدة، ذات أشكال وألوان مختلفة، تتناولها حسب الوصفة، إلا أن سعالها لم يتغير، والتهابها بقي على حاله، وإنْ تحسَّن مدَّة، ما يفتأ أن يعود كما كان.

لفت انتباهي ذات يوم لونٌ أحمر تسرَّب إلى المناديل الورقية من الخارج التي تملأ سلة النفايات قرب سريرها، استبدَّ بي الفضول ذات مرة، ففتحت بعضًا منها، فإذا بها تحوي مخاطًا أصفر، يعكر صُفرتَه خيوطٌ حمراء كثيفة، داخلتني هواجسُ لم تنبئني بخير، وعلمت أن هناك خطرًا ما يحدق بأمي، بكيت كثيرًا وأخفيت قلقي وبكائي بابتسامة بلهاء قنَّعت وجهي بها؛ حتى لا أُحزن قلب أمي، رغم أنني أعلم أن كلًّا منا قلقة على الأخرى.

تمنَّيت لو أن والدي خارج الأسرِ؛ ليذهب بأمي إلى أفضل الأطباء ويعالجها ويطمئنني عليها، أصبحَت أمي ضعيفةً شاحبة اللون، فقدت الكثير من وزنها، ولم تَعُدْ تقوى على العمل، فأصبحت تأخذ الكثير من الإجازات المرَضية، تبقى خلالها طريحة الفراش، وتحت إلحاحي ذهبَت ذات يوم إلى طبيب مختص بالأمراض الصدرية في مدينة أخرى.

وبعد الفحص والتدقيق، شخَّص الطبيب إصابتها بسرطان الرئة، وعلمت بأن لديها كتلة سرطانية حددَت صورة الرنين المغناطيسي حجمها بـ 5×6 سم، سألها الطبيبُ إن كانت مدخِّنة، فأجابت بالنفي، ولكنها نسيت أن تذكُرَ له بأنها تعمل يوميًّا ومنذ ثمانية عشر عامًا في مكتبٍ جميعُ مَن فيه من المدخِّنين.

استُؤصل ثلثا رئة أمي اليُمنى، وبقيت اليُسرى التي لم تَعُدْ تقوى على العمل وحدها، ومع جرعات العلاج الكيماوي، أصبحت أمي أكثر ضعفًا وأقل قدرة على القيام بالنشاطات اليومية البسيطة، ولا شهية لديها للطعام، كَسَت الفطريات فمَها وأمعاءها، وأصبح الإسهال ملازمًا لها، ثم انتقلت إلى العلاج الإشعاعي الذي سبَّب لها حروقًا شُفيت بعد طول عذاب وألم.

بقيت أمي على قيد الحياة بعد استئصال رئتها لمدة أربع سنوات ونصف، أُحيلت بعد ظهور المرض لديها على التقاعد، وبقيت في البيت تُحارب مرضها بصمت، وتداوي مشاكلها الصحية الناتجة عن الأعراض الجانبية للعلاج.

أما في الشهر الأخير من حياتها، فقد أخذت تعاني صداعًا شديدًا لا يتوقف، حرَمَها من النوم، وأحال حياتها إلى جحيم، بعد امتداد السرطان الشرس إلى دماغها، فكان قرار الطبيب "أن يتم إدخالها المشفى، على أن يتم حقنها وريديًّا بشكل متواصل بموادَّ مخدِّرة تغيِّبها عن الوعي وتُفقدها الشعور بالألم، حتى توافيها المنية"!

وما أصعبه من قرار آذى مشاعري، وأشعرني بأن موت أمي بات وشيكًا.
كنت أراها قبل المرحلة النهائية تحترق ألَمًا طَوالَ الوقت، فأُحِس بالعجز تجاهها، أتصل بالطبيب عله يساعدها، فيقول لي ببرود أعصاب: هكذا هو السرطان في مراحله النهائية، تستطيعين زيادة جرعة المورفين لها، فأعترض قائلة: هي تتألم بقوة، ولا يكاد المورفين يُجدي نفعًا! فيقول: ما من حل آخر.

ليت الطبيب طلب من أمي صورةَ رنين مغناطيسي بعد تكرار الالتهاب الرئوي، واستمرار السعال، ولكني أقول: قدَّر الله وما شاء فعل، رحمها الله وجعل الجنة مثواها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]