|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مختصر كتاب الأيام والشهور لابن خالويه - اختصره علم الدين السخاوي
مختصر كتاب الأيام والشهور لابن خالويه - اختصره علم الدين السخاوي د. محمد علي محمد عطا ابن خَالَوَيْهِ هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد الهمذاني(ت370هـ)، ولد بهمذان، ورحل إلى بغداد ثم حلب، واستقر بها، ولمع نجمه في اللغة والنحو والقراءات، وكان من رواد مجلس سيف الدولة الحمداني، وعمل مؤدباً لأولاده، ويقال: كانت له رحلة إلى اليمن، وتلقَّى العلم عن كبار مشايخ عصره؛ فأخذ النحو والأدب والقراءات عن: ابن دُرَيْد (ت321هـ)، ونِفْطَوَيْه (ت323هـ)، وأبي بكر بن الأنْبَاري (ت328هـ)، وابن مجاهد (ت328هـ)، وأبي عُمَر الزاهد (ت345هـ)، ومحمد بن مخلد العطَّار، وأبي سعيد السِّيْرافي (ت368هـ). وقد ترك مؤلَّفات كثيرة في القراءات والنحو والأدب واللغة، قاربت الخمسين مؤلَّفًا، ذكرتها كتب التراجم ومقدمات تحقيق كتبه القليلة التي نشرت، وأوعبهم لها هو الدكتور عبد الرحمن العثيمين في مقدمة تحقيقه لكتاب "إعراب القراءات السبع وعللها"، ثم محمود جاسم درويش في مقدمة تحقيقه لكتاب "شرح مقصورة ابن دريد". ويمكن تقسيم هذه المؤلفات إلى كتب طبعت وهي قليلة، وكتب مفقودة وهي غالب كتب ابن خالويه، حيث ذكرتها المصادر ولكنها أصبحت أثرا بعد عين، وكتب نسبت له خطأ، وقد ذكرت الجميع بإيجاز في مقال سابق[1]. كتاب الأيام والشهور: ولابن خالويه كتاب "اشتقاق الشهور والأيام"، ذكرته عدة مصادر[2]، وأشارت إلى أنه طبع قديما مائة نسخة لقطعة من الجزء الأول منه في تسع وتسعين صفحة[3]، وقد بحثت عنها كثيرًا ولم أعثر عليها. وأورد كتاب"تذكرة النحاة" لأبي حيَّان الغِرناطي (ت745هـ)[4]، مختصرًا لهذا الكتاب في أربع صفحات؛ (589-592)؛ حيث قال في أوله:"هذا مختصر في الأيام والشهور مما رواه الحسين بن خَالَوَيْه...". ثم قال في آخره:"... نجز هذا المختصر في الأيام والشهور من كتاب سِفْر السعادة وسفير الإفادة لأبي الحَسَن السَّخَاوي". فذهبت لكتاب "سِفْر السَّعَادة وسَفِيْر الإفادة" لعَلَم الدين أبي الحسن علي بن محمد السَّخَاوي(ت642هـ)[5]، فلم أجد فيه مختصر كتاب ابن خالويه المذكور، فلعله سقط منه[6]. ومما سبق نعرف أن كتاب ابن خالويه كان متداولاً ومعروفًا حتى عام (642هـ)، وفُقِد بعد ذلك. بين كتاب الأيام والشهور وكتاب ليس: يلاحظ البون الشاسع بين معالجة ابن خالويه التي تظهر في هذا المختصَر، ومعالجته للموضوع نفسه في كتابه"ليس في كلام العرب"؛ فالمعالجة جد مختلفة، والأجود منهما والأوفى من حيث الشواهد وسعة المعالجة هو هذا المختصَر[7]؛ لذا يغلب على ظني أنه ألف كتابه هذا بعد كتاب "ليس في كلام العرب". اعتماده على الفرَّاء: هناك علاقة وثيقة بين هذا الكتاب وكتاب الفرَّاء(ت207هـ)"الأيام والليالي والشهور"؛ حيث نقل عنه خمس مرات في هذا المختصر، فكيف بحجم النقل عنه في الكتاب الأصلي، وعنوان الفراء يدل على أن كتابه أوسع مادة، وهناك تشابه كبير في المعالجة والشواهد، وقد أصلحت مواضع ظهر أن بها سقطا من خلال مقارنة النص بما عند الفراء في كتابه، ولا يمكننا عمل مقارنة شاملة بينهما؛ لأن ما بين أيدينا مختصر وليس كتاب ابن خالويه كاملا. ولابن خالويه روايات عن الفراء بواسطة شيخه ابن مجاهد عن السِّمَّري محمد بن الجهم، كما صرح في انتصاره لثعلب[8]. منهج المختصَر:لا نستطيع أن نعمم ما وضح من منهج هذا المختصر على كتاب ابن خالويه المفقود؛ فربما يكون المختصِر قد تصرف فيه، وعامةً جاء منهجه على النحو الآتي: عرف اشتقاق كلمة الأيام، ثم ذكر أيام الأسبوع السبعة واشتقاقاتها، ثم ذكر أسماء أخرى لها تسميها بها بعض العرب، ثم تحدث عن الشهور واشتقاقاتها وجموعها وحالها من حيث الصرف ومنع الصرف، والتذكير والتأنيث، ثم ذكر أسماء أخرى للشهور تسميها بها بعض العرب، وذكر شواهد شعرية على هذه التسمية الأخيرة. ثم ذكر اسم أول ليالٍ من الشهر، وآخر ليلة منه. وهناك استطرادان ذكرهما ابن خالويه ليسا من موضوع الكتاب - وهي سمة من سماته الأسلوبية - حيث تحدث عن الاسم الصحيح للإمام الرواسي ونسبته، واستطرد في شرح كلمتي "المُهل" و"الكُرَّة"، حينما وردتا في شاهد شعري. حجم الكتاب الأصلي: بين ضياع جزأه الأول الذي طبع منه مائة نسخة في تسع وتسعين ورقة، وبين حجم الملخص الذي لا يتجاوز أربع صفحات، تنتابنا الحيرة؛ فلا يعقل أن يلخص كتاب بهذا الحجم في أربع صفحات فقط من "تذكرة" أبي حيان، ومن المعلوم أن المختصَر غالبًا يكون في حجم ثلث الكتاب الأصلى أو ربعه، مما يعني أن كتاب ابن خالويه الأصلي ليس كبيرًا وقد لا يتجاوز العشرين ورقة تقريبًا، أو أنه كان كبيرًا كما يظهر من كلام من قال إن جزأه الأول كان في تسع وتسعين ورقة، والسخاوي لخَّصه بشكل مخلٍّ. أهمية هذا المختصَر:تكمن أهمية هذا المختصر في عدة أمور أهمها: • أنه حفظ لنا بقية كتاب ابن خالويه، الذي لم نجد أحدًا من أهل اللغة ذكره أو نقل عنه. • أنه من المصادر القليلة التي نقلت عن كتاب الفراء، فقد قال محقق كتاب الفراء[9]:"وتجيء كتب اللغة وما إليها قبل هذا بنقول كثيرة مثل هذه التي انتظمها كتاب الأيام والليالي والشهور فلا تذكر منها نقلًا واحدًا معزوًّا للفرَّاء، كما تفعل في الكثير، ولو قد فعلت لمالت بنا إلى التفكير في أن للفراء كتابًا في هذا الميدان". وابن خالويه نقل عنه خمس مرات كما ذكرت سابقًا. • أن غالب التراث اللغوي في الأيام والليالي والشهور قد ضاع، مثل: كتاب الأيام لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت210هـ)، وكتاب أسماء الأيام لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري(ت215هـ)[10]، وكتاب الأيام لابن السِّكِّيت(ت244هـ)، وكتاب الأيام والليالي لأبي العباس المستغفري(ت432هـ)[11]. ووصل إلينا كتاب الفرَّاء(ت207هـ)، وفي نسخه الثلاثة التي حقق عليها نقص وزيادة وخلط كبير[12]، وكتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب(ت226هـ). • تفرد ببيت شعر للكميت بن زيد الأسدي لم يرد في ديوانه، وورد في أمالي المرزوقي(ت421هـ)، محرَّفًا كما سيأتي في حواشي هذا التحقيق. أهمية استلال هذا المختصَر وتحقيقه منفردًا:كثير من المشتغلين بالتراث يقللون من قيمة المستلات، وكنت منهم، ولكن هناك فوائد تعود من تحقيق المستلات واعتبارها نسخة خطية، ويؤكد هذا أنَّ: • تحقيق كتاب "تذكرة النحاة" غير جيد، وبه سقط كما سيظهر بين المعقوفات في النص وفي حواشي التحقيق، ويحتاج إلى إعادة تحقيق من جديد. • هذا النص لغوي لا يُستغنى فيه عن ضبط البنية، حتى يُفهم بشكل صحيح، ولم يضبطه محقق تذكرة النحاة ضبط بنية. • كما أن المختصر يحتاج إلى دراسته وفحصه في بحث مستقل؛ ليبين أصالة آراء ابن خالويه اللغوية، وتأثره بالمؤلفات التي سبقته في الفن، وأسلوبه، وغير ذلك من الظواهر التي يشف عنها المختصَر. عملي في الكتاب: • استللت الكتاب من تذكرة النحاة، ونسخته. • حققت نصه على كتاب الأيام والليالي والشهور للفراء، وعلى المعاجم. • عالجت ما بالنص من سقط. • خرجت الأقوال المستشهد بها. • خرجت الشواهد الشعرية. • ضبطت الكتاب ضبطا تامًّا. • قدمت له بالدراسة السابقة. النَّص المحقَّق هذَا مُخْتَصَرٌ في الأيَّامِ والشُّهورِ ممَّا رَوَاهُ الحُسينُ بنُ خَالَوَيْه: يَوْمٌ وأَيَّامٌ، أَصْلُهُ أَيْوَامٌ، وكانَ أبو ثَرْوَانَ الأَعْرابيُّ[13] يَقُولُ: عَوَى الكَلْبُ [يَعْوِي عَيَّةً، وَالأَصْلُ][14] عَوْيَةً. وأوَّلُ الأيَّامِ يومُ الأَحَدِ، ويُجْمَعُ آحَادًا وَوُحُوْدًا، وَإِحَادًا[15]. والاثْنَيْنِ: أَثَانِيْنُ[16]. والثُّلاثَاءُ ثُلاثَاوَاتٌ، وأَثَالِثُ[17]. وقالَ الفرَّاءُ: "يُقالُ مَضَتِ الثُّلاثَاءُ بما فِيْها، ومَضَى الثُّلاثَاءُ بما فيه"[18]. والأَرْبِعَاءُ مَمْدُوْدٌ مَكْسُوْرٌ[19]: أَرْبِعَاوَاتٌ، وأَرَابِيْعُ[20]. والخَمِيْسُ: أَخْمِسَةٌ، وأَخَامِسُ[21]. والجُمُعَةُ: جُمُعَاتٌ[22]. والسَّبْتُ: أَسْبُتٌ، وسُبُوْتٌ[23]. ويُقَالُ: اسْتَأْجَرْتُه مُيَاوَمَةً، ومُلَايَلَةً، ومُشَاهَرَةً، ومُجَامَعَةً، ومُسَانَاةً، ومُسَانَةً[24]، ومُسَانَهَةً[25]. وَقَالَ الفَرَّاءُ[26]: ومِنَ العَربِ مَن يقُولُ في الأيَّامِ: أَوَّلَ، وأَهْوَنَ[27]، وجُبَارًا[28]، ودُبَارًا[29]، ومُؤْنِسًا، وعَرُوْبَةَ[30]، وشِيارًا[31]. وأَوَّلُ السَّنَةِ المُحَرَّمُ، ويُجْمَعُ: مَحَارِمُ، ومَحَارِيْمُ، ومُحَرَّمَاتٌ[32]. وَصَفَرُ: أَصْفَارًا[33]. قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ[34]: النَّاسُ كُلُّهُم يَصْرِفُونَ صَفَرًا إِلَّا أبَا عُبَيْدَةَ فَإِنَّه قَالَ: لا أَصْرِفُهُ. قِيْلَ لَهُ: لمَ لا تَصْرِفُهُ وَقَدْ أَجْمَعَ النَّحْوِيُّونَ عَلَى صَرْفِهِ؟ فَقَالَ: للمَعْرِفةِ والسَّاعَةِ. قالَ ثَعْلَبٌ: فَسَلَحَ[35] وهُو لَا يَدْرِي. قالَ أبو عُمَرَ الزَّاهدُ[36]: لأنَّ الأَزْمِنَةَ كُلَّهَا سَاعَاتٌ، والسَّاعَاتُ مُؤَنَّثَةٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ[37]: يُقَالُ: شَهْرُ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ[38] رَدًّا علَى رَبِيْعٍ، ويُجِيزُونَ "الأَوَّلُ" رَدًّا عَلَى الشَّهْرِ. وجُمَادَى: جُمَادَيَاتٌ. قَالَ الفَرَّاءُ[39]: كلُّ الشُّهُورِ مُذَكَّرةٌ إلا جُمادَيَيْنِ؛ فمُؤَنَّثانِ، ويُقالُ: هذا شَهْرُ كذَا وكذَا، وهذِهِ جُمَادَى الأُوْلَى وجُمَادَى الآخِرةُ. أَنْشَدَنَا أَبُو ثَرْوانَ[40]: إِنَّ جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا ♦♦♦ زَانَ جَنَابي عَطَنٌ مُعْصِفُ قَالَ الفَرَّاءُ[41]: فإِنْ سمِعْتَ تذكيرَ جُمادَى[42] فإِنَّمَا يُذهَبُ بِهِ إلى الشَّهْرِ، ويُتركُ اللَّفْظُ. وَلَو قِيْلَ في الجَمْعِ جِمَادٌ، لكانَ قياسًا مثل [كِسَالٌ، وبِالضَّمِّ: جُمَادَى، كَعُطَاشَى، و][43] كُسَالَى. ورَجَبٌ: أَرْجَابٌ، وَرِجَابٌ، وَرَجَبَاتٌ[44]. وَشَعْبَانُ: شَعَابِيْنُ[45]، وَشَعْبَانَاتٌ[46]. وَرَمَضَانُ: رَمَضَانَاتٌ وأَرْمِضَةٌ، وَرِمَاضٌ[47]، ويُقَالُ: هذا شهرُ رمضانَ، وهذا رمضانُ. بِلا "شَهْر"، والأَوَّلُ أَفْصَحُ، قالَ الرَّاجِزُ[48]: قَدْ عَلِمَتْ أُخْتُ بَنِي إِبَاضِ[49] جَـاريَـةٌ في رَمَضَانَ المَاضِي تُقَطِّعُ الحَدِيْثَ بِالإِيْمَاضِ الإيماضُ هنا التَّبَسُّمُ. قالَ الكِسَائيُّ[50]: كانَ الرُّواسِيُّ يَأْبَى أَنْ يُجْمَعَ رَمَضَانُ، ويقولُ: هو اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ تَعَالَى[51]. الرُّوَاسِيُّ: هو أُسْتَاذُ الكِسَائيِّ. قالَ ثَعْلَبٌ: الرُّوَاسِيُّمَنْسُوبٌ إِلَى قَبيلةٍ مِن العَربِ يُقالُ لها رُوَاسُ، سُمِّيتْ بهذا الاسمِ لكثرةِ أَكْلِها. والرَّوْسُ: الأَكْلُ الكثيرُ، وأَصْحابُ الحديثِ يغلُطُونَ فيهِ، فيقولونَ: الرُّؤَاسيُّ. وشَوَّالُ: شَوَاوِيْلُ، وَشَوَاوِلُ، وَشَوَّالاتٌ. وذُو القَعْدَةِ: ذَوَاتُ القَعْدَةِ[52]. قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ[53]: ومِنَ العَرَبِ[54] مَن يُسمِّي الشُّهُورَ بأَسْماءَ أُخَر، فيقولُ في المُحَرَّمِ: مُؤْتَمِرُ ومُوْتَمِرُ بِلَا هَمْزَةٍ، ويُجْمَعُ مَآمِرُ ومَآمِيْرُ[55]. ونَاجِرُ[56]. وخُوَانُ، ويُجْمَعُ أَخْوِنَةً، ولا يَنْصَرِفُ خُوَانُ[57]. ووَبْصَانُ، والجمعُ وَبْصَانَاتٌ[58]. وحَنِيْن وحَنَائِن وأَحِنَّة وحُنُن[59]. ووَرْنَة: وَيُقَالُ: رِنَةُ. وَرُنَةٌ، والجَمْعُ وَرُنَاتٌ[60]. والأَصَمُّ[61]: ويُجْمَعُ صُمًّا، ويُقَالُ لَهُ مُنْصِلُ الأَسِنَّةِ[62]. وشَعْبَانُ يُسَمِّيهِ قَوْمٌ وَعْلًا، وجَمْعُهُ أَوْعَالٌ وَوِعْلانٌ، وَقَوْمٌ يُسَمُّوْنَهُ عَاذِلًا[63]، وَقَوْمٌ يُسَمُّوْنَهُ العَجْلَانَ[64]. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: مختصر كتاب الأيام والشهور لابن خالويه - اختصره علم الدين السخاوي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |