نون النسوة.. النون الثانية: نون الغيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 505 )           »          اجعلوا من استباق الخيرات في هذا الشهر خير عدة، وأعظم عون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ذكرى سقوط القدس بيد الصليبيين – لتاريخ المؤلم للمدينة المقدسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11848 )           »          شهر رمضان فرصة لتقارب الصفوف وسد الخلل والتناصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 10811 )           »          النجاح عبر بوابة الفشل الذكي .. 4 شروط تحول الإخفاق إلى إنجاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          “الحياة معاناة”.. حتى نتعامل مع حياتنا علينا أن نفهمها أولا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ثلاثية بناء الطالب : البيت والمدرسة والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دور الأنشطة المدرسية في تطوير الطالب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2022, 08:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي نون النسوة.. النون الثانية: نون الغيرة

نون النسوة.. النون الثانية: نون الغيرة
د. عبدالإله إيت الهنا

إن في قصة إبراهيم عليه السلام ما يشِي بكون الغيرة خلُقًا لا يستثني الأخيار فضلًا عن غيرهم، امرأة صالحة لمَّا تلدْ بعدُ، رُزقت ضرَّتُها المرأة الصالحة ولدًا، فغلبتها الغيرة حتى طلبت من أبي الأنبياء إبعادَها وولدِها.
في ظني - يقول مسعود لصديقه عيَّاد - لقد كانت امرأة حكيمة، ثم استرسل في الكلام دون أن يكلِّف صديقه عناء الاستفهام: وذلك أن غيرةً من هذا القبيل قد تحمل المرأةَ الغَيرى على الظلم والأذى لضرَّتها، فهُديت لهذا؛ حتى تقطع ذلك عن نفسها.

أمَّا عيَّاد فقد زمَّ شفتيه، وهزَّ رأسه قليلًا، ثم أطلق زفرة رفرفت لها أوراق الكتاب أمامه، ثم قال بصوت متهدج: لعلَّه! وصمت.
"عيَّاد" رجل تقتحمه العين، انحسر الشعر في جانبي رأسه، لا يُرى إلا حاملًا كتابًا في يمناه، لا يمتلك سيارة، ولا تظهر عليه نعمة، قد جاوز الخمسين أو يكاد... له زوجتان لم تُريا مجتمعتين قط إلا مرة واحدة، أشبه ما تكون بالمعركة الفاصلة بين جيشين عرمرمين، وقد كان "عيَّاد" هو الضحية؛ حيث تمالأتا عليه وطردتاه وكتابَه من البيت.

لم يجد من ملجأ إلا صديقه القديم الفقيه "مسعودًا"، الرجل الوقور، الذي يخفِّف عنه ألم الحياة كلما نزلت به نازلةٌ من النوازل.
في هذا اليوم قصَّ عليه مسعود قصص الصالحين من الأولين والآخرين، ولكنَّ "عيَّادًا" لا يزيد على القول عند نهاية كل قصة: لعله أو ربما، مطلقًا العنان لزفراته وآهاته، فـ "عيَّاد" لم يجد بعدُ بين كلِّ تلك القصص ما يماثل حاله، ولو أنه استقبل من أمره ما استدبر لكان له رأي آخر غير الرأي الذي صفعه به الفقيه "مسعود" يومَ شكا إليه سوءَ عشرة زوجه الأولى، فأرشده الفقيه إلى التعدُّد مخبرًا إياه بفوائده، زاويًا عنه تبعاته، وغير مراعٍ لحاله وشخصه، فاليوم "مسعود" يقول بلسان حاله: "ما قدو فيل زادوه فيلة" (مثَل مغربي يُضرب لمن كان في ورطة فأضيفت له أخرى).

وظلَّ يردِّد في سرِّه، في خلوته وجلوته، قولَ الشاعر العربي:
تزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرْطِ جَهْلِي
بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ
فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا
أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ
فصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي
تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ


نهض عيَّاد من قرب صاحبه دون أن ينبس ببنت شفة، تاركًا "مسعودًا" وراءه يحوقل، ثمَّ سار في طريق طويل لا يلوي على شيء، وفجأة سمع صوتًا شجيًّا يصدح مناديًا بالفلاح... دلف عياد مطمئنًّا بعد أن ألقى مجلة سيدتيوراءه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]