كيف تحول نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200599 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 504125 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2022, 08:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي كيف تحول نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي؟

كيف تحول نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي؟


عبدالمجيد قناوي




إنَّ حقيقة الإنسان ليست جسمًا يتميَّز بثقل مادي أو كائن حي يَنمو ويتحرَّك؛ بل هو مِزاجٌ معنوي مُركَّبُ معقَّد تُجْمع فيه أفكار، وعواطف، وغرائز، وطبائع، مُنسجمة فيما بينها في كيان نفساني يَنطبِع سلوكه بانطباع خاص، يُعطي صورةً في أذهان الناس لشخصية قائمة بذاتها لا يُماثله فيها أحد، فسلوكه عبارة عن اتجاه أو خطٍّ يرسمُه له فكرُه وغرائزُه وميوله وطباعه، فتُوصله إلى شخصية مُنفردة.

"إنها الطبيعة البشرية"
والإنسان بطبيعته يعمل وَفْق خواطر، ثم يُعبِّر عمَّا في نفسه بترجمة هذه الخواطر إلى أفعال (ليس بالتمني أو بالكلام فقط) بعد التوكل على الله، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3].


راجع: [حاجة الإنسان إلى الدين (2) معرفة الله سبحانه وتعالى] على شبكة الألوكة، المقال على الرابط:
http://www.alukah.net/sharia/0/100956/.

لذلك عليك أن تعرف نفسك، وهذا سيُعينك على الحياة؛ حيث تشعر بأن كل شخص متميِّز عن غيره بخصائص فردية؛ مما يجعلك مُدركًا لإمكانياتك وقدراتك، ويبيِّن لك نقاط ضعفك وقوتك؛ ممَّا يزيدك ثقة في نفسك، فتدفعك للانطلاق والاستعداد لتتخذ قدوة، وتختار النموذج المناسب تقتفي آثاره دون تقليد أعمى، واضعًا أمامك هدفًا أو أهدافًا للوصول إليها والظفر بها.

فإذا أنت حافظت على شخصيتك واستقلاليتها، وعشتَ في نطاق ذاتيتكَ الخاصة، فإنك حتمًا ستسلكُ:
سلوكًا فعَّالًا، وتُعْتبر إنسانًا إيجابِيًّا

[راجع مقال: كيف تصبح إنسانًا فعالًا وناجحًا؟] على شبكة الألوكة في فقرة "تحديد الأهداف"، على رابط:
http://www.alukah.net/social/0/101371/ .

وإذا ما حدث العكس فإنك ستُنافِق نفسك والناس والمجتمع، وتتحول إلى:
مُقلِّد لذوي الشهرة في حركاتهم ومظاهرهم، وطريقة أدائهم للأعمال، ومُراءٍ في تصرُّفاتك.
مُتلهِّف على الحب والعطف، وفي قرارة نفسك يهمس لك صوتٌ خفيٌّ بكلام مختلط: (إنها، إنَّه، إنهم... لا يُحبونني).

راغب في بلوغ الكمال، وكلما فعلت شيئًا تقول: ليس هذا ما أريد، ولا بالمستوى والقدر الكافي الذي أطلبه، فيأخذك الغرور بالكبرياء والعظمة.

سريع التسليم بالهزيمة؛ حيث لا تستطيع أن تكمل ما بدأت به، مع أن لديك القدرة والإمكانية لذلك.

ضَجِرٍ، مُتبرِّم، مُتضايق.

مُتأثر سلبًا بنجاح الآخرين، مقارن نفسَكَ بهم.

مفتقدٍ لروح الدعابة والممازحة والفكاهة، وتُحدِّثك نفسك بأنهم يسخرون منك.

وهكذا تتحول إلى إنسان يسلك سلوكًا:
غيرَ فعَّالٍ، وتُعْتبر إنسانًا سلبِيًّا



أخي الكريم، أختي الكريمة، أيها الانسان المسلم:
إن كل ما أنجز من أمور عظيمة في تاريخ الإنسانية بدأ بفكرة، ونحن جميعًا نملك أفكارًا، لكن قلَّة قليلة من الناس يفعلون شيئًا بها، فللطباع قواعد وأحكام، وللغرائز مطالب، وللعَواطف ميول وأشواقٌ، وللفكر منطقُه ونقدُه وتميُّزُه.

فإذا كنت إنسانًا قَلِقًا ومضطربًا، فإنَّ القلق والاضطراب في قلوب الحمقى والغافلين، أما إذا كنتَ إنسانًا طموحًا، فالطموح أمر مشروع لكل شخص، بل مطلوب أيضًا، لكنه ليس شرطًا لإسعادك، وعليه يَنبغي أن تكون سعيدًا في وضعك وظروفك التي أنت عليها، ثمَّ اسعَ:
للتغيير وتحقيق الطموحات والوصول إلى أعلى المراتب.



ومَهمَّتُك أيها الإنسان المسلم في هذه الحياة هي:
استعمال ما تعلمته من علوم، وما اكتسبته من معارف وعادات وتقاليد موجودة، سواء في مجتمعك وبيئتك، وما اكتسبته من رحلات واتصالاتك بِبِيئات ومجتمعات أخرى، وهذه العلوم والممارسات المكتسبة، تؤهلك إلى إضافات جديدة وجادَّة إلى الطبيعة والحياة؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وجعلنا عُمَّارًا لهذه الأرض.

أخي الكريم، أختي الكريمة، أيها الإنسان المسلم:

إن التشبُّه بالغير انتحار لشخصيتك ذاتها، وعليك أن تتقبَّل نفسك على حالاتها، وارضَ بها كما قسمها الله لك، وإلا ستُصبح مِن الذين يتمنون زوال النعمة لغيره ساخطًا على الناس، وَتشْعُرُ مِنْ جَرَّاءِ ذَلِكَ بِالحَسْرَةِ؛ "رجل ٌحاسد"، والحاسدعدوٌّ لنعمة الله.


كما أن الحسد داء فتاك لا يوجد له دواء، إلا بالعودة إلى صيدلية القرآن الكريم؛ لتأخذ منها الدواء، ويتم الشفاء بدون مقابل، مجَّانًا.

(بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم).
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].


﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].

والله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي له القدرة على إبعاد شرِّ خلقِهِ وحِفْظِنا من شرِّ حسدِهِم، وبمعيَّة الله تكون قدرته وقوته فوق كل قدرة وأعلى مِن كل قوَّة، فتصْفو قلوبُنا، وتُبعَد عنا كل الوساوس التي تُفسِد علينا فطرتنا، وإذا صفيَتْ استقبلْنا فُيوضاتِه سبحانه وتعالى، التي تبعَث في النفس الرَّاحة والطمأنينة.

إذًا، تخلَّص مِن هُمُومك الدفينة، حسِّن وطوِّر قدراتك؛ لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدُها العالم، مع أهمِّيَّة الالتفات إلى ذاتك، واعلم أن تنمية شخصيتك لا تحتاج إلى مال، ولا إمكانات، ولا فكر مُعقد؛ وإنما إلى إرادة صلبة، وعزيمة قوية تصل بك إلى ردود أفعال إيجابية، فتحقِّق أقصى طموحاتك، وتتجاوز أكبر التحدِّيات التي تواجهك، وبهذا فإنك: "تحوِّل نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي".



فَلْنتعَلَّمْ من الماضي، ونُحوِّله إلى مهارة، ونرتِّب أفكارنا وقيمنا في الحاضر؛ لكي نبني مُسْتَقبلًا إيجابيًّا ومُشرِقًا بعون الله تعالى.


فإذا كانت القراءة تصنع الإنسان الكامل فالكتابة تصنع الإنسان الدقيق



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]