|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إعدام نص محمد صادق عبدالعال راودتْه التي هو في خِدرها عن قلمه، فأبى واستعصم، وألجمَه بلجام خوفه، حابسًا أحباره ليَكتم عنه أسراره، فتحايلت وتزيَّنت "بفسفورية" وسِرية من الأحبار، فخط في ظلمة الفجر الكاذب صِدق حَدْسه وما اختمَر بأُم رأسه، حتى صاح الديك إيذانًا ببزوغ النهار، فَهَمَّ فأَوْدَعها كَوَّةَ مِشكاته؛ لتكون رفيقةَ دَرْبٍ للسابقات. اندلعت شرارة فجَّرت بركانًا، قوَّضت عروشًا، وأذلَّت شوسًا، كانوا شخوصًا في بيت قصيده، تمخَّض الفجر عن شمس جديدة، فجاءت بنت الصبح تسعى لتقول: إن الملأ يحتفلون بك ليرفعوك. فتحت الأدراج وقالت: هَيْتَ لك، فهَمَّ بها نشرًا، توالت الطبعات، التُقِطت التقاطَ الشحيح في زمن الجوع، مرَّت الأيام، سَمُجت وتَغيَّر ريحُها، سقط منها بيتُ القصيد، صارت قيد التهميش، خفَتت فيها لحظةُ التنوير. استيقظ حَيرانَ قلقًا، يجمع ما تبقَّى منها على الأرصفة وفي الميادين والأسوار، لم يجدها استقرت في البيوت كقطع "الديكور"، مُصفدة بتراب وإهاب صفيق وقد تلاشى التصفيق. هامَ على وجهه ناحية الشاطئ يَبُثُّ للنهر شكواه، أبصرها في جوفه تتقاذفها الأمواج بأمر الريح، حاوَل إمساكها فلم يستطع؛ حيث اختلَطت صفحات البداية بالنهاية، وصارت العقدة في فم "سمكة القرش"، وصغيرات الأسماك يتعلقنَ بالطرف، ابتلَعها النهر وارتسَم وكأن لم يكن! آبَ إلى بيته مجافيًا الأقلام على اختلافها، ليقول: عزمتُ على ألا أكتُب بعد الساعة غير الهزل، أوليس الهزل مسلكًا للآمنين؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |