|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أفتقدك نورا عبدالغني عيتاني أختي، حبيبتي، ماذا أقول؟! دعيني أبحث في مخيِّلتي الهاربةِ البعيدة عن سطور تائهة بين الفراغات الكثيفة التي حفرها فيَّ غيابُك! ثم كيف أعبِّر؟ وهل باستطاعة هذه الورقة أو حتى الكتاب بأكمله أن يضمَّ كلَّ ما أحويه من صور وذكريات تتسابق اليومَ إلى ذهني دون أن أستطيع الإمساك بها؟! تتفلَّت مني رغمًا عني، وأحاول الإمساك بأحد خيوطها، فلا أقدر! تعلمين! وحدها الكتابةُ لُغَتي التي أجيد التواصل بها مع العالم، ووحدها أيضًا طريقتي في التعبير عما لا أجيد التعبير عنه بالكلام. اليوم أقرُّ لك، هأنا فقدتُ التواصل! حتى الكتابة لم تَعُدْ تُجْدِي، ولم أعُدْ أدري ماذا يمكن أن أقول ولا أقول، باختصار: ما أُحِسُّ به الآن أكبَرُ بكثير مما يمكن أن يُعبَّر عنه؛ خليط من حنين وسعادة، وألمٍ ووحشة، وقصاصات حزن متناثرة على سطح الفرح، في كل شيء جزءٌ ما يُذكِّرني بك، حين كنت بيننا، في كل ركن من أركان البيت وكل زاوية أشتمُّ رائحةَ الطفولة تعبقُ وسط غرفتِنا، وتنثر عطرها الباقي حول أصداء الغُرَف. أُنصِتُ للصدى العالق في سقف المنزل، فيه صوت عراكِنا، ضحكاتنا، همساتنا، بل فيه لون جنوننا! أقبع قليلًا بالقرب مما تبقَّى من أشيائك المبعثَرة في الغرفة، سريرك الفارغ، درفك الخالي، بقاياك الصامتة، أكلِّمها تبقى صامتة، أشعر بالفقد، أمرٌ مؤلِمٌ حقًّا. غير أني أواسي نفسي ببقايا من أملٍ؛ كَوْني أُدرِك تمامًا أنك اليوم سعيدة بين أيدٍ أمينة سترعاك وتحميك، وتحيطك بكلِّ ما تتمنين، فأنت تستحقين الأفضل، ودائمًا سيبقى الأمل إن شاء الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |