فارس يطمح إلى أن يصبح رئيسا للجمهورية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل آيس كريم الفانيليا بخطوات بسيطة.. طعمه لذيذ ومنعش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 نصائح لحماية بشرتك من الجفاف خلال الطقس الحار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          يوم الابن الأوسط.. لماذا يشعر الطفل الثانى باضطهاد والديه وحل هذه المشكلة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نقطة ومن أول السطر.. إزاى تتخلص من عاداتك السيئة وتبدأ من جديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طريقة عمل مشروب الخوخ المثلج بالنعناع.. وصفة منعشة لأيام الصيف الحارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من النجف للسيراميك.. 6 خلطات لتلميع المنزل بنظافة وأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ماسك العسل والأفوكادو لترطيب البشرة.. وصفة طبيعية تمنحك النعومة والحيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          8 أفكار متنوعة موضة ديكور 2025 لتنظيم مكتبك.. لخلق بيئة عمل سعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لو ابنك داخل سنة أولى ابتدائى.. 4 خطوات هتساعد طفلك على الاستعداد للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ابنك مش بيسيب الموبايل من إيده.. كيف تجعلين طفلك يستفيد من الهاتف المحمول؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2022, 04:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة : Egypt
افتراضي فارس يطمح إلى أن يصبح رئيسا للجمهورية

فارس يطمح إلى أن يصبح رئيسا للجمهورية
عبدالمجيد قناوي


كان عمره عشرين سنةً، وهو طالب في الجامعة تُوفِّي رئيس دولته.
وبينما هو وزملاؤه في الساحة يتبادَلون أطراف الحديث عن رحيل زعيمِهم، وفي فترة الحداد؛ حيث ساد جوٌّ من الحزن عبر كل البلاد، إلى درجة دخل فيه المواطنون بشكل تلقائي، وهناك بينهم مَن ألغى طواعيةً مناسبات الفرح، وأكثر مِن ذلك؛ لقد تم تخصيصُ خطبِ الجمعة التي صادفت فترة الحداد آنذاك لرحيل الرئيس الأبدي عن الحياة.

رأى أصحاب فارس أنه ترك فراغًا في الدولةِ والأمة، وترك الشعب يتيمًا، يتساءلون وهم يعتقدون أنه من المستحيل أن يُعوِّضه أحدٌ، وبينما الجميع يائسون، طمأنَهم فارس وبعفويةٍ، وهو يعِظُهم، فقال:
"هكذا هي الدنيا؛ فيها الشر وفيها الخير، فيها الحياة وفيها الموت، والأعمار بيد الله، لكل شيء أجلٌ، وكل مَن عليها فانٍ، وهذه المصيبة التي نزلت بالبلد فيها حكمةٌ لا يعلمها إلا الله، ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلُها، فلِمَ القنوط مِن رحمته؟ لا بد أن يعوضه شخص ما، سُنة الله في خلقه".

وفي الذِّكرى الأولى من وفاة الرئيس، وبينما فارسٌ وزملاؤه الطلبة يتبادلون الآراء، خطرت بباله فكرة، حَلَمَ أنه سيعوضه، سيعوض رئيس الجمهورية!
تخرَّج فارس في الجامعة، فوجد نفسَه يعيش في بطالةٍ، وفي زيارةٍ إلى إدارة الجامعة لاستخراج شهادةِ النجاح المؤقَّتة، التقى بصديق له أستاذ بنفس الجامعة، فعرَض عليه وظيفةَ مساعد، فقبِل العرض، وأمضى عقد عمل مع الإدارة المسيرة مدتُه سنة، ومِن هنا بدأ فارس مشوارَه الجديد في حياته الاجتماعية والمِهْنية.

جاءتِ العطلةُ الصيفية، عاد فارس إلى البيت، وكان لا يُفكِّر إلا في الذَّهاب إلى الخدمة العسكرية الإجبارية لتأدية واجبه الوطني، وفي طريقه إلى مكتب التجنيد التقى مرةً ثانية بصديقه الأستاذ الجامعي، وفي هذه المرة اقترح عليه الذَّهاب معه إلى البيت ليقضي معه الليلة، وفي الصباح يوصله إلى مكتب التجنيد الذي كان قريبًا من مقر سكناه، وفي تلك الليلة عرَضت عليه زوجةُ صديقه الأستاذِ منصبًا بمؤسسة تربوية، فقبِل عرضها ووُظِّف كأستاذ بإكمالية.

وفي الشهر الأخيرِ مِن نهاية الموسم الدراسي وصله الاستدعاء الثالثُ والأخير للالتحاق بالثكنة، وإلا سيُتابَع قضائيًّا من طرف المؤسسة العسكرية، فلم يجد فارس خيارًا إلا الالتحاق بالثكنة وأداء واجبِه الوطني، فالتحق بمدرسة الضباط الاحتياطيين في الموعد؛ حيث أتم تكوينه العسكري لمدة ستة (06) أشهر، وتخرج برتبة "ضابط مرشح" ليُوجَّه إلى إحدى الوحدات القتالية بأكبر لواءٍ للمؤسسة العسكرية، كانت لها سمعة وطنية ودولية باعتبارها من الأَلْوِية المميزة بتدخُّلاتها المحلية والدولية؛ كالانتفاضات الشعبية، أو كما حدث في الشرق الأوسط في حرب مصرَ مع اليهود.
أكمل فارسٌ خدمتَه العسكرية الإجبارية والتي دامت أربعة وعشرين (24) شهرًا، متنقلًا بين كتائبها وما بين الولايات، تزوَّج، ثم حصل على وظيفة بإحدى الثانويات.

وفي يوم من الأيام حدث أن نقابة الأساتذة بهذه الثانوية دخَلَت في إضراب مفتوح مع الإدارة، تُطالِب بسكنات وظيفية كانت جاهزةً، وأريد تحويلها إلى وجهات أخرى، هذا الإضراب خرج عن السيطرة وكاد يُؤدِّي بهم إلى فوضى عارمة بدأت تلوح في الأفق، أدخَلهم في متاهة نتيجة مواقف الإدارة المتصلبة، فتدخَّل فارس بحكمة ومرونة وبكلِّ هدوء ليُصلح بين الطرفين؛ حيث قام بإنقاذ الموقف، وعالَج الأمر، وهدَّأ من غليان الفوضى، فرجعتِ الأمورُ إلى نصابها، ووزِّعت السكنات على أصحابها، وعاد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.

بعد ثلاثة أشهرٍ أحسَّ بالتعب، وأصبح الإرهاق يلاحقه بسبب زواجه الجديد وسفره اليومي لمسافات طويلة، ولا ينام إلا قليلًا، كما أنه يُدرِّس مادة ليست من اختصاصه، مما جعله يبذُلُ جهدًا أكثر ومضاعفًا.
ففكر في الأمر مليًّا، ولَمَّا رأى بأن الاستمرار على هذه الحالة سيُؤدي به لا محالة إلى الإرهاق، ثم لا قدر الله إلى الانهيار العصبي، اعتقد بأنه يَظلِم نفسه، ويظلم معه الطلبة، فأنَّبه ضميره، وانتهى به الأمر إلى تقديم استقالته! وراح يبحَثُ عن وظيفة أخرى.

يلتقي فارسٌ بأحدِ الأصدقاء ويعرض عليه الانخراط في أحدِ الأحزاب السياسة الجديدة الاعتماد، ويتم اختيارُه ليُرشَّح في المحليات، متصدرًا قائمةً انتخابية، بهدف أن يصبح رئيسًا للبلدية، وفاز في الانتخابات بسبعة 07 مقاعد، من بين أحد عشر 11 مقعدًا، أما الأربعة الأخرى، فكانت مِن نصيب حزبٍ عتيد تحصَّل على ثلاثة 03 مقاعد، وآخر جديد تحصل على مقعد 01 واحد.

ونظرًا لقلة خبرته بقواعد اللعبة السياسية وصغر سنِّه؛ مارست عليه جماعات المصالح ضغوطها من أجل التنازل عن منصب الرئيس، ولكنه رفض، فدُبِّر له انقلابٌ أبيض، ثم عُرِضت عليه النيابة فرَفَضها أيضًا، فأقيل من الحزب بعد محاكمةٍ صُوريةٍ غير قانونية بمكتب الحزب، ولا تخضع حتى للأعراف الاجتماعية، وبقي فارس يمارس مهنتَه الجديدة في السياسة كعضوٍ حرٍّ منتخَب من طرف الشعب بدون أيِّ غطاء حزبي.

عمِل ما بوُسْعِه من أجل إرضاء المواطنين الذين وضعوا ثقتَهم فيه وانتخبوه، حارب الفسادَ وسوء التسيير ونجح في مهامِّه؛ حيث حصل على وظيفة بإدارة البلدية كمندوب محلي للشباب، ثم ترقيته إلى الولاية كمندوب بالدائرة مسؤول عن ثمانِي (08) بلديات، وأصبحَتْ لديه شهرةٌ واسعة في أوساط الشباب والمواطنين، مما جعل المجموعة الانقلابية تستدعيه لتعرِض عليه المصالَحة ومنصبَ "مستشار" للمجلس، فقبِل العرض، بالإضافة إلى بعض المزايا الهامة كالسكن.

تضارَبتِ المصالح بين أعضاء المجموعة الانقلابية، وانتهت باستقالة الرئيس، وفرضت عليهم إجراء انتخابات جديدة بين أعضاء المجلس لتتاح الفرصة لفارس بالمشاركة، ونجح بعدد الأصوات ليعين "رئيسًا للبلدية".
شكَّل لجنته التنفيذية، وأشرك المعارضة في التسيير، وبقي في منصب "الرئيس" لمدة تسعة أشهر (09)، إلى أن صدر أمرٌ من السلطات العليا للدولة بحلِّ كلِّ المجالس المحلية، فكان فارس ضحيةً لهذا القرار.

عاد فارس إلى منصبِه الأصلي في الوظيفة يتنقَّل بين مصالحها، إلى أن عيِّن مستشارًا ورئيسًا بديوانها، وبهذه التجرِبة المتواضعة اكتَسَب خبرةً لا يُستهان بها؛ حيث تعلَّم أشياء كثيرة وهامة جدًّا؛ كـ"ثقافة الدولة"، "ثقافة المواطن والمواطنة"، "ثقافة الحي"ثقافة الجمعية كهيئة اعتبارية ومعنوية"، فانخَرَط في بعضها، وعُيِّن في أغلبها كعضوٍ شرفَي، ومستشارًا مِن "جمعية أولياء التلاميذ"، إلى "جمعيات الحي"، إلى "الجمعيات ذات الطابع الخيري والاجتماعي والثقافي والبيئي"، إلى "الجمعيات الرياضية".

مضى حوالي عشرين (20) سنةً من مسارِه المِهْني والسياسي، تعرَّض خلالها للكثير من المضايقات والانتقامات لبعض أبنائه؛ حيث نجح أحدُهم على مستوى جهوي بالبطولة في إحدى المجالات الرياضية، واختير للالتحاق بالمنتخب الوطني مع بعثة تكوينية إلى الخارج، ولكن بطانة السوء فعَلت فعلتَها بأن أوقفت هذا الاختيار وفوَّتت عليه الفرصة، وبالرغم من أن ابنته البكر الأولى في الدراسة فإنها حُرِمت - بل حُرِم قسمها بأكمله - من عدة مسابقات جرت على مستوى المؤسسة التربوية، كما تعرَّض فارس لبعض الإهانات، لدرجة أن أحد المسؤولين أزاحه من منصبٍ عُيِّن فيه كإطار سامٍ، وبدون أي سبب، فقط غيرة وحسدًا وانتقامًا لا غير.
تأمَّل فارس جيدًا في الأمر، فاقتنع بأن ينخرط في أحدِ الأحزاب السياسية؛ ليُصبِح ناشطًا سياسيًّا محنكًا، لا يترك الفراغ أبدًا، طبقًا للمقولة الشهيرة: "الطبيعة تخشى الفراغ".

ثم تأمل جيدًا في الأمر، ليس لنفسه؛ وإنما خوفًا على أبنائه، فقرَّر الهجرة إلى العاصمة، وبعد خضوعه إلى العديد من اللقاءات والاختبارات نجح في معظمها وتقلَّد العديد من المناصب، إلى أن اختير مستشارًا لأحد رؤساء البلديات، وأمينًا عامًّا لمجلسها المنتخَب بقلب العاصمة "موطن رئيس الجمهورية"، وفي حي رئاسي راقٍ، فأصبح قريبًا لمصالح الرئاسيات ومتابعته للأحداث عن كثب، فتذكر مقولتَه لزملائه أيام كان طالبًا بالجامعة ووفاة الرئيس حينها، وما ردَّده لهم بالحرف الواحد حين قال:
"هكذا هي الدنيا؛ فيها الشر وفيها الخير، فيها الحياة وفيها الموت، والأعمار بيد الله، لكل شيء أجلٌ، وكل مَن عليها فانٍ، وهذه المصيبة التي نزلت بالبلد فيها حكمةٌ لا يعلمها إلا الله، ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلُها، فلِمَ القنوط مِن رحمته؟ لا بد أن يعوضه شخص ما، سُنة الله في خلقه".


وعاوَد الحلمُ فارسًا، فكرة وأمنية الترشح للرئاسيات التي أصبحت لا تُفارقه، وازداد طموحه، وأصبح هدفًا محددًا بالنسبة له، وخاصة لَمَّا دخل رئيس الدولة في غيبوبة، ونُقل إلى مستشفى أجنبي، بدون وجود "نائب رئيس"؛ حيث وقعت البلاد في فوضى الشائعات، واتهمت التلفزةُ الرسمية أوساطًا أجنبية بإثارتها، وسمعت الأخبار شبه الرسمية بأن الدولة في أزمة، ومنذ ذلك الحين وفارسٌ على أملِ أن يترشَّح للرئاسيات، يطمح إلى أن يكون رئيسًا للجمهورية".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]