تصوف تقي الدين السروجي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          6 مميزات فى ويندوز 11 غير موجودة بإصدار 10 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مقارنة هواتف.. أبرز الفروق بين هاتفى iPhone 16e وiPhone 16 pro max ‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تحمى نفسك من تطبيقات التجسس على هاتفك الأندرويد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن زر "عدم الإعجاب" الجديد على إنستجرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-08-2022, 07:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,465
الدولة : Egypt
افتراضي تصوف تقي الدين السروجي

تصوف تقي الدين السروجي


د. نبيل محمد رشاد





ديوان تقي الدين السروجي.. ما تبقى من شعره وموشحاته

الفصل الأول: تقي الدين السروجي وتصوُّفه

المبحث الثاني: تصوُّف تقي الدين السَّروجي


في كتابه "الأدب في العصر المملوكي" تحدَّث الأستاذ الدكتور محمد زغلول سلام عن تقي الدين السَّروجي بوصفه واحدًا مِن شُعراء التصوُّف المشهورين في القرن السابع الهجري، وجعله صاحبَ مذهب خاصٍّ في الإبداع الشِّعري في هذا المجال، وأُطلِق على هذا المذهب اسم: "مذهب عِشْق الجمال".

وما يُريد هذا المبحث أن ينفيَ عن السَّروجي شرف التصوف، وما يُريد أن يُثبِت له ما ليس عنده من المواجيد والتجليات، وإنما يسعى - في حيادٍ وموضوعية - إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

هل كان تقي الدين السَّروجي مُتصوِّفًا؟ وما حقيقة تصوفه؟ هل هو تصوُّف سُنيٌّ؟ أو تصوُّف بِدعيٌّ؟ وهل كان يُعبِّر في شعره عن تجربة صوفية حقيقية؟ أو إنَّ ما ورَد بشعره لا يعدو أن يكون تقليدًا للأئمة الكبار من مثل محيي الدين بن عربي المتوفَّى 638هـ، وأبي الحسن الششتري المتوفَّى 668هـ، ونجم الدين محمد بن إسرائيل المتوفى 677هـ، وشِهاب الدِّين محمد بن عبدالمنعم المعروف بابن الخيمي المتوفى 685هـ، وعفيف الدِّين التلمساني المتوفَّى 690هـ، والبوصيري المتوفى 695هـ، ومِن قبلهم ابن الفارض ت: 632هـ؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة ألفت النظر إلى الأمور الآتية:
أولاً: لم يُترجِم له القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل الله العمري ت 749هـ في "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" ضمن مَن تَرجَم لهم من صوفية الشام، ولم يتحدَّث عنه مع مَن تحدَّث عنهم من صوفية مصر، وإنما ترجَمَ له بوصفه واحدًا من شعراء الغزَل الحسيٍّ المصريين.

وصنيع ابن فضل الله العمري هذا يدعو - في تصوري - إلى الاستغراب والدَّهشة لسببَين: أحدهما يتعلَّق بالشاعر، والآخر يتعلَّق بابن فضل الله العمري نفسه، أما أولهما الذي يتعلق بالشاعر فلأن السَّروجي لم يكن بالرجل الخامل في عصره، وإنما كان رجلاً مشهورًا له علاقاته بكبار رجال الدولة من أرباب الأقلام في زمنه الذين كانوا أساتذةً لابن فضل الله نفسه؛ كالقاضي شهاب الدِّين أبي الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلَبي المتوفَّى 724هـ الذي عمل بديوان الإنشاء بمصر والشام مدةً تربو على خمسينَ عامًا[1].

وكانت لتقي الدين السَّروجي - أيضًا - علاقاتٌ واسعةٌ بالعديد من العلماء والفقهاء من أرباب الوظائف الدينيَّة الرسمية في الدولة الذين كانوا من تلامذة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد القشيري، العلامة الصوفي الشافعي المَشهور، مِن مثل الشيخ الإمام فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليَعمري المتوفَّى 734هـ الذي كان - إلى جوارِ كونه من جملة موقِّعي الدست بديوان الإنشاء في عهد السلطان حسام الدين لاجين - كان قد تولَّى مشيخة المدرسة الظاهريَّة، ومشيخةَ مدرسة أبي حليقة علي بركة الفيل، وخطابة جامع الخندق، وخطابة جامعة الرصد[2].

وكان السَّروجي على صلة - أيضًا - بعالم ثانٍ من تلامذة الشيخ ابن دقيق العيد، وهو القاضي أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبدالله القيسراني المتوفَّى 736هـ الذي كان مِن جملة موقِّعي الدست بالقاهرة، وكتَبة السرِّ في حلب[3].

وجميع هذا يُدلِّل على أن السَّروجيَّ لم يكن بالرجل الخامل في عصرِه كما سبَقَ أن أَشَرْنا، ومِن ثَم كان من الغرابة بمكان أن يَخفى حاله على مَن كان في منزلة ابن فضل الله العمري.

هذا هو السبب الأول الذي دعا إلى الاستغراب والدهشة مِن تجاهُل ابن فضل الله العمري للحديث عن السَّروجي ضمن مَن تحدَّث عنهم مِن المُتصوِّفة!

أما السبب الآخر فهو يتعلَّق - كما ألمحْنا من قبل - بابن فضل الله نفسِه؛ فقد كان ابن فضل الله على ما يقول الصفدي في وصفه بليغًا مُفوَّهًا، ناظمًا مُترسِّلاً، "يتوقَّد ذكاءً وفِطنةً ويتلهَّب"[4]، وكان "يَنظُر إلى غيب المعنى من سِترٍ رقيق، ويَغوص في لجة البيان فيظفر بكِبار الدرِّ مِن البحر العميق[5]".

والسؤال الذي يطرح نفسَه الآن: أليس من الغريب ألا يَفطِن مَن كانت هذه صفاته وملَكاته إلى ما يَحمل غزل السَّروجي وراءه من معانٍ ومضامين صوفيَّة؟


ثانيًا: لم يُترجم له العلامة عبدالوهاب الشعراني في كتابه الموسوم بلواقحِ الأنوار في طبَقات الأخيار، الذي قصره على الترجمة لأئمَّة التصوف منذ نشأته حتى عصرِه، ولعلَّنا نستطيع أن نتلمَّس للشعراني العذر فيما فعل لتأخُّر زمنه من ناحية، ولتجاهُل مَن سبَقوه الترجمة للسروجي في طبقات المتصوِّفة من ناحية أخرى.

أو لعلنا نستطيع أن نتلمَّس للشعراني العذرَ فيما فعل لأنه كان مهتمًّا بالمُتصوِّفة الذين كانت لهم كرامات مَشهورة مُتداوَلة على ألسِنة الناس، ولم يكن مُهتمًّا بسائر الصوفية الذين لم يَصِلوا إلى درجة الولاية.

ثالثًا: لم يُشِر إليه بكلمة واحدة الدكتور علي صافي حسين في رسالته عن الأدب الصوفي في مصر في القرن السابع الهِجري، على الرغم من أنه صنَع في نهايتها ثبتًا بأسماء المُتصوِّفة المصريِّين، كما لم يُشِر إليه بكلمة في رسالته الثانية التي بعنوان: "الأدب الصوفي في مصر" التي قصَرها على دراسة ابن الصباغ القوصيِّ، شيخ التصوُّف المصري في القرن السابع الهجري، وربما كان الدكتور علي معذورًا فيما فعل في هاتين الرسالتين؛ لأن تقي الدين السَّروجي ليس له أي ديوان شعريٌّ مخطوط أو مطبوع، ولأن جُلَّ المصادر التي تحتفِظ بما تبقى من مجموع شِعره كانت مخطوطةً أو في عداد المفقودة وقتَ إعداد الدكتور رسالتيه.

نخلُص من هذا كله إلى أنه ليس هناك نصٌّ صريح يدلُّ على تصوُّف السَّروجي، ومع هذا هناك إشارات تُلمِّح إلى تصوفه؛ منها مثلاً قول أثير الدين الغرناطي في وصفه: "يَغلِب عليه حبُّ الجمال مع العفَّة التامة والصيانة"[6]، ويقول عنه أيضًا: "كان.. لا يكاد يظهر إلا يوم الجُمعة"[7]، ويقول عنه أيضًا: "وكان لي به اختلاط وصُحبة، ولي فيه اعتقادٌ"[8]!

وفي تصوُّري أن أثير الدين الغرناطي كان يُريد بما رواه في هذه الفقرات الثلاث من صفات السَّروجي أن يُشير إلى ما كان عليه تقي الدِّين من التصوُّف، وهي إشارةٌ بالغة الأهمية ها هنا؛ لأنها من شاهد عيان عاصرَ الرجل وخالطه وصاحَبَه، ولاحَظَ عليه أنه شديد التعلُّق بالجَمال المادي دون تهتُّك أو خلع للعذار، شأنُه في ذلك شأن غيره مِن المُتصوِّفة الذين يرون في الجَمال المادي صورةً مِن الجمال المُطلَق[9]، ولاحَظَ عليه أيضًا أنه يَنقطِع عن الناس غالبَ وقتِه؛ حيث لا يَكاد يظهر إلا في يومٍ واحدٍ مِن أيام الأسبوع هو يومُ الجُمعة! وهنا يزيد ابن الجزري الأمر توضيحًا فيُشير إلى أن صاحبَنا كان يَخرُج يوم الجمعة إلى الجامع الأزهر لأداء الصلاة ليُصلي مع أصحابه، وليُنادِمَهم قبل الصلاة وبعدَها[10].

وشِعر تقيِّ الدين السَّروجي يَمتلئ بالأبيات التي تَقِف دليلاً على صدق ما حكى عنه أبو حيان وابن الجزري في هذَين الجانبين، أعني فيما يتَّصل بعشق الجمال، ومنادمة الأصحاب ومؤالفتهم، فهو يتعشَّق الجمال المادي الحسي ويُقبِل عليه، ويتفنَّن في تصويره، ومِن ذلك قوله في وصف الخال[11]:
في الجانبِ الأيمَنِ من خدِّها
نُقطة مسْك أشتهي شمَّها

حسبتُه لمَّا بَدا خالَها
وجدته مِن حُسنِها عمَّها


وقوله في وصف محبوبه مِن موشَّحة[12]:
بابليُّ اللحظ
روميُّ الخفَر

حبشي الخال
زنجيُّ الشَّعَر

عربي اللفظ
تُركيُّ النظَر

هزَّ مِن أعطافه سمرَ الرياح
وانتضى مِن جفنه بيضُ الصِّفاح



ويبدو لي أن أثير الدين الغرناطي قد نظر إلى السَّروجي بعين المُحبِّ حين ادعى له العفَّة التامة، والصيانة والتورُّع؛ لأن بعض ما وصل من نصوص شعر تقي الدين وموشَّحاته يدلُّ ظاهرُه على أنه كان يعبُّ من اللذات عبًّا، فهو يقول من موشَّحة[13]:
وأنهَبُ العيشَ من زماني
بالضمِّ من ذلك القوام

وأبلَغُ القصدِ والأماني
بلثْمِ ما حوى اللثام

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.79%)]