مرحبا بحياتي الجديدة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 589 - عددالزوار : 24613 )           »          فضل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          حاجتنا إلى الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ضوابط التسويق في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الآمنون يوم الفزع الأكبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          نعمة وبركة الأمطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضائل الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وقفات مع شهر رجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2022, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,780
الدولة : Egypt
افتراضي مرحبا بحياتي الجديدة!

مرحبا بحياتي الجديدة!
صفية محمود






مرَّت السنون مسرعةً، أحداث متلاحقة لم تدع لها فرصةً كي تلتقط الأنفاس؛ زواج، ثم حمل، ووضع ورضاع، وهكذا حتى صارت أمًّا لسبعة، إنها نعمةٌ حُرمت منها الكثيرات؛ زوج وبيت وأولاد، فالحمد لله أولًا وآخرًا، لكننا أحيانًا نَتيه في بحر النِّعم ونركز في المحن!



تداولت على الأسرة الأيام؛ قِلَّة في المال تارة، وتارة زيادة، تمر بعض الليالي في سعادة، وأخرى تَشُوبها الشقاوة، وهكذا مركبُ العمر سار بالحمل الثقيل، لكن يخفِّفه الحلم الجميل بغدٍ سعيد:

فهذا الولد الفصيح يصلح للخطابة.

وتلك البنت الوَدود حنونٌ منذ الولادة ستكون أمًّا لقادة أو لسادة.

أما الولد الأوسط، فلاحت عليه مخايل القيادة.

وهذا الأخير محب للعبادة والوعظ والزهادة.

وهذه البُنيَّة تحسبها في غيابٍ عن الأهل والأحباب، غارقة في كتاب في زاوية أو خلف باب.

أما تلك الصغيرة، فمُغْرمة بالحدائق والزهر والورد.

أما الكبير ومَن يليه، فهم فَرَسَا رهانٍ، في سباق على الدوام في النجاح.



وفي الدراسة هموم عديدة، لكنها تسعدني، وكلما مرَّت سنون انتعش البيت وازدهر، فالكل في نقاش، أو حتى في شجار، لكنه محبَّب، كصوت الطيور ولحن النشيد.



وكبِر الجميعُ، وبدأ العدُّ في التناقص:

فإحدى البنات زُفَّت إلى زوجها، وأخرى في الطريق.

وهذا آخر يحزم الأمتعة سيهاجر ليكمل الدراسة.

وآخر طلبوه للجيش.

وثالث عيَّنوه ببلدة بعيدة واعظًا بالمساجد.

أما الكبير، فيبني العمائر.



والوقت لا يتَّسع، فلا مجال للتعايش، وانشغل كلٌّ بحاله، فأحسست بالفراغ، وخيَّم السكون على البيت، وسكتت الغارة، فلم أَعُدْ أسمع عبارة أو بعض جملة، فضلًا عن حكاية، سوى: وداعًا أمي، ثم في نهاية اليوم: أهلًا أمي، اعذِريني، لقد أرهقت اليوم، سأرتاح حتى الصباح، أقول: والطعام؟ إني أنتظرك، يقول: أرجئيه حتى أنام، وهكذا سارت الأيام!



فأحسستُ بالفقر في المشاعر، فقلت: لا بد أن أواصل، فهذه مَهمَّة الأمومة، عطاء متواصل، بلا فواصل، لكنني لم أحتمل، فراجعتُ نفسي: لماذا الهموم في تزايدٍ، رغم أني أجني البشائر بنجاح الأولاد، وإنجازات حِسَان تَسُرُّ كلَّ سامع، فكيف بالشاهد؟!



لكنني أشعر بفراغ في البيت؛ فلا صوت ولا جمع، بدأَتْ تُخيِّم في ساحتي الكآبة، وتغيم سُحُب الملالة، فالحياة صارت رتيبة، وتوحَّدت فيها الوتيرة، فقلت لنفسي: ما العمل؟ هكذا سأحيا بلا أمل؟




فعلمتُ بفضل الله أين الخلل، لقد عوَّلت على زائل، فحدَث ما حدث، رتبت سعادتي على الجمع، وكلُّ جمعٍ سيفترق، فقلتُ في نفسى: سأُحْيِي في نفسي روحَ الأمل، إن الحياة بغير الله سراب، والموصول بالله في سعادة، سيَّانِ في عزلة أو جماعة؛ لأنه لا يفارق ربًّا إذا اتصل به فسيغنيه، وإن خلت اليد، ويؤنسه ولو انفضَّ عنه الجمع، وعندها فرَّ الهمُّ، وانسحب الغمُّ، وعرفت الطريق، وعدّلت الطريقة، فانتظمتُ في حلقة لدراسة الشريعة، وأخرى لحفظ القرآن، وصار لي في الدرب أقران، أصحاب على الحقيقة، وعلمت أني كنت عن سعادتي محبوسة، فلم أعد أشكو، تركوني وحيدة، بل صرت أقول: (مرحبًا بحياتي الجديدة).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]