|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعاني من كبت نفسي بسبب معاملة والدي لنا أ. أسماء مصطفى السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكرُ لكم حسنَ اهتمامكم بحلِّ مشاكلِ الناسِ؛ لإدخال السعادة على قلبِ كلِّ مسلمٍ مهموم، فجزاكم الله كلَّ خيرٍ، وأعانَكم على التفوُّق والنجاح. أنا طالبةٌ في المرحلة الثانوية، أُعَانِي من مشكلة القلقِ والكبتِ النفسي، وهذا بسبب والدي؛ فهو قاسٍ جدًّا، ويمكن أن أَصِفه خلال هذه الأسطر: أبي يسبُّ ويشتم بسببِ أمورٍ تافهة، وبشكل يومي، فلا يمرُّ يوم بدون سبِّي أنا وأخواتي وأمي، يسب الدين والملة - والعياذ بالله - وهذا يدمِّر لي معنوياتي بشكل كبيرٍ، وعندما أُنجِز أيَّ عملٍ بشكلٍ جيِّد يَسْخَر مني! فهو قاسي المعاملة، ولا يتعامل باللين والرِّفق، بل على العكس يتعامَل بمبدأ العناد والصراخ. الحوار بيني وبينه مُنعدِمٌ غالبًا؛ لأنه دائمًا متعصِّب لرأيه، وأفكاره لا محيدَ عنها، يغتاب الناس، ويُسيء الظنَّ بالآخرين دائمًا، لكنه مع ذلك لا يضرب إلا نادرًا. لا يتدخَّل أبدًا في شؤوني المستقبلية كالدراسة، ولا يقدِّم لي النصائح، ولا يهتمُّ بحياتي الشخصية؛ كإنجازاتي، وهواياتي، ومشاكلي، وحاجاتي، وأمي هي المسؤولة عن الإنفاق والقيام بكل الأعمال الإدارية وغيرها، بالإضافة إلى الأمور المنزلية؛ وهو لا يوفِّر لنا إلا المصروف اللازم للأساسيات. أُلَاحِظ في بعض الأحيان أنه يُعَانِي من بعضِ المشاكل والعُقَد النفسية، وهذا بالتأكيد ما جعله قاسيًا جدًّا معنا ومع الكل، كما أصبح يتدخَّل في شؤون البيت والأعمال المنزلية بشكل لا يُوصَف، يُرَاقِبني بدقَّة عند القيام بأي عمل، وينتظر حتى أخطئ أو أنسى أمرًا منزليًّا؛ ليصبَّ عليَّ عاصفة من السبِّ والشتم واللعن، ويصفني بأنني لا أصلح لشيءٍ، وأُفسِد الأشياءَ أكثر من إصلاحها، ويسمعني ألفاظًا جارحة جدًّا، ولا أجد إلا أن أَكْبِت وأَكْبِت ما بداخلي، وهذا بشكلٍ يومي. لا نرد عليه عادةً؛ احترامًا لأوامر الله - عز وجل - ومخافةً من الوقوع في العقوق لا غير؛ وأنا لم أَعُد أكنُّ له مشاعرَ الحب، بل على العكس أكرهُه، ولم أكن أريد هذا الشعور، لكني وجدتُ نفسي هكذا عندما كبرت، فماذا عساي أن أفعل؟ لا أُخبِر أحدًا من أصدقائي أو معارفي بما أُعَانِيه؛ لأني ربما سأكون عاقَّة بهذا، لكني - مع مرور الوقت - بدأت أُعَانِي من أمراضٍ نفسية؛ مثل: الرُّهاب الاجتماعي، والخوف من المنافسة في الدراسة، والخجل، وصعوبة التعامل مع المواقف الاجتماعية. أخاف أن يؤثِّر هذا على حياتي المهنية أو الزوجية، لكني أحاول معالجةَ نفسي بنفسي، ومع ذلك أشعر بالحزن والقهر من معاملته لي بهذه الطريقة السيئة، خاصة عندما يسبُّني، حيث أشعر بالضيق والكره، وأصل أحيانًا إلى حدِّ الانفجار، وأذهب مُسرِعة إلى غُرْفَتي وأبكي، وهذا يؤثِّر على أعصابي ونفسيتي التي تَعِبَت.. فقد أصبحتُ عاجزةً عن الصبر! أريدُ وأتمنَّى أن أعيش حياة كريمة وسعيدة لنفسي التي تعاني وتكابد، وأريد أن أرتاح من هذه المعاملة القاسية، أفيدوني، ماذا أفعل؟! الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي الحبيبة، أرحِّب بكِ، وأسعدني تواصلُكِ معنا. قرأتُ رسالتَكِ كلمةً كلمةً، وشعرتُ بالمعاناةِ التي تُوَاجِهكِ مِن جرَّاء تعامل والدكِ معكِ، ومما لا شكَّ فيه أن هذه الطريقةَ مخالفةٌ للشريعة الإسلامية، وعلى منهج غير الذي وصَّانا به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ولكننا مع هذا لا بدَّ أن نَلتَمِس له العذرَ؛ فقد يكونُ من الجاهلين، وقد يَعتَقِدُ أن هذه وسيلةُ التربية الصحيحة، وهذه اعتقادات خاطئة تَكثُر عند العديد من آباء الجيل القديم، ويكونون جاهلين بما تتركُه هذه الطريقة القاسيةُ في التربية من سلبياتٍ لدى الأبناء. وبالرغم من هذا علينا أن نَحتَرِم الوالدَ، ونقدِّر أنه بالتأكيدِ يُرِيد أن يراكِ أفضلَ إنسانة؛ لذا لا يتقبَّل منكِ أي تقصيرٍ، حتى وإن أحسنتِ، فإنه يَفرَحُ بداخلِه، ولكنه يسيء التعبيرَ، بنيةِ أنه يُرِيدكِ أن تستمرِّي على هذا النهج، ولديه اعتقاد بأنه يَخَافُ أن يَشْكُركِ على فعلِكِ الحسن؛ فتثقين في قدرتِك، ثمَّ لا تبذلين مجهودًا إضافيًّا بعد ذلك.. وهناك الكثير من الآباء على هذا النهج. ونحن علينا التماس العذر له؛ لأنه يقصد التربية السليمة على الرغم من أن أسلوبه كان خاطئًا؛ فعليك أن تَثِقي أنه يتمنَّى لكِ الخير، ولا يتوقَّع أن أسلوبَه يَحمِل شيئًا من التأثير السلبي عليكِ، وأنصحكِ بالاهتمامِ بقصد الوالدِ في أن يَرَاكِ ناجحةً، وإهمال طريقة تعبيره عن ذلك بالقسوة عليكِ، وأنه يفعل ذلك لمصلحتكِ. وإذا كان لديكِ بعضُ الجرأةِ في التحدُّث مع والدكِ، فأنصحكِ بمصارحتِه - وبكل أدبٍ واحترامٍ - في وقت مناسبٍ، بأن أسلوبَه قد يتركُ بعض الأثر بداخلِكِ، وأن هناك بعضًا من أفعاله تُضَايقكِ، أو يُمكِنُكِ إخبار الأم بذلك، وهي تقوم بتوصية الوالد بالرِّفق بكِ، ولا تَنْسَي الدعاءَ له ولكِ بصلاح الحال. وأخيرًا أُوصِيكِ بالاهتمامِ بتطويرِ نفسِكِ بالأنشطةِ التي تحبِّين، وإشغال نفسِكِ بالأعمال التطوعية، وتنمية المهارات، ولا تتركي وقتَ فراغٍ لكِ بدون عمل. نمِّي عَلاقاتِك الاجتماعية، ولا تَدَعِي الخوفَ يُسَيطِر عليكِ؛ ولتقولي لنفسك: ما الذي يجعلُني أرهبُ الناس؟! لا شيءَ! واختلطي بكلِّ مَن تريدين، وفي النهاية ثِقِي بأن حياتَكِ مع والدكِ مؤقَّتة، وأنه سوف يأتي مَن يقدِّركِ ويَحمِلُكِ فوق رأسِه؛ جزاءَ صبرِك على والدِكِ وبرِّك به، وأتمنَّى لكِ كلَّ خيرٍ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |