|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي يخيرني بين الجامعة وبين ابنتي !
زوجي يخيرني بين الجامعة وبين ابنتي ! أ. فيصل العشاري السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم. أنا فتاةٌ متزوِّجة منذ عام، وحامل الآن، قبل الزواج اشترطتُ على زوجي إكمالَ التعليم الجامعي، فلم يعترضْ، وبالفعل بعد الزواج بدأتُ في إكمال تعليمي، لكن زوجي بدأ يضجر مِن الجامعة، ويتعذر بأعذار حتى لا أذهبَ، حتى مرَّ فصلٌ دراسي كامل دون أن أحضرَ، بل بدأ يختَلِق المشكلات؛ حتى لا أدخلَ الامتحان، وبالفعل مرت الامتحانات ولم أدخلْها! ذهبتُ لأهلي، وأخبرتهم بما فعَل معي، وحدثتْ مشكلات بينه وبين أهلي، وخيَّرني بينه وبين الدراسة، ووصل الأمر للطلاق، وتدخَّل والد زوجي وهددني بالطلاقِ وحرماني مِن طفلتي، بل زاد الأمر بأن هدَّد والدي بأن ابنه الثاني سيطلق أختي أيضًا! وبالفعل طلَّقني زوجي طلقة، ثم أرجعني! اشترط لإرجاعي أن أتنازلَ عن الجامعة، وأنا وأمي لا نريد أن نتنازل عن الجامعة! هو شخصٌ جيدٌ في كلِّ شيء إلا أمر الجامعة، وتأثير والده عليه في كل شيءٍ، علمًا بأن زوجي ليستْ لديه شهادة جامعية، يحبني ولا يريد أن يخسرني، لكن في المقابل يُقَلِّل مِن شأني، ويرى المرأة مجرد خادمة، ليس لها إلا الطبخ والتربية وتلبية الحاجات الجنسيَّة للرجل! الآن أنا حائرةٌ وأبكي بكاءً شديدًا كلما أفكِّر في أني سأُحْرَم مِن ابنتي، وفي المقابل لا أريد أن أُطَلَّق، ولا أريد أن أترك الجامعة وشهادتي التي عانيتُ للحصول عليها. أخبروني ماذا أفعل؟.. أشيروا عليَّ. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. كما يُقال: (المشاكل ملح الحياة الزوجية)، ولكن ينبغي أن نحرصَ على تقليل هذا الملح إلى الحدِّ الذي لا يُفسد علينا حياتنا، وفي العادة إذا كان الزوجان يُوقدان نار المشاكل بينهما، فإنَّ أطرافًا عدة مِن الأهل يقومون بالتبرُّع بصبِّ الزيت على النار، ومِن هنا كان موقفُ والد زوجك المتصلب والذي هدَّد بطلاقك وأختك بغير ذنبٍ أو جريرة مِن هذا النوع! وهذا ظُلْمٌ بَيِّن، وخطأ فادحٌ، ولكن المهم هو كيف نتعامل مع هذه الأخطاء؟ وكيف نتصرف مع هذا الظلم؟ بدايةً قضيتُك مع زوجك الكريم هي في شأن إكمال تعليمك الجامعي، وبحكم أنه لم يكملْ تعليمه فهو غير مهتمٍّ بهذا المجال، إن لم يكن هناك نوعٌ من الغيرة الناتجة عن فَرْق التعليم بينكما أيضًا! وهذا أمرٌ يحصل كثيرًا، لكن المهم هو ألا تُثيري موضوع الغيرة أمامه، وإنما عامليه بلُطْفٍ وإحسانٍ مِنْ جانب، وإلزامٍ له بوعوده من جانب آخر، ومِن هذه الوعود ما اشترطتِه عليه قبل الزواج مِن إكمال تعليمك الجامعي، وإن كان هذا الشرطُ غيرَ مكتوبٍ في العقد، إلا أنه يبقى شرطًا واجبَ التنفيذ، فقد جرى العُرف بمِثْل هذه الشروط بين الناس، والمعروف عُرفًا كالمشروط شرطًا. ويظهر أنَّ زوجك الكريم لا يزال يحبك، ويحرص على إبقائك في عِصْمَتِه، وإن كان تعجَّل قبل ذلك وطلقك ثم أرجعك، إلا أنَّ ضغطَ والده عليه ربما حَمَلَهُ على مِثْل هذه المواقف المتسرِّعة، فالمطلوبُ أن تتفهَّمي موقِفَه أيضًا، وأن تحاولي أن تكوني له سندًا وظهيرًا، ولكن بطريقةٍ ذكيَّةٍ، بحيثُ لا يشعر بحاجتك له، وإنما ينبغي أن يُعاملك كزوجةٍ سَويةٍ، لك حقوقك التي ينبغي أن يقومَ بها، تمامًا كما هي الواجبات التي يطلبها منك، ومِن ضمنها ما ذكرته أنت مِن نظرته ومفهومه حول الزواج، وأنه يحرص على إشباع بطنه وشهوته! وهذا الأمرُ شائع بين الرجال؛ حيث ينظرون لهذا الأمر بهذا الشكل، وهذا ليس ممنوعًا أو حرامًا، بل هو استحقاق طبيعيٌّ بين الزوجين، وإن كان يبدو كمنقصة لدى الرجال! إلا أن الكمال هو إشباع جميع الجوانب، ومنها الجانب العاطفي لدى المرأة؛ حيث تحتاج إلى الدعم والتشجيع بالكلمات الجميلة، والعبارات المؤثِّرة. موضوعُ الموازَنة بين ابنتك وتعليمك هي مسألةٌ في غاية الحساسية بالنسبة لك، ولو سمعت كلام الوالدة، وفضَّلت تعليمك على ابنتك، فستظلين في قلقٍ نفسي دائمٍ حيالها، وربما أثَّر على دراستك، والأفضلُ هو السعيُ في التوفيق بين دراستك وابنتك، وذلك بتقديم شيءٍ مِن التنازلات حتى تصلي مع زوجك لمنتصف الطريق في موضوع الدراسة، ولا بأس بأن تطلبي ذلك مِن زوجك بنفسك، وتشرحي له هذا الأمر، لا سيما أنه يحبك وحريصٌ عليك. كلما استطعت أنت وزوجك تحييد التدخُّلات الخارجية بينكما مِن قِبَل الأسرة، فستظل فُرَص الحلول ممكنةً بينكما بشكلٍ كبيرٍ؛ لذلك مِن الأفضل أن تعقدي مع زوجك جلسةً عائليةً خاصة بينكما، تضعان فيها كل هذه المسائل على بساط النقاش والبحث، وتتفقان على مبادئ عامة، ومن هذه المبادئ زيادة دعم الخصوصية بينكما، وعدم السماح للآخرين بالتدخُّل بينكما، إلا إذا طلبتما ذلك، أو احتجتما لمساعدتهم. استعينا بالصبر والصلاة؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]، ولا تنسيا الدعاء؛ فهو سلاح فعَّالٌ في كل الظروف. نسأل الله أن يصلحَ أحوالكما، وأن يجنبكما الخلاف والشقاق، ويرزقكما السعادة في الدارين. والله الموفِّق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |