|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أهلي يرفضون تزويجي بحجة الدراسة والعمل
أهلي يرفضون تزويجي بحجة الدراسة والعمل أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في نهاية العشرينيات مِن عمري، عائلتي ترفُض تزويجي، حتى لو كان المتقدِّمُ لي ذا خُلُق ودينٍ، كنتُ أسكتُ وأكتم آلامي وأصبر. وكل عامٍ - منذ كنتُ صغيرة - يطْرُق بابي خاطبٌ جديدٌ، ويُرْفَض بدون مَشورتي وإخباري، أو حتى أَخْذ رأيي، وكنتُ أقول لنفسي: لعلي صغيرة! لعلهم ينتظرون حتى أكملَ الدراسة! تعِبَتْ نفسيتي جدًّا، خاصَّة وأنَّ أمي تنعتني بالعجوز - وأنا في العشرين مِن عمري - وعندما أردتُ أن ألبسَ النقاب أو الإسدال رفضتْ، ونعتني أخي بـ(مُعينات البلَديَّة) على نظافة الشارع! أبي لا يريد تزويجي؛ بحجة أني ما زلتُ في الدراسة، علمًا بأني أكملتُ تعليمي، ويريدني أن أعملَ! أكاد أصرخ فقد تعبتُ والله، وأريد الزواج! في الآونة الأخيرة طرَق بابي شابٌّ على خُلُق، ويحفَظ القرآن، لكنه أسمر اللون، سألتُ عنه فشكروا فيه، وعندما جاء استقبلوه بطريقة الشرطي والسجين، فأعطاهم كل المعلومات التي تخصُّه، لكنه رُفِض؛ إذ لا يريدون أن يُزَوِّجوا ابنتهم لرجلٍ أسود! تكلمتُ وقلتُ لهم: أريد الزواج، أريد العفاف، الذي أتاكم شابٌّ يخاف الله، ليس بشارب خمرٍ، ليس مُدخنًا، محافظٌ على الصلاة. كل همهم الأكل والشُّرْب، ويقولون لي: لم تتزوَّجين؟ هل ينقصك شيءٌ في بيت أبيك؛ أكْل، شرب، لبس؟! لا يعلمون أني أريد أن أعفَّ نفسي، أريد أن ألبسَ النقاب، ماذا أفعل؟ فقد تدهورتْ أعصابي. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. أختي السائلة، يحزنني ما أسمع مِن حضرتك، وقد رددتُ على ما سمعتُ منك، ولم أردَّ على ما قرأتُ؛ لأنني أُحِسُّ بك، وكأنني أسمع تنهداتك عن قُرْبٍ، وتكاد تحرقني! هناك الكثيرُ - حبيبتي - مِن هذا النَّمَط مِن العائلات التي تحسب نفسها مُتحضِّرة، وهي ما تزال تعيش في عهد الجاهلية، أعني: العائلات غير المتعلِّمة أمور دينها المتمرِّسة فيه، وقد جذبها بريقُ حياة الأمَّة الأجنبية وحضارتها الزائفة، فتنظر إلى الدين الإسلامي المُتحفظ وكأنه وباءٌ تهرب منه؛ كيلا يلوثها، أو تُصاب بالعدوى مِن تزمُّتِه كما تدعي! أختي السائلة، عائلتُك الكريمة مِن هذا النمط الذي يلهث وراء الحضارة الأجنبيَّة، وهم بعيدون عن تعاليم ديننا الحنيف، وينقصها التوعية الكاملة والمكثفة فيه؛ كي تعلمَ أنَّ عملها هذا أو التأخير في زواج البنات التي في عُهدتها قد يقع في دائرة التحريم، وبعيدٌ جدًّا عن التعاليم الإسلامية الصحيحة. وأيضًا قد يُؤدِّي إلى طريقِ الانحراف أحيانًا - والعياذ بالله - وقد تُعاب به العائلة الكريمة بعد ذلك، ولكن عندها لا ينفع الندَم، فيجب عليها أن تستيقظَ مِن غفْلَتِها قبل فوات الأوان؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاءكم مَن ترضَوْن دينه وخُلُقه فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكنْ فتنةٌ في الأرض، وفساد كبيرٌ))؛ رواه الترمذي وغيره. أختي الكريمة، أنصحك بأن تلجَئِي إلى أهل الدين؛ لكي ينظروا في أمرك، أو إلى أقرب مسجد أو جامع، وتطلبي مِن إمامه أو الشيخ المشرِف عليه المساعَدة، وأن يتعاطى مع هذه المشكلة التي قد تُؤدِّي إلى ما لا يُحْمَد عقباه، ويعمل على خلاصك مِن ضرر أبويك، وقد يقع هذا العمل على عاتقِه ومن اختصاصه ومسؤول عنه أمام الله - عز وجل - يوم القيامة، فيجب عليه أن يذهبَ إلى أبيك ويُناقشه في هذا الأمر، وفي النهاية يُخَيِّره: إما أن يقبلَ زواجك، أو أن يضطرَّ الشيخ إلى رَفْع الأمر للقضاء. وإن شاء الله تعالى تكون النتيجة كما تبتغينها، وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |