|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والدي المتقاعد .. كيف نجعله يحبنا؟ أ. أسماء حما السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أُعاني أنا وامي وإخوتي مِن أبي كثيرًا؛ والدي لا يعمل (متقاعدٌ)، عصبي جدًّا، ومُصاب بداء السُّكَّري، حالتُنا صعبةٌ جدًّا معه، يصرُخ ويتذمَّر كثيرًا، ويمنعنا حتى مِن الخروج مِن المنزل، حتى إنه يأتي العيدُ ولا يشتري لنا ملابسَ ولا ألعابًا لإخواني الصِّغار! أصبحنا نشعر بالنَّقص، حتى أمي بدأ يُهَدِّدها بالطلاقِ، وحرمانِ أولادِها منها، مع أنَّ أمي دائمًا تحرص على إرضائه، ولا تُكَلِّفُه شيئًا فوق طاقته، ولا تُطالبه بكثيرٍ مِن الطلبات! أصبح يعيش معنا وكأنه مُجبرٌ، لا يُطيق لها كلمةً واحدةً، عابسٌ في وجهِنا، لا يُشاركنا حياتنا، حتى إذا طلبنا شيئًا للمدرسة فيكون بالرجاء الشديدِ والمذلَّة، وإذا أحْضَرَهُ يكون مِن مَصْروفِنا! حتى الأكل ينظُر لنا فيه؛ لماذا تأكلون هذا؟ لا تُكْثِرُوا مِن أكل هذا! سِعْرُ هذا باهظ! أحيانًا تُصيبه هذه الحالةُ، وأحيانًا يكون طبيعيًّا وتصرُّفاته تُصبح عكسَ ذلك؛ لاحظتُ أنا وأمي أنَّ هذه الحالةَ تُصيبه بعدما يخرُج مع إخوتِه (أعمامي)، وبعدها يرجع كائنًا غريبًا، يصرُخ، يتذمَّر، يغضب، يعبس في وجوهنا، يكْرهنا! حاولتُ أن أمنعَه أنا وأمي مِن أن يذهبَ معهم، لكننا فشلنا، فكيف نمنعه؟ كيف نكسبه؟ كيف نجعله يُحبنا؟ الجواب: أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك عبر شبكة (الألوكة)، أسأل الله لكم صلاح الحال. أفْرَحني سؤالك واهتمامك بوالدك ووالدتك وإخوتك، أنتِ مِن البَرَرَةِ - بإذن الله. إنَّ التغيُّرَ - عزيزتي - ليس بالأمر السَّهْل، ولا يتغير الآخرون بناءً على رغباتنا، خصوصًا إذا كانوا قد اعتادوا هذه السلوكات زمنًا طويلًا، وقد اعتاد والدُك هذه السلوكات، أَلَا تتَّفقين معي في هذا؟ إذًا عملية تغيُّرِه ليستْ بالأمر السهلِ، وتحتاج إلى تدرُّجٍ في الحلِّ، وحكمةٍ وصبرٍ. أسألك: كيف أحوالكم المادية؟ هل والدُك يملك مالًا فائضًا ومِن ثَمَّ يبخل عليكم بالنفقة؟! أو إنه لا يملك إلا اليسيرَ ويُديرُه ويُنْفِق منه باقتصادٍ شديدٍ؟ يعتبر الوضعُ الماديُّ أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدِّي إلى العصبيَّة، وسوء التصرُّف، ورَداءة الخُلق، إن كان الشخصُ غيرَ مُحَصَّنٍ بالتقوى والرضا بأقدار المولى - عزَّ وجلَّ، وقد أشرتِ في كلامك إلى أنَّ والدك متقاعدٌ لا يعمل، وهو يُدير راتب التقاعُد بما يلبِّي حاجتكم، ويمنعكم سؤال الناس، فهل هذا صحيح؟ إذا كان هذا فليس عليك ظُلمه، وإنْ تمكَّنْتِ مِن مُحاورَتِه في ذلك فافعلي، واسأليه عن ما يُضايقه في جلساتٍ مختلفةٍ، وليس جلسةً واحدةً. قولي: يا أبي نشعر معك بالأمان، ولكن نحتاج بعضَ المتطلبات الضروريَّة لواجباتنا المدرسية التي تُساعدنا على التفوُّق في الدراسة، ولسنا نطلب المالَ لنصرفه بغير وجْهِ حقٍّ، ومرة أخرى اسأليه عن تغيُّره بعد لقاءِ إِخْوتِه، قولي: نُلاحِظ تغيُّرك بعد لقاء إخوتك، ولأننا نُحبك يُزعجنا انزعاجك، ويُؤلمنا ألمُك، ونُحِبُّ أن تكونَ دائمًا هادئًا مُطْمَئِنًّا، فما الذي يزعجك؟ افعلي ذلك بطريقتك الخاصة، وكوني لطيفةً حنونًا في السؤال، قدِّمي الحبَّ والحنانَ وإن لم يُقَدِّمْه، وكوني واثقةً بأنك بذلك ستكسبينه. قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. ليس عليكِ مَنْعُ والدكِ مِن الخروج مع إخوته والالتقاء بهم، لكنكِ تستطيعين التحدُّث إليه عن سبب عصَبيته بعد عودته، أو تحدَّثي إلى أحد أعمامك، واشرحي له حالته بعد عودته مِن لقائهم، واسأليه عن السبب المثيرِ لعَصَبِيَّتِه، أو إلى أي شخص تثقين به مِن العائلة؛ لعله يُساعدك في علاج مشكلة هذا التحوُّل السلوكيِّ - بإذن الله. يقول ابن تيميَّة: "مِن تمام نعمة الله على عبادِه المؤمنين أن يُنْزَلَ بهم مِن الشِّدَّة والضُّرِّ ما يُلجِئُهم إلى توحيده، فيدعونه مُخلصين له الدِّين، ويرجونه لا يرجون أحدًا سِواه، فتتعلَّق قُلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم مِن التوكُّل عليه، والإنابة إليه وحلاوة الإيمان، وذوق طعمه والبراءة مِن الشِّرك - ما هو أعظم نعمة عليهم مِن زوال المرض والخوف أو الجدب والضُّر. وما يحصل لأهل التوحيد المخلصينَ للهِ الدينَ، فأعظم مِن أن يُعَبِّر عنه مقالٌ؛ ولكلِّ مؤمنٍ مِن ذلك نصيبٌ بقدْر إيمانه؛ ولهذا قيل: يا ابن آدم، لقد بُورِكَ لك في حاجةٍ أكثرتَ فيها مِن قرْع باب سيِّدك. وقال بعضُ الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي مِن لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجلَ قضاء حاجتي". وهذه شِدَّةٌ تحتاج إلى سؤال الله - عز وجل - أن يرفعَ الضر عنك، وعن والدتك، وإخوتك، وعن قلب أبيك. أسأل اللهَ تعالى أن يهديَ والدَكِ، ويَرْزُقَه طُمأنينةَ القلب؛ لتحلَّ عليكم هذه الطمأنينة، وأن يرزقه مِن حيثُ لا يدْري ولا يحتسب. دُمتِ ابنةً بارَّةً
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |