العشر الأواخر من رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4978 - عددالزوار : 2097759 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4557 - عددالزوار : 1373653 )           »          استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2022, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر



الحمد لله الحنان المنان، الذي أكرمنا ببلوغ شهر رمضان، وأسبغ علينا فيه من الفضل والخير، وتوّج هذا الشهر بليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر.


أما بعد:
فإن العشر الأواخر من رمضان خير من أوله وأوسطه، وفي كلٍ خير، فإن الله تعالى قد اختص هذه الليالي العشر بمزيد من الأجور الكثيرة والخيرات الوفيرة، والله تعالى عليم حكيم يضع الأمور مواضعها اللائقة بها، فلولا أن هذه الليالي العشر الأخيرة تستحق التفضيل ما فضلها، ونوه بفضلها.


ومما يبين فضل العشر الأواخر من رمضان أمور:
الأول:أن الله تعالى أقسم بها في قوله تعالى سبحانه: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:2]، والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم ذي شأن، فإن في الإقسام بالشيء من المخلوقات دلالةً على فضله وشرفه، وتذكيرًا للعباد بعظم النعمة بإيجاده، وتنبيهًا لهم على أن ذلك الشيء من آيات التوحيد ودلائل القدرة، وأن على العباد أن يغتنموا ما يمكن اغتنامه منه في مرضاة الله تعالى ويشكروه على الإنعام به.


وهكذا فإن الإقسام بليالي العشر من رمضان تنبيهًا على فضلها وشرفها، وعظيم النعمة بها، وتذكيرًا للمخاطبين على كثرة بركتها وخيرها، وحثًّا لهم على اغتنام لياليها بالتقرب إلى الله تعالى بما شرع فيها من الطاعات وجليل القربات، فإنها أفضل ليالي السنة على الإطلاق ـ كما أن أيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام السنة على الإطلاق ـ، كما هو مذهب جمع من محققي أهل العلم.


الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص تلك الليالي بمزيد من الاجتهاد ويوليها ما تستحق من العناية؛ إشهارًا لفضلها وحثًّا للأمة على طلب فضائلها وبركاتها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وفي صحيح مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ـ تعني: النبي صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها.


وتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف تلك الليالي، فيلازم المسجد، فلا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العشر يقطع الأشغال ويفرغ البال، ويشتغل بصالح الأعمال من صلاة وصدقة وتلاوة للقرآن وجود بأنواع الإحسان والذكر والدعاء استزادة من الخير والهدى. فتفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لها واعتكافه فيها من أكبر الأدلة على فضلها وشرفها.


الثالث: إن فيها ليلة القدر قطعًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في الوتر من العشر»، وهذه الليلة ليلة شريفة عظيمة البركة ادخر الله فيها لهذه الأمة خيرًا كثيرًا. ويكفي نص الله عز وجل على أنها الليلة المباركة، كما قال سبحانه في تنزيل القرآن الذي هو أعظم كتب الله تعالى شأنًا وبركة: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان:3]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1].


ومن أدلة فضلها وشرفها قوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وألف شهر تزيد على ثمانين سنة، فهي ليلة واحدة ولكن خير من ثمانين سنة خالية منها، وهذا يدل على فضل العمل فيها وكثرة ما يعطي الله تعالى من يقومها من الأجر العظيم والثواب الكريم، ومما يدل على فضلها، ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، ولأن يبذل المرء الدنيا كلها ـ لو ملكها ـ من أجل أن يتخلص من خطيئة واحدة من خطاياه لم يكن ذلك كثيرًا، فكيف وقائمُ تلك الليلة يُغفر له ما تقدم من ذنبه، وهي إحدى ليالي هذه العشر، فبقيامها يُغفر ذنبه دون أن يخسر شيئًا من ماله مع ما يحصل له من الخير الكثير والأجر الكبير والعتق من النار.


وقد أخفى الله تعالى هذه الليلة في العشر الأواخر ـ لما له سبحانه من الحكم ـ؛ ليعظم الاجتهاد في تحريها، ويكثر العمل، ويضاعف الثواب، فإن العباد إذا قاموا كل ليلة من تلك الليالي راجين أن تكون ليلة القدر كان لهم عند الله تعالى ما احتسبوا، فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فيكون لهم ثواب عشر ليال على أن كل واحدة منها ليلة القدر.


والصحيح أن تلك الليلة تنتقل في ليالي العشر، فتكون مثلًا في سنة ليلة ثلاث وعشرين، وفي أخرى ليلة سبع وعشرين وفي ثالثة ليلة تسع وعشرين، وقد تكون أول ليلة في العشر، وقد تكون آخر ليلة في العشر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث الأمة على التماسها في جميع ليالي العشر، وما ورد في الأحاديث الشريفة بتحديدها في ليلة معينة، فالمراد من تلك السنة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنها فيها بعينها؛ لأنه جاءت الأخبار عنها من طريق الوحي، والوحي انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم.


الرابع:إجماع المسلمين ـ علمائهم وعامتهم مستندين إلى نصوص الكتاب والسنة ـ على فضل تلك الليالي وشأن العمل الصالح فيها، والأمة لا تجتمع إلا على الحق، فإنها معصومة من أن تجتمع على ضلالة، والخير كله في الاقتداء بالسلف الصالح واتباع سبيل المؤمنين، والشر كله في مشاقة الله ورسوله واتباع غير سبيل المؤمنين.


والمقصود أنه ينبغي للمسلم الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان بأنواع الأعمال الصالحة؛ اغتنامًا لفضلها وطلبًا لبركتها والتماسًا لليلة القدر فيها، وأخذًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات وهو عليها، فيحيي سنة قيامها واعتكاف أيامها، وليكون ممن يحيون السنن ويسابقون إلى الخيرات وأسباب المغفرة والجنات، وليبرأ من حال أهل السآمة والكسل الذين ينشطون أول الشهر ويفرطون في موسم العشر.


نسأل الله تعالى أن يجيرنا من تلك الحال، وأن يلحقنا بالسلف الصالح فيما كانوا عليه من الهدى والدين، وأن يجمعنا بهم في منازل المقربين، آمين.


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.49 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]