من علم آية كان له ثوابها ما تليت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2022, 01:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي من علم آية كان له ثوابها ما تليت

من علم آية كان له ثوابها ما تليت
د. محمود بن أحمد الدوسري


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

لا ريب أَنَّ تعليم الناس القرآن العظيم مِنَ النَّفْع المُتعدِّي، وهو مما يَلْحَقُ المُعَلِّم مِنْ عَمَلِه الصَّالح وحسناتِه بعد موته. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ ممَّا يَلْحَقُ المُؤمِنَ مِنْ عَمَلهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوتِه، علْماً عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَداً صَالحاً تَرَكَهُ، وَمُصْحَفاً وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِداً بَنَاهُ أَوْ بَيْتاً لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أو نَهَراً أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِه، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوتِهِ»[1].

وتعليم الناس القرآن العظيم داخل في عموم الدلالة على الخير. لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»[2].

قال النووي رحمه الله: «فيه فضيلةُ الدلالة على الخير والتنبيه عليه والمساعدة لفاعله، وفيه فضيلة تعليم العلم ووظائف العبادات، لا سيما لمن يعمل بها مِنَ المُتَعَبِّدين وغيرهم. والمراد بـ(مثل أجر فاعله) أَنَّ له ثواباً بذلك الفِعْلِ كما أَنَّ لفاعله ثواباً، ولا يلزم أن يكون قَدْرُ ثوابِهِما سواء»[3].

«وذهب بَعْضُ الأئمة إلى أن المثل المذكور في هذا الحديث ونحوه إنما هو بغير تضعيف. وقال القرطبي: إنه مثله سواء في القدر والتضعيف؛ لأن الثواب على الأعمال إنما هو بِفَضْلٍ من الله يهبه لمن يشاء على أَيِّ شيءٍ صَدَرَ منه، خصوصاً إذا صَحَّت النية التي هي أصل الأعمال في طاعةٍ عَجَزَ عن فِعْلِها لِمَانِعٍ مَنَعَ منها، فلا بُعْدَ في مساواة أجر ذلك العاجز لأجر القادر والفاعل، أو يزيد عليه»[4].

فكيف إذا جاء أجر تعليم القرآن منصوصاً عليه حتى لو كانت آيةً واحدةً في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ عَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عزّ وجل، كَانَ لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ»[5].

وهذا من الآثار الحسنة التي يُكتب في ميزان معلِّم القرآن؛ لأنه كان السبب المباشر في تعليمها. ولذلك قال الله تعالى: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس: 12]. «فالمراد بـ﴿ مَا قَدَّمُوا ﴾ ما عَمِلوا من الأعمال قبل الموت؛ شُبِّهَتْ أعمالُهم في الحياة الدنيا بأشياء يُقَدِّمُونها إلى الدار الآخرة كما يُقَدِّم المسافِرُ ثَقْلَه وأَحْمَالَه.

وأما الآثار فهي آثار الأعمال وليست عَيْنَ الأعمالِ بِقرينةِ مقابلتهِ بـ﴿ مَا قَدَّمُوا ﴾ مثل ما يتركون من خير أو يثير بين الناس وفي النفوس»[6].

وهناك قولان للمفسِّرين في قوله: ﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾:

القول الأول: تُكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها مِنْ بعدهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.


ويشهد له: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»[7].

«فَكُلُّ خَيرٍ عَمِلَ به أحدٌ من الناس، بسبب عِلْمِ العبد، وتعليمه، أو نُصحه، أو أَمرِه بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو عِلمٍ أودَعَه عند المتعلمين، أو في كُتب يُنتفع بها في حياته وبعد موته، أو عَمِلَ خيراً، مِنْ صلاةٍ، أو زكاة، أو صدقة، أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عَمِلَ مسجداً، أو محلاًّ من المحال، التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثارِه، التي تُكْتَبُ له، وكذلك عَمَلُ الشَرِّ»[8]).

القول الثاني: إنَّ المرادَ بذلك آثارُ خُطاهُم إلى الطاعة أو المعصية.


ويشهد له: قولُ جابِرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما، قالَ: خَلتِ البِقَاعُ حَوْل المَسْجِدِ. فأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقلُوا إلى قُرْبِ المَسْجِدِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ»، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ! دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ [9]. دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثَارُكُمْ»[10].

قال ابن كثير رحمه الله: «وهذا القول لا تَنَافي بينه وبين الأوَّل، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بطريق الأولى والأَحرى، فإنه إذا كانت هذه الآثار تُكْتَب، فَلأَنْ تُكْتَبَ تلك في قُدوة بهم من خير أو شر بطريق الأَولى»[11].

[1] رواه ابن ماجه (1/ 88)، (ح242)، وابن خزيمة في «صحيحه» (4/ 121)، (ح2490)، وحسنَّه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (1/ 46)، (ح198).

[2] رواه مسلم، (3/ 1506)، (ح1893).

[3] صحيح مسلم بشرح النووي (13/ 41، 42).

[4] عون المعبود شرح سنن أبي داود (14/ 26، 27).

[5] صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 323)، (ح1335)، وقال: «أخرجه سهل القطان في: حديثه عن شيوخه» (4/ 243/ 2).

[6] التحرير والتنوير (22/ 204).

[7] رواه مسلم، (2/ 705)، (ح1017).

[8] تفسير السعدي (3/ 230).

[9] (ديارَكم، تُكْتَبْ آثارُكم): معناه: الْزَموا ديارَكم، فإنكم إذا لزمتموها كُتِبَتْ آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد. «صحيح مسلم بشرح النووي» (5/ 169).

[10] رواه مسلم، (1/ 462)، (ح665).

[11] تفسير ابن كثير (6/ 591).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.48 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]