زوجتي كاذبة غير ناضجة، فهل أطلقها؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 935 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 3405 )           »          الأيدي المتوضئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المزيد من الآثار النفسية للحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          "العَلمانيّة" بين بهرجة الإعلام، وصدق القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أكل الربا.. إعلان حرب على الله ورسوله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أخي طالب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رتِّب أعداءك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تأملات في الذل والعز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5003 - عددالزوار : 2123213 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2022, 08:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,415
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي كاذبة غير ناضجة، فهل أطلقها؟

زوجتي كاذبة غير ناضجة، فهل أطلقها؟
أ. شريفة السديري

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا شابٌّ في بداية الثلاثينيَّات مِن عمري، متزوِّج مِن قريبةٍ لي تصغرني بعشر سنوات، مشكلتُها أنها تكذب، وترفع صوتها عليَّ، ولا تُحْسِن معاملتي، ولا تُتْقِن الأعمال المنزليةَ!


عندما تقدَّمْتُ لها تركتُ الاختيارَ الأول لوالدتي، وكانتْ متخوِّفَةً في البدايةِ، لكني استخرتُ اللهَ وخطبتُها؛ لأنها كانتْ فتاةً عفيفةً، ولا تُخالِط الذكور، وتحافظ على صلاتها، وعلاقتها جيدة مع الجميع، إلا والِدَيْها؛ فقد كانتْ ترفع صوتها عليهما، ولا تطيعهما! كذلك مُستواها التعليمي ابتدائي!


دامتْ فترةُ الخطوبة أشهرًا قليلة، وكنتُ أُكْثِر مِن الاستخارة، وأتواصَل معها برسائلَ عن طريق الهاتف فقط؛ إذ كانت انطوائيةً، وعلمتُ بعد مدة أنها تكذب عليَّ، وتُخفي عني بعض الأمور، بالرغم مِن اتفاقنا على المصارَحة في كلِّ شيءٍ!


اكتشفتُ كذلك أنها عنيدةٌ، ولا تُنَفِّذ أي اتفاقات، بل تفعل ما تُريد، وفي كل مرة أكون مُنْتَويًا فَسْخ الخطبة، لكني أتردَّد! فالأسرةُ وصديقٌ لي يُقنعني بأن أكملَ، والكلُّ يُقنعني بأنَّ هذه أمورٌ عادية وستتغيَّر بعد الزواج، وأنها ما زالتْ صغيرةً وستتعلَّم!


وبعد الزواج ظهرتْ على حقيقتِها؛ تكذب، لا تحترمني، صوتُها مُرتَفِعٌ عليَّ، لا تُتقن أي شيءٍ مِن الأعمال المنزليَّة، عنيدة جدًّا، لا تُطيع أي أمر لي، ولا أحس بالراحة معها!


فيها بعضُ الصفات الجيدة؛ مثل: طاعة والديّ، ولا تُكَلِّفني مَاديًّا، ولا تُزعجني بالخُروج.


عانيتُ الأَمَرَّيْن معها لتتغيَّر، لكن - وبكل أسفٍ - لم تتغيرْ، والدتي دائمة البكاء، وتعِبَتْ بسببها، لا أشعر معها بطعْمِ الحياة، جربتُ النُّصح والهجْرَ، لكن لا فائدة! أصبح الأملُ في إصلاحها مُنعَدِمًا، ولا أعرف ما العمل؟ هل أُبْقِي عليها أو أتحملها؟



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


أهلًا بك سيدي الكريم في الألوكة, وشكرًا لثقتك بنا.


سيدي الكريم, مُشكلتك رغم أنها تبدو مُعَقَّدة مِن الخارج، إلا أنها بسيطة وواضِحة من بداية الموضوع وقبل الخطبة, لكنك أغفلتَ الكثيرَ مِن الأمور، وتغاضَيْتَ عن الأساسيات التي تضمن نجاح الزواج, وتعلَّقْتَ بأمل أن تتغيرَ زوجتك بعد الزواج, وكأنَّ عشرين عامًا تأصَّلَتْ فيها هذه السلوكيات والصفات ستتغير بسهولةٍ في ثلاثة أشهر أو تزيد!

وهذا مِن أكثر الأخطاء الشائعة حين نُوافق على الارتباط بشخصٍ؛ على أمل أن يتغيرَ وتتعدَّلَ عُيوبه بعد الزواج؛ لأننا حين نُوافِق على شخصٍ ونقبله، فنحن نقبله بحسناته وعيوبه؛ لأننا لا نملك أن نُغَيِّرَ البشر وفْق رغباتنا, فهناك عيوبٌ مقبولةٌ نستطيع التعايُش معها, لا تُؤَثِّر على العلاقة الزوجية كثيرًا, وهناك عيوبٌ تستحيل الحياةُ معها، ويمتد ضررُها للأبناء، صحيحٌ أن كلَّ البشر خَطَّاؤون، ومَلِيئُون بالعيوب, ولكن علينا أن نكونَ واعين وحذرين أثناء اختيارنا وقبولنا لهذه العيوب مِن عدَمِها!

سيدي اعذرني، ولكني سأكون قاسيةً في حديثي معك, وقد تتساءل: لما نتحدث عمَّا حصل في الماضي، ونحن لا يمكننا تغييره؟

لكني سأقول لك: إنَّ ما حصل في الماضي هو درْسٌ عليك أن تتعلمَ منه، وتعرف فيما أخطأت؛ لكي تحذره وتتنبَّه له في المرة المُقْبِلَة!

مِن البداية أُعجِبتَ بقريبتك لصفاتٍ مهمةٍ، ولكنك أغفلتَ أمورًا أكثر أهمية, أولها: علاقتها السيئة بوالديها, فما دام هذا الأمرُ واضحًا ومعروفًا عنها، فهو لا يُبَشِّر بخيرٍ لأنَّ عاق الوالدين لا يُبارك الله له في حياته، ويأخذ عقوبته في الدنيا قبل الآخرة, ومَن لم تراعِ حقَّ والديها مِن باب أَوْلى ألَّا تراعي حق زوجها!

ثانيًا: أغفلتَ فارقَ السنِّ الكبير بينكما، والذي زاده وضاعَفَه فَرقُ البيئة والثقافة والتعليم؛ ففارقُ السِّن بين الزوجين قد يَقِلُّ حين يكونا متقاربين فكريًّا، فكلاهما جامعيين, وكلاهما مِن طبقةٍ اجتماعية واحدةٍ وثقافة واحدةٍ, ولكن في حالتك ففارقُ السن تضاعَف، وتحوَّل لفجوةٍ وهُوَّةٍ عميقة بينكما؛ بسبب الفارق التعليمي والبيئي والثقافي, فأخبرني بربك: ما هي الأمور المشتركة التي تمارسونها وقت فراغكما؟ وما المواضيع التي تُناقشونها في حديثكما؟

ثم جاءتْ فترة الخطوبة، واكتشفتَ أمورًا سيئة لا تعجبك ولا تحبها، وحين قررتَ التراجُعَ وفَسْخ الخطبة كنت تتردَّد، وتقتنع بكلام أهلك وصديقك الذين - بالتأكيد - لا يعرفونها ولم يروها كما رأيتَها أنت, ولن يعيشوا معها في بيتٍ واحد مثلك, لكنك -واعذرني على كلمتي - ضعفتَ، وسلَّمتَ قرارك لهم، وأكملتَ الخطبة، رغم وضوح الصورة أمامك!

وتَمَّ الزواج، وكانتْ هذه النتيجة الطبيعية له!

أُكَرِّر اعتذاري على كلامي القاسي، ولكنك الآن تحتاج لمن يفتح عينيك بقوة على مَكْمَن الخطأ لِئَلَّا يتكرَّر مجدَّدًا بصورةٍ أخرى!

الآن أنت ما زلتَ مُتردِّدًا في الانفصال لأمورٍ سطحية، وليستْ هي أساسًا للزواج؛ كاحترام والديك, وعدم إرهاقك ماديًّا، وعدم إزعاجك بالخروج, لكن هل هناك سكينةٌ تغشاكما حين تكون معها؟ هل تشعر بالسعادة والبهجة حين تعود إليها للبيت؟ هل تتخيل طفلكما كيف سيكون؟ ومتى سيجيء؟

ربنا - سبحانه وتعالى - قال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، حتى لو لم يكنْ هناك حبٌّ كبيرٌ بين الزوجَيْنِ، هناك على الأقل الرحمةُ بينهما، التي تمنع كلًّا منهما مِن إيذاء الآخر وإزعاجه؛ لينشأ الأبناءُ في جوٍّ هادئٍ وصحيٍّ ومناسِب للتربية.

هل هذا الأمرُ موجودٌ في حياتك الآن؟

الأبناءُ هم أمانة في أعناقِنا, وأول خطوة في التربية أن يختارَ الرجلُ زوجةً صالحةً؛ ليأتمنَها على أبنائه, وتختارَ المرأةُ زوجًا صالحًا ليُرَبِّي أبناءَها؛ لأنهما إن لم يفعَلَا ذلك سيحملان وِزْر السوء والفساد الذي قد ينشأ عليه الابنُ, وسيكونان عاقَّيْنِ لأبنائهما, فكيف سيُطالِبون الأبناء بعد ذلك بِبِرِّهما؟

وليس الأمرُ مُقْتَصِرًا على الصلاح الدينيِّ فقط, بل يَتَعَدَّى ذلك لصلاح الخلق, والنفس, والتعامُل مع الناس, إلى آخر الجوانب والأمور التي تعيشها في الحياة.

قال حافظ إبراهيم:

الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا
أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ



سيدي الفاضل، أنا لا أملك أن أُقَرِّرَ عنك, ولا يحقُّ لي أن أقولَ لك: افعلْ هذا، ولا تفعلْ ذاك! ولكن ما يحق لي أن أفعلَه هو: أن أُوَضِّح لك الصورة كاملةً مِن وجهة نظرٍ خارجية, ثم أقول لك: أين يكمُن الخطأ؟ وكيف يُمكنك معالجته؟ ثم يبقَى القرارُ الأخير لك وحدك؛ لأنك وحدك مَن ستَحْمِل تبعاته؛ سواء كانتْ إيجابيةً، أو سلبية!

وهذا ما فعلتُه في جوابي عليك, أرجو ألَّا أكون قد أغفلتَ نقطةً سهوًا، وأرجو أن أكونَ قد استوفيتُ في الجواب, تأكَّدْ أنَّ أبوابنا مفتوحة دائمًا إن احتجتَ مَشْورةً أخرى, وأردتَ استيضاح بعض الأمور التي لم تُوَضِّحها لنا في رسالتك هذه.


أسأل الله أن يُفَرِّج كربك، ويرزقك السعادة والاستقرار والرِّضا في الدنيا والآخرة
ونشكرك مجدَّدًا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.57 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]