الكيس الفطن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066702 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339488 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335603 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156397 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92430 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14116 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53320 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46965 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15445 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2022, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي الكيس الفطن

الكيس الفطن



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فإن سعي الإنسان إلى الله والدار الآخرة بتحقيق طاعته لربه جلّ وعلا، واتباعه لنبيه صلى الله عليه وسلم يجعله في فوزٍ قبل الفوز الأكبر في يوم القيامة؛ قال تعالى: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ} [آل عمران: ١٨٥]، قال ابن كثير رحمه الله: قوله: {فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ} أي: من جُنِّبَ النار ونجا منها وأدخل الجنة، فقد فاز كل الفوز. "تفسير القرآن العظيم 2 / 178".

ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، اقرؤوا إن شئم: {فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ}» (رواه أحمد في مسنده ٢/٤٣٨، والترمذي في سننه برقم: ٣٢٩٢).

فعلى المسلم الكيّس الفطن أن يفيق من سُبَاتهِ العميق، ويحيي ضمير قلبه، فليست الدنيا سوى لحظات وأنفس وومضات، فمن كان في بناء آخرته فذلك السعيد حقا؛ قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ} [هود: ١٠٨].

وعن عبدالله بن مسعود [رضي الله عنه] قال: نامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى حصيرٍ فقامَ وقد أثَّرَ في جنبِهِ فقلنا يا رسولَ اللَّهِ لوِ اتَّخَذنا لَكَ وطاءً فقالَ «ما لي وما للدُّنيا، ما أنا في الدُّنيا إلَّا كراكبٍ استَظلَّ تحتَ شجرةٍ ثمَّ راحَ وترَكَها» . "أخرجه الترمذي (٢٣٧٧) واللفظ له، وابن ماجه (٤١٠٩)، وأحمد (٣٧٠٩)".

قال أبو محمد القيرواني رحمه الله:
العمر يذهب، والآمال قائمة *** فانظر لعزمك فيما أنت شاغله
"ديوان الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله، ٣٧".

فما نفع الندامة على فوات زمن التحصيل، في يوم لا ينفع نفس إيمانها مالم تكن آمنت؛ قال تعالى: {هَل يَنظُرونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَو يَأتِيَ رَبُّكَ أَو يَأتِيَ بَعضُ آياتِ رَبِّكَ يَومَ يَأتي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا قُلِ انتَظِروا إِنّا مُنتَظِرونَ} [الأنعام: ١٥٨].

فما زالت أنفسنا في أجسادنا، وأعيننا تطرُف، والأمر باختيارنا، فلنختر ليوم التغابن ما يَسُرُّنا لُقياه؛ قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: ٣٩]، قال الطبري رحمه الله: فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحقّ، والاستعداد له، والعمل بما فيه النجاة له من أهواله {مآبًا}، يعني: مرجعًا.

وعن قتادة {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} قال: اتخذوا إلى الله مآبًا بطاعته، وما يقرّبهم إليه. "جامع البيان لأحكام القرآن ١٧٩/٢٤".

فأنت الآن أخي الفاضل تقرأ وتنظر في هذا المقال، فلا يكن حظّك منه مجرد النظر وتحريك الشفاه، بل قم نحو أداء واجب ما خلقك الله له؛ قال تعالى: {وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ} [الذاريات: ٥٦].

ومن أحسن ما يتهيأ به المرء للقاء ربه: هو الإكثار من العبادات والطاعات، ومن أيسرها دوام اللسان بذكر الله تعالى، وما وفِّق إلى ذلك إلا الموفق؛ فعن عبدالله بن بسر [رضي الله عنه]: أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال: «لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ الله»؛ (رواه الترمذي في سننه برقم: ٣٣٧٥).

فما أصدق الشاعر حين قال:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنــه *** وإن بناها بشر خاب بانيهــــــا

هذا والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

__________________________________________________ _____________
الكاتب: علي بن فهد القرواني










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]