أخاف على ابنتي لدرجة أني أطعمها بيدي ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل إجازة نهاية الأسبوع من الدين ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القراءة مشروع المدرسة الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          “والله الغني وأنتم الفقراء”: دروس في العطاء من سورة محمد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قراءة قرآنية لمأساة التقليد الأعمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القرآن والنقلة في الوعي الإنساني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من شروط النصر والتمكين .. تحقيق الأخوة والمحبة بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلاة الخسوف والكسوف: أبعادها العقدية والتشريعية والاجتماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14647 - عددالزوار : 1016142 )           »          أدب المتعلم تجاه المعلم (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16289 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2022, 07:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,380
الدولة : Egypt
افتراضي أخاف على ابنتي لدرجة أني أطعمها بيدي !

أخاف على ابنتي لدرجة أني أطعمها بيدي !
أ. عائشة الحكمي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدةٌ مُتزوِّجة، وأعيش حياةً سعيدةً - ولله الحمد - لديَّ ابنة وحيدةٌ، لم أُرْزَقْ غيرها، أخاف عليها جدًّا، لا أدعها تبكي، ولا تمشي بمفردها، لدرجة أن والدها يحملها في الشارع! لا نجعلها تحمل أغراضها، بل نحن نحملها لها، حتى الأكل أطعمها بيدي!

أصيبتْ بمرض " متلازمة هارادا "، كاد يُفقدها بصرها، لولا لطفُ الله.

أنا مُتعلِّقة بها جدًّا لدرجة أني أريدها أن تكونَ أمامي باستمرارٍ، لا أريدها أن تذهبَ بعيدًا عن نظري، حتى وهي نائمة أوقظها من النوم وأسألها: هل أنتِ بخيرٍ!

اهتمامي بها يُضايقها، لكن لا أستطيع أن أكفَّ عن سؤالي ومُراقبتي لها، إذا شعرتُ أنها مُتعَبة أذهب بها إلى المستشفى لمجرد فقط أن أحسَّ بأنها ستمرض، حتى قالتْ لي الدكتورة: أنتِ مَن يستحق العلاج، وليس ابنتك!

فهل ما أفعله خطأ ويُؤثِّر على ابنتي؟


الجواب:

بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان

سلامٌ عليك، أما بعدُ:


فإنَّ ما تفعلينه مع ابنتك الوحيدة إنما هو صورةٌ مِن صُوَر التعلُّق العاطفي المرَضي، وشكلٌ مِن أشكال التسلُّط على إرادة هذه البنيَّة، وحقها الفطري في الاستقلال عنك وعن أبيها!

ما تفعلينه - يا عزيزتي - باسم الحبِّ سيُدَمِّر شخصية ابنتك، وسيتولَّد عنه كثيرٌ من المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية في فترة مراهقتها، وستكونين أنت ووالدها أصلَ كل مشكلةٍ ستُعاني منها ابنتكما مستقبلًا، بخاصة إذا كبرتْ وتزوجتْ!

وإن أول ما ستفعله ابنتكما حين تكبر وتنضج عاطفيًّا هو: أن تبحثَ عن وسيلةٍ تتحرَّر بها من شرنقة هذا الحبِّ الخانق، وستبحث عن حبٍّ طبيعي تتنفس مِن خلاله بعيدًا عن دخان الرقابة الخانق، وتتحرَّر مِن خلاله من شعورها الدائم بالعَجْز!

فإن كنتِ صادقةً في حبِّ هذه البنيَّة، فدعيها تنمو وتكبر بصورةٍ طبيعية، لا تحرميها لذة التجربة، والشعور بالتعَب، والاعتماد على النفس، فإنها تنتفع بالتعَب، وبالتعلم بالمحاولة والخطأ أكثر مِن انتفاعها بشخصٍ يُبادر بحمل حقيبتها عنها، ويطعمها بيديه، وكأنها مُعاقة حركيًّا!

ما تحتاجين إليه هو الآتي:
أولًا: أن تصلحي علاقتك بربك، وتجعلي قلبك مُعَلَّقًا بحبِّه تعالى، فمحبةُ الله مُقَدَّمة على محبة كل شيءٍ، ومتى كانت ابنتك أحب إليك مِن الله ورسوله فهذا هو الشِّرك الذي لا يغفره اللهُ - سبحانه - لصاحبه؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24].

ثانيًا: أن تصلحي علاقتك بزوجك، فهذا التعلُّق المرضي بابنتك يُوحي بوجود خَلَلٍ عاطفيٍّ في علاقتك الزوجية، نَتَج عنه انعدام قدرتك على توزيع طاقاتك العاطفية باعتدالٍ، وعلى نحوٍ صحيح بين زوجك وابنتك!

ثالثًا: يجب أن تُعوِّدي نفسك - وعلى تدريج - على تَرْك ابنتك بمُفردها، وتركها لتعتمد في أمورها على نفسها.

رابعًا: ينبغي أن تنشغلي عن مراقبتها صباح مساء بالاشتغال بتطوير ذاتك وحياتك، ولتكُنْ لك اهتماماتٌ وهواياتٌ ووظيفةٌ تُفَرِّغين فيها طاقاتك العاطفية والفكرية والجسدية، فتنفعك في دنياك، وتكون ذخيرةً تجدينها في يوم معادك.

أما حياتُك الفارغة - إلا مِن ابنتك - فستمرضك وتمرض ابنتك، ولسوف تفوت عليك كثيرًا مِن المصالح الاجتماعية، والمكاسب الدنيوية، والأجور المضاعفة لمن عمل للدار الآخرة!

خامسًا: اجعلي مِن حبك لابنتك سببًا لحبِّ الآخرين ونفعهم، وزِّعي طاقات الحب التي ينضح بها قلبك على الناس من حولك؛ والديك، إخوتك وأخواتك، أبناء أخواتك، أبناء جيرانك، أيتام المسلمين، حتى ينالهم إفضالك، ويلحقهم إحسانك.

كوني جادَّة في فطام نفسك عاطفيًّا عن ابنتك، وأحْسِني تربيتها كما تفعل أمهات المسلمين، وعسى الله بمَنِّه وكرَمِه أن يربطَ على قلبك، ويقرَّ عينك ببرها وصلاح أمرها، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]