|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أعيد علاقة زوجتي بأبيها ؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. زوجتي تُعَانِي مِن مُعضِلَة مع أبيها، وقد حاولتُ أن أُساعدَها لكَسْب والدِها، لكن دون جدوى. زوجتي أكبر أبناء أبيها، وبعدما تحوَّل إلى مدينةٍ أخرى طلَّق أمها؛ وتزوَّج أخرى، وأخذ معه أبناءه. في البداية كانتْ تتظاهرُ بحبِّ أبناء زوجِها، وكانت تولي لهم اهتمامًا كبيرًا، إلى أن كبر ابنُها الأول، فتغيَّرتْ مُعاملتُها لهم رأسًا على عقب؛ فأصبحتْ لا تُطِيقهم، وكانتْ تَكِيد لهم لكي تُثِير لهم مشاكل مع أبيهم، فيصدقها المسكين، ويُشبعهم ضربًا؛ مما دفَعهم أخيرًا إلى مُغادَرة منزل أبيهم، والالتحاق بأمِّهم، رغم ضَعْف ما يُنفقه عليهم. تزوَّجْنا منذ أكثر مِن عشر سنين، ولم يسبقْ لذلك الوالد أن زارَنا في منزلِنا، وقد رزَقَنا الله طفلَين، ولم يحضرْ عقيقتَهما، رغم أنه يجوبُ البلادَ طولًا وعرضًا لرقية الناس، بل إن ابني - الذي يبلغ عامين - لم يسبقْ له أن رآه، بل ربما لا يعرف حتى اسمه! في بداية زواجنا عندما علمتْ تلك الزوجة بأن زوجَها سيُهدِي ابنته بعض الحُلِي التي ورثها عن والدتِه؛ نصبتْ له شراكًا، حيث اتفقتْ مع إحداهن، فاتصلتْ تلك المرأة بالزوجة على اعتبار أنها ابنة زوجها، وأشبعتها سبًّا وشتمًا لها ولأبيها، وكان هو ينصت للمكالمة من جهاز آخر، فانطلتِ الحيلةُ على المسكين! ورغم أني لا أُعِير اهتمامًا لمسائل السحر والشعوذة، فإن تصرفات هذا الأب أدخلتْ بعض الشك إلى قلبي مِن كونه مسحورًا؛ فهو - حسب علمي - ليس ساذجًا، ولا متصلبًا إلى الحد الذي لا يسأل عن ابنته ولا أحفاده، وإذا اتصلتْ به ابنتُه لا يجيب في الغالب إذا تأكَّد مِن رقم هاتفِها! حاولتُ مُساعدتَها، واقترحتُ عليها أن تُرسِل له رسالةً تَعتَذر له فيها عن كلِّ ما يزعجه منها، رغم عدم عَلاقتها بذلك الأمر؛ كيلا تكذِّب اعتقاده، وأن تُعرِب له عن حبِّها له، وتقديرها اللا محدود له، رغم كل شيء فعله، واقترحتُ عليها أن تتقربَ إلى زوجة أبيها - ولو نفاقًا - كي تتقي شرَّها، وعفا الله عما سلف، لكنها رفضتْ هذه الفكرة؛ لأن من شأن ذلك أن تتعقَّد المشاكل، بدلًا مِن أن تُحلَّ. أرجوكم ساعدونا لحل هذه المعضلة، وإبراء ذمة زوجتي أمام ربها. الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أيها الأخ الكريم، بارك الله فيك، وأَصْلَح بك وعلى يديك، وألهمك الرشدَ والصواب، لما فيه خير زوجتك، وصلاح أمرها مع أبيها، وكان لك مِعْوانًا، اللهم آمين، وبعدُ: فإن أردتَ أن تعملَ برأيي، فإنَّ رأيي أنْ تُصلِح بين زوجتك وأبيها مِن جهتِك أنت، لا مِن جهة زوجتك، فهو حَمُوك وأنت صِهْرُه على ابنته الكبرى، ونِعْمَ الصهر! وبالصهر تثبتُ المودَّة، وتطرح في القلوب الأُلْفة، ويدنو البعيدُ الغريب في النسب ليحل المحل الأدنى مِن أسرة الزوجة، فاحفظْ ذمام الصهر بالإحسان والقرب، ولا تجعلْ عَلاقتك بوالد زوجتِك سطحيَّة وجافَّة كأنك رجلٌ غريب عنهم! بل اجهدْ جهدَك لطلب وصلِه، والتودُّد إليه بالهدايا، والسؤال عنه اتصالًا وزيارةً، واحتلَّ في ذلك ما يقرِّبك منه، ويُقوِّي عَلاقتك به، فإن كان لا يردُّ على اتصالاتك الهاتفية فاقصدْ بيتَه بالسفر والزيارة، وشاوِرْه في بعض الأمر وإنْ لم تكنْ في حاجةٍ إلى مشورته، وعرِّفه على حفيده، واطلبْ منه أن يرقيَه، ولو لم يكنْ ولدك بحاجة إلى الرُّقية، ونحو ذلك من الأمور التي مِن شأنها أن تلينَ القلوبَ القاسية، وتلحم العَلاقات المتصدِّعة، ولا يزال معك من الله ظهير عليه ما دمتَ على ذلك - إن شاء الله تعالى - فلا تيئَس منه كما يَئِسَتْ منه ابنته، ولا تضعِ الكرامةَ أمام طريقك، فتحجبَ عنك مواقع الخير، وتُعمِيك عن ثواب الدنيا والآخرة، ثم مِن شأن هذه العَلاقة الطيبة التي ستمتدُّ بينك وبين حميك - بمشيئة الله وحدَه - أن تعكس ظلالًا إيجابية على عَلاقة زوجتك بأبيها. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |