|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يئستُ مِن بدايتي الوظيفية الفاشلة أ. شروق الجبوري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحْمَدُ الله - عز وجل - على نعمةِ الإسلام أولًا، ثم الصحة ثانيًا، وأشكره - عز و جل - على التوفيق والنجاح. تخرَّجتُ في تخصُّص الهندسة الصِّناعيَّة، وتدرَّبتُ سنةً كاملة في ألمانيا، وتفاءلتُ بعد تخرُّجي خيرًا؛ فقد اتصلتْ بي إحدى شركات التوظيف للعمل في أحد دول الخليج، وقابَلَني صاحبُ الشركة، فوافقتُ لسببٍ واحدٍ، ألا وهو أنني كنتُ أدعو بذلك في أيام رمضان، وفي الثلُث الأخير مِن الليل خاصة، فوافقتُ دون النظر إلى شُرُوط العمل والراتب الزهيد الذي عرضوه عليَّ لمدة سنتين! لم أكنْ أعلم أنَّ وظيفتي مِن الممكن أن تكون في بيعِ المطابخ، ولساعةٍ متأخِّرة مِن الليل، وقد انتابني اليأسُ إلى أنْ حصلتُ على إجازةٍ، فكانتْ بدون راتبٍ، وبدون تذاكر سفر، مع العلم أن ذلك مكتوبٌ في العقد المشؤوم! وكانتْ حجَّتهم الخطأ في الطباعة؛ فقرَّرتُ عدم العودة لأكملَ العقد؛ لأنهم لا يحترمون شهادةً تقدَّر بالذهَب عند صاحبها على الأقل! اتَّصلوا بي للعودةِ؛ حيث رغَّبوني في استلام المصنع الجديد الذي يبنونه، فطلبتُ منهم زيادة المرتب لكي أعود، مع تعديل بعض نقاط العقد؛ فلم يُوافقوا، واقترحوا أن أعودَ بنفس الراتب لمدة 6 أشهر أخرى، وبعد ذلك يتم تجديد العقد قبل انتهائه بـ 6 أشهر، وبراتب أعلى بنسبة 50%، ولمدة سنتين. أطلب منكم المشورةَ يا أهل الخير؛ فأنا لا أريد العودةَ لهم، فهم لا يُقَدِّرون شهادتي. الجواب: ابني الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا انضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يسخِّرنا ويسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. أما عن مشاعر الإحباط والألم النفسيِّ الذي تُواجهُه بسبب ظروف أول تجربة عمل غير سارَّة لك؛ فأرى أنَّ ثقلَها قد زاد عليك بسبب كبر حجم التوقُّعات التي وضعتَها في مخيلتك عن مرحلة ما بعد التخرُّج من ناحيةٍ، وعن وضعك العملي والمالي في مكان جديدٍ بالنسبة إليك من الناحية الأخرى؛ فارتفاعُ حجم التوقُّعات في كافة المجالات، - ومنها التوقُّعات عن مرحلة ما بعد الدراسة - يُعَدُّ من المشكلات التي تنتشر بين الكثيرين، لا سيما عند دراسة التخصُّصات المهمة، أو الدِّراسات العليا، أو الدراسة في جامعات معروفةٍ برصانتها؛ ولذلك فإني أنصح دومًا بالتحلِّي بالتوسُّط في رسم التوقُّعات المستقبلية، خاصة وأن مخيَّلة الإنسان تأخذه لبناء آمالِه عليها، دون أن يمسَّ ذلك مستوى الطموح، والذي يختلف عن رسْم التوقُّعات، فليس مِن الصواب أن يكونَ الإنسانُ متشائمًا، ويتوقع السيئ دومًا، فيقع فيه فعلًا، ولا أن يكونَ مبالغًا في التفاؤل بشكلٍ يُبعده عن الواقعية، فيصعب عليه احتمال الصعاب التي لم يهيِّئ نفسه عليها؛ فاتِّسامُك بهذه السِّمة يدفعك مثلًا للاستفسار عن وضْعِ مَن تعامل سابقًا مع شركات التوظيف، وللتأكُّد من ظروف العمل المعروض مِن قِبَل العاملين فيه، أو مِن قِبَل إدارة العمل نفسها قبل الالتِحاق بهم ، وما إلى ذلك. وما أقولُه في ردِّي لا يعني أبدًا توجيه أي لَوْمٍ إليك، ولكني أريد أنْ أبيِّن أنَّ كلَّ تجربة تجدُها في حياتك سلبية، إنما ستتحول إلى خبرةٍ مهمةٍ تُجنِّبك - بإذن الله تعالى - كثيرًا من التجارب السلبية مستقبلًا، لا سيما وأنك ما زلتَ في بداية عمرك، وفي أول تجربة عملية لك؛ فسَفَرُك وتغرُّبك وكلُّ ما تُواجهه اليوم يُسهم في بناء إنسان قويٍّ، يتصف بالتعقُّل والتريُّث قبل اتخاذ القرارات، وفي اتِّساع مداركِك وخبراتك، ويقدِّم لك تدريبًا وترويضًا نفسيًّا على الصبر والقُدرة على التحمُّل، إذا ما تعاملتَ مع هذا الظَّرْف بهذا الأسلوب والنهج الفكريِّ. ولا تنسَ - يا بني - أنَّ عملك هذا مَهما وجدتَه محبطًا، فإنه سيُقدِّم لك شهادة خبرة - تُقَدِّمها لك هذه الشركةُ – تُضيف رصيدًا مِهْنيًّا إلى سيرتك، بالإضافة إلى رصيدك العلمي، ولذلك فإني أنصحك بالكياسة في التعامُل مع إدارة العمل، وإخلاصك وإتقانك في عملك؛ لتستحقَّ عندها إشادتهم بأدائك في تلك الشهادة، كما أن حُسن أدائك وتصرُّفك فيها، سيترك انطباعًا إيجابيًّا عنك لدى رُؤسائك، الذين قد يكونون يومًا مَرْجِعًا يُسألَون عنك مِن قِبَل شركاتٍ أخرى، كما أذكِّرك بأن الحياة محطَّات، وطُوبَى لمَن يترك السيرة الحسنةَ في كلٍّ منها؛ لتكون شاهدةً عليه، ولا يأتي ذلك إلا بالصبر والحلم والتغاضي، وكياسة التعامُل. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك كله، ويفتح لك أبواب الخير وينفع بك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |