|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() غصة في حلقي من أهلي ومعاملتهم لي أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أبلغ من العمر ثلاثين عامًا، متزوِّجة ولديَّ أطفالٌ، في طفولتي تلقَّيْتُ الدلال والاهتمام مِن كلِّ جانبٍ، رغم المشكلات التي كانتْ بين أبي وأمي! بدأ إهمالي بسبب انشغالِهم بإخْوتي، وتطوَّر الأمرُ حتى بدؤوا في ضربي مع دخولي فترة المراهقة؛ بحجة أن البنت عار، وقد تجلب لهم العار في أيِّ وقت، وعلى حدِّ قولهم: "لازم تتربَّى"! كانتْ هذه هي التربية في نظرهم، ضربٌ بلا سبب ولا ذنبٍ! أصبحتُ أتلقَّى الضرب والتوبيخَ، بسبب وبدون سببٍ، بدأتُ أعزل نفسي عنهم؛ لأتحاشاهم قدْر الإمكان، وليتني سلمتُ! كنتُ أعيش وسط أهلي مراقَبة، كانوا يتجسَّسون على هاتفي، ومكالماتي، يفتشون أشيائي ودفاتري وكتبي بين حين وآخر. كبرتُ وخُطِبْتُ، وتشبَّثتُ بأول خاطب تقدَّم لي لأرحم نفسي من العذاب الذي أناله يوميًّا. مشكلتي ليستْ في أبي وأمي، لكن المشكلة الحقيقية في إخوتي، فلا علاقة لي بهم، ولا ألومهم لأنَّ هذا ما تربَّوْا عليه، حاولتُ التقرُّب منهم، لكن لم أجد منهم رد فعلٍ تجاه قربي لهم! لا يسألون عني، تمرُّ الأعيادُ والمناسباتُ ولا أحد يزورني أو يُهنِّئني، حتى إذا زُرْتُ أحدًا منهم لا أجد اهتمامًا، ولا أحد يجلس معي! إذا طلبتُ مِن أحدِهم شيئًا لا أجد إلا الصدَّ، بل وصل الحال إلى أنَّ أحدهم لا يُلْقِي عليَّ السلام! لا أزورهم في السنة إلا مرَّة أو مرتين، أمكُث عندهم أسبوعين أو ثلاثة! أما بينهم وبين بعضهم أجدهم يتصلون ويطمئنون وإذا غاب أحدٌ يطمئنون عليه، إلا أنا! تعبتُ مِن الوحدة، تعبتُ مِن الأعذار، أعيش في دمارٍ نفسيٍّ فظيعٍ، أفتقد الجوَّ الأسريَّ العائلي بشكلٍ كبيرٍ، حتى أمي تطلُب مني ألا أتَّصِل بها إلا مرة واحدة في الشهر! حاولتُ أن أنشغلَ بشيءٍ، أُطَوِّر من مهاراتي، أطوِّر من نفسي، لكن كل ذلك لن يحقِّقَ لي الاستقرار الأسريَّ والنفسيَّ، ولن يمحي تلك الغُصَّة التي تقتلني. بداخلي صرخات مكبوتةٌ أخشى منها، اللهم ارحمني واغنني بفضلك عمن سواك. أخبروني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فإنه ليس في مَقْدُور أحدٍ تغيير ماضيه، أو تصحيحه وتنقيحه، أو إعادة كتابة أحداثه من جديدٍ، كما أنه ليس في مقدور أحدٍ تغييرُ أحدٍ، غير أنه في مقدور أي أحد متى امتلك الإرادة الصادقةَ أن يغيرَ مِن اتجاهاته الفكرية السلبية، وطريقة استجاباته العاطفية نحو مواقف الحياة المختلفة، والناس الذين يتعامل معهم، وأن يعملَ على استصلاح نفسه، وتحسين طرائق تعامُلِه مع الآخرين، فالحلُّ إذًا بين يديك؛ بأن توجهي عقلك يوميًّا للتفكير الإيجابي الذي تقدمين فيه رضا رب العزة والجلال على مشاعرك المجروحة وكلام الناس، وتحتسبين به الأجر والثواب لا اكتساب العوائد أو انتظار النتائج الآنية؛ كي تستجيب واعيتك الباطنة بطريقةٍ مختلفة وإيجابية، تنعكس إيجابًا على نفسيتك وسلوكك. من هنا أنصحك بالتفضل على أهلك بالعفو عنهم، والإحسان إليهم، على أن تُقَدِّمي من ألوان الإحسان ما يُدنيك منهم، ويسلل سخيمة قلوبهم، لا الذي ينفرهم منك، أو يوغر صدورهم عليك! فلا تحسبي مثلًا أنك تبرين بوالدتك الكريمة إن أنتِ أكثرتِ الاتصال عليها في الوقت الذي حددت لك فيه عدد مرات الاتصال التي تُؤنسها منك! فإنَّ كثرة الاتصال ها هنا هي مِن أشكال العناد والاستفزاز التي تجعل منك شخصًا غير مرغوب فيه ولا مأسوف عليه! ولا تحسبي أن تغيبي عن أهلك طول السنة إلا أسبوعين! وتنفصلي عنهم كل هذه السنين ثم تتوقعي منهم ترحيبًا واشتياقًا إليك، كلا يا عزيزتي، فقد فررت منهم بالزواج، وانقطعت زياراتك عنهم طويلًا، والنتيجة ما ترين! طبيعية للغاية! ثم إن الناس يألفون من صنف الناس مَن يتمتعون بروح الدعابة، وحلو الكلام، وصفاء الابتسامة، والجاذبية الشخصية، وهي أمورٌ يظهر لي من سطورك المتشائمة والمتذمرة أنك تفتقرين إليها، فاعملي على تطوير ذاتك ومهاراتك الاجتماعية بجدِّية، واضَّرَّعي إلى الله الحنَّان المنَّان أن يعطف عليك القلوب، وأن يزيل عنكم كيد الشيطان ونزغه. تذكَّري أخيرًا أن هذه الدنيا الفانية أقصر مِن أن تصرفي عمرك في الشكاية مِن أهلك، وانتظار المحبة والمواساة منهم أو من غيرهم! ففري مِن الخَلْق إلى الخالق، فإنه لا هم ولا حزن في معية الله - عز وجل - فكوني بخيرٍ في كلاءة الله وحفظه. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |