|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يوقظني ليأخذ حقه، بئس العشرة! أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات من عمري، خُطبتُ لقريبٍ لي بطريقة غريبةٍ؛ إذ اتصل على إخوتي ووالدي وطلب خطبتي، ووافق أهلي بدون معرفتي وموافقتي، وأقنعتني الوالدةُ بالموافقة فوافقتُ! تمَّ العقد، ولم أكن أشعر تجاه زوجي بشيءٍ، فقد كنتُ أفتقد أي إحساس بالسعادة، بل كنتُ لا أطيق النظر لوجهه، لا أشعر بأي مودة، لا يخفق له قلبي بشيءٍ! جاء موعد البناء، وكنتُ مُضطربة قلقةً، ولم أكن مرتاحةً، سافرتُ لقضاء رحلة قبل الدُّخْلة، وما إن وصلتُ حتى تعبتُ مِن الرحلة فنمت، لكني فوجئتُ به يوقظني من النوم ليأخذ حقه لأول مرة! فِعْلُه هذا جعلني أكرهه، وكأنه يريد الخلاص مِن همٍّ ثقيلٍ عليه، ثم كرَّر الفعل في اليوم الثاني، فكان مقززًا جدًّا، وكأنه يحفظ درسًا ويريد تطبيقه عليَّ! لا يهتمُّ إلا بنفسِه، ولا يتم العلاقة، بل يقوم بإنهائها بشكلٍ مُقرف، ازداد كرهي له، وكل مرة يأتيني ليكونَ معي أبعده عني، فهو يعلم أني غير مُتقبلة له! ذهبتُ لبيت أهلي، وحاول أن يردني أكثر مِن مرة، لكني رفضتُ، تدخَّل أهلي وحاولوا إعادتي، وجاء هو وحاول أن يعتذرَ، لكني كنتُ أكسب وقتًا لأنفصل، فقد كرهتُه، ولا أطيق صوته ولا شكله ولا ضحكته! الجواب: باسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فإنَّ أصل هذه الكراهية التي وقعتْ في قلبك مُعلقٌ بخبرتك السيئة ليلة البناء "ليلة الدُّخْلة"، لما أيقظك زوجك مِن رقدتك ليفضي إليك! ووجع الافتضاض لا تُذْهِبُه الملاعبة الجنسية والتهيئة النفسية للزوجة، فكيف إذا تَمَّ بتلك الصورة الضارية؟!لقد رددت هذا الموقف ثلاث مراتٍ في استشارتك؛ بما يوحي بعُمق الصدمة النفسية، وأثرها البالغ في علاقتك الزوجية! أما التعبير عن العلاقة الحميمة بقولك: "يأخذ حقه" فقد أثار ضيقي بشدة! ذلك لأنَّ العلاقة الحميمية حقٌّ مُشتركٌ بين الزوجين، وهو من الحقوق التي لا تستوفى بالغصب والغضب، بل بالمودة والرحمة، حتى تتحقق لذة الجماع للزوجين جسدَيْن وروحَيْن معًا! فإن لم تتحققْ معاني السكن والازدواج والاستمتاع بين الزوجين فَقَد الزواج معناه! فإن خفت ألا تقيمي حدود الله جاز لك الاختلاع؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229]، وإن شئتِ أن تقيمي معه على ما ترين منه، ووفيت زوجك حق الجماع على كراهيةٍ منك كنتِ مُحْسِنةً إليه، ومأجورةً عند ربك! مِن هنا أقترح عليك قبل اتخاذ أي قرارٍ مصيري أن تستأذني زوجك في البقاء عند أبويك فترةً من الزمن، لا يراك فيها ولا يحادثك حتى تختبري مشاعرك الحقيقية تجاهه، بعيدًا عن وجوده، وتستطعمي الحياة بعد فراقه الافتراضي، مع الاهتمام بعرض نفسك على معالجةٍ نفسية لمساعدتك على تخطِّي الصدمة الجنسية والعاطفية، ثم إذا وجدت نفسك بعد ذلك قادرةً على الابتسام، وتحرَّرتِ من القيود، ورأيت الحياة بعيدًا عن زوجك أحب إليك وأبهج لقلبك من العيش معه، فابذلي له مالًا على الفرقة، وإن تاقتْ نفسك إليه فارجعي إلى بيتك، ولكن هذه المرة بعقلية ناضجةٍ قادرة على الحوار مع زوجك حول الأمور التي تضايقك منه، واستعينا بمستشارٍ أسري للمساعدة على شرح الأمور التي تستصعبين شرحها لزوجك نحو عدم اهتمامه بنظافته وهندامه وأسلوب تعامله. وعسى الله أن يصلح الحال، وينعم البال، ويرزقك وزوجك لذة السعادة والاستقرار، اللهم آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |