ضياع الأمانة وترك العمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نصيحة إلى أبناء الصحوة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التطور التاريخي لعلم البصمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5832 )           »          حقوق الطفل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 11277 )           »          خادمتي مسلمة.. ولكن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3603 )           »          المخدرات تحول المتعاطي إلى مجرم وتجعله مسخا مشوها عديم القيم!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظاهر والباطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2022, 04:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,945
الدولة : Egypt
افتراضي ضياع الأمانة وترك العمل

ضياع الأمانة وترك العمل
أ. خالد محمد


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تتمثَّل مشكلتي في أنني أعمل مُوَظَّفًا في جهة خدميَّة مُرتبطة ارتباطًا مُباشرًا بالمُراجعين، والجو الذي أعمل فيه غير صِحِّي، وأخشى أن يفسد العمل.
لديَّ بعضُ الزملاء - هداهم الله - همُّهم الأول قضاء مَصالحِهم الخاصة، دون النظر للعواقب الأخروية قبل الدنيوية، بالإضافة إلى أن المدير مُتساهلٌ للغاية، يضغط على المُجِدِّ، ويُرِيح المستهتر، ومَن له عَلاقة شخصية به، وهذا مخالفٌ لفكري وتطلُّعي وتوجُّهي.
فهل تُشِيرون عليَّ بالنقل مِن الإدارة التي أنا فيها، والتي لم أُواجِه منها إلا الضغوط، وعدم الراحة النفسية، أو أصبر واحتسب؛ لأن الوضع الحالي لا يُطاق؟

وجزاكم الله خيرًا.


الجواب:
أخي الكريم - حفظك الله، في مجلسٍ من المجالس الطيِّبة العَطِرَة بحضور النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في المدينة ذاتَ يومٍ، يَرْوي لنا أبو هريرة: أنه بينما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلسه يُحَدِّث القوم، جاءه أعرابيٌّ، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدِّث، فقال بعض القوم: سَمِع ما قال فكَرِه ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمعْ، حتى إذا قضى حديثه، قال: ((أين السائل عن الساعة؟))، قال: ها أنا يا رسول الله، قال: ((فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظرِ الساعة))، قال: كيف إضاعتها؟ قال: ((إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظرِ الساعة))؛ رواه البخاري
إنها الأمانة التي أمر اللهُ بحفظِها ورِعايَتِها، وفرَضَ أداءَها والقِيامَ بحقِّها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، وقال تعالى: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ﴾[البقرة: 283].
وأخبر - سبحانه وتعالى - أنَّ القيام بها والعنايةَ بها شيمةٌ مِن شِيَم المؤمنين، وخصْلةٌ مِن خِصال الأخيار الصالحين؛ فقال في كتابه المبين - وهو يُثني على عباده المُفْلِحين -: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8].
وقد حثَّ النبيُّ - صلى الله عليه و سلم - على الأمانةِ، وحذَّر مِن ضِدِّها، يقول أنس - رضي الله عنه -: ما خَطَبنا رسولُ الله إلا قال: ((لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له))؛ رواه أحمدُ، وقال - عليه الصلاة السلام -: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كَذَب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِنَ خان))؛ رواه البخاري، ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أدِّ الأمانةَ إلى مَن ائتَمَنك، ولا تخُنْ مَن خانَك))؛ رواه أبو داود.
ورغم هذه الآيات الكريمةِ والأحاديث النبويةِ، فإنَّ أمتنا - للأسف - فَرَّطتْ في حَمْل وتأدية الأمانةِ على مختلف الأصْعِدَة، وقد تقدَّمتْ أممٌ - وهي كافرةٌ - مِن خلال تأْدِيَة الأمانة؛ فتراهم أكثرَ صِدْقًا في اللسان والفِعل، وأكثر حرصًا على تأدية الأمانة مِن بعض المسلمين، وهم جرَّبوا فوائدَ الصِّدق؛ فاستفادوا منه مِن وجهة نظر مادية بحْتَة، ونحن تركْناه مع أنَّ له فائدةً ماديةً في الدنيا، وأجرًا عظيمًا في الآخرة، إنِ ابتغَيْنا وجْه الله - سبحانه.

وبقَدْر حِرْصِك على الصِّدْق في القول والفعل، بقدر ما ستشعر بالغربة في مُحيطك، لكن رضا الله - سبحانه - يبقى الأهم، فإن كنتَ تستطيع البقاءَ في مكانِ عملِك دون التأثُّر بما يجري من مَفاسِدَ، فلك أجرٌ كبيرٌ، إن كانتْ نيتُك لله - سبحانه - فإنَّ مَن يأتي بعدك قد لا يكون صاحب أمانة وصِدْق، فيشترك في الفساد، وبقاؤك قد يخفِّف عن المراجعين، وإلَّا فالأصلُ الابتعادُ عن الفساد وأهله، إلا إن كنتَ على ثغرةٍ، وأنا أراك على واحدةٍ، وأنت أدرى بحالك، وأقدرُ على تقويم نفسك وظُروفك.


وأسأله - سبحانه وتعالى - أن ييسِّرَ أمرَك









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]