|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() بين الحرمان منَ الأطفال والطلاق ! أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة مُتزوجة من عدَّة سنوات، وزوجي لا يُنجب، وقام بعمَل تحاليل وكشوفات، والأطباء أكَّدوا أنَّ حالته ليس لها علاجٌ! فقررتُ أن أصبرَ وأحتسبَ، لكن ما عُدتُ أتحمَّل، وأشعر بألمٍ فظيعٍ، بدأتُ أفتعل المشكلات مع زوجي؛ بحجة أنَّه لا يهتمُّ بي، وطلَبْتُ منه الطلاقَ - علمًا بأني ما زلتُ أحبه - فأصبح يتعامَل معي وكأنه سيُطلقني! أصبحتْ حياتي كئيبةً، لا أستطيع أن أعيشَ بدونه، ولا بدون أطفال! أنا في حيرةٍ، هل أطلب الطلاقَ؟ أو أصبر وأظل كما أنا؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. جيد أنكِ - ولو بينكِ وبين نفسكِ - تُدركين أسباب غضبكِ المكتوم، وآلامكِ ومشاكلكِ مع زوجكِ، حقيقةً هذا ابتلاءٌ ليس سهلًا أبدًا، كيف لا وهو ابتلاء الأنبياء أيضًا؟! لكن تحتاجين أن تنظُري للأمرِ بطريقةٍ مختلفة، فالدُّنيا دارُ ابتلاء، ولا تخلو مِن ابتلاءٍ، وإن تنوَّعتْ أشكالُه وشِدَّتُه مِن شخصٍ لآخر، لكن في النِّهايةِ انظري حولكِ فلن تجِدي أسرةً تخلو مِن بلاء؛ قد يكون بالمالِ، أو بالولدِ، أو بالأهلِ، أو بالمرض، أو بالسعادة، أو بالدين، وهو أشد الابتلاءاتِ ولا شكَّ! زوجُكِ يبدو رجلًا صالحًا، وليس الجميعُ قد حباهم اللهُ الزوجَ الصالح الذي يحبُّونه، وأنتِ تنعمين بزوجٍ صالحٍ تُحبِّينه، وتفتقدين الذريَّة منه فقط، فهلَّا فكرتِ في بديلٍ، قبل أن تفَكِّري في تَرْكه؟ قد تتركينه ولا تجدين مَن يُضاهيه خُلُقًا وعاطفةً نحوكِ، وقد لا تُرزَقين الأطفال مِن سِواه، أو لا يُكتب لكِ الزواجُ؛ فتكونين قد خسرتِ نعمةً أنعمها اللهُ عليكِ، وأنتِ لا تضمنين البديلَ في حال تركتِها أيضًا! ما رأيكِ في أن تفكِّري بينكِ وبين نفسكِ، ولو وجدتِ أنَّ مشاعركِ نحوه تعدل أن تتحمَّلي فاحتسبي واصبري، وثقي أنَّ الله لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعها، ويُمكنكِ دومًا البحث عن بدائل. انظري للمشكلةِ الآن بطريقةٍ مختلفة، إنها مشكلتكِ أنتِ وزوجكِ، فهو أيضًا يُعاني إذ يحبكِ، ويَتُوق للذريَّة أيضًا، بل ربما الأمر معه يَفُوق الصعوبةَ معكِ؛ إذ يشعُر فوق ألم الحرمان بألم الذنب لحرمانكِ معه! أشعريه بأنك ستبقين معه (في حال كان هذا قراركِ طبعًا)، وابحثي معه عنْ طرُقٍ تتجاوزان بها المشكلة معًا، سواء مشكلتكما النفسيَّة، أو حتى طريقة لوُجود طفل يملأ البيت عليكما، (قد يكون بطفل تكفلانه، وترضعه قريبة لكما)، وقد تجدان طرُقًا أخرى لو بحثتُما معًا. لن يكون الأمر سهلًا، لكنه ككلِّ ابتلاءٍ يحتاج صبرًا واحتسابًا، وتفريغًا لمشاعركِ مع شخصٍ ترتاحين له؛ كصديقةٍ يمكنكِ أن تبوحي لها بمشاعركِ حينما تشتد عليكِ مثلًا، أو تفريغًا بالكتابة، أو بالرياضة، أو بممارسة هواية؛ كالرسم، أو النحت، أو غيرهما، المهمُّ أن تشغلي نفسك، ولا تبقي في فراغ! الأطفالُ والذريةُ مِن زينة الحياة الدنيا ولا شك، لكنَّها ليستْ كل الحياة، وتبقى هناك أهدافٌ أخرى في حياةِ كلٍّ منَّا يسعى لتحقيقها، ابحثي عنها، وخالطي مَن يُشارككِ أهدافكِ ويعينكِ عليها. ابحثي عن شخصياتٍ حولكِ مرَّتْ بما مَرَرْتِ به، واستطاعتْ تجاوُزَه، رؤيتهم قد تعطيكِ دعمًا أيضًا، وربما يمكنكِ الاستِفادة مِن خبراتهم، أيضًا أكْثِري من القراءة في قصص الأنبياء ستُعينكِ كثيرًا. وثقي في النهاية أنَّ الذرية رِزْق من الله، لا يملك أحدٌ في الدُّنيا أن يُعطيكِ نهايةً للأمل فيها، فهي من الله فقط، أكْثِري منَ الاستِغفار، وادْعِي اللهَ بيقينٍ دون كَللٍ، وثِقي أنَّه قريبٌ قريب لو أخَّر لكِ الإجابة، فدعواتُكِ بالتأكيد كلها خيرٌ لكِ، وتذكَّري أثر الاستغفار بقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾[نوح: 10 - 12].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |