التسليم للأقدار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200648 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2021, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,444
الدولة : Egypt
افتراضي التسليم للأقدار



التسليم للأقدار









سعيد السواح


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

أيها الحبيب

إن قدر الله نافذ لا محالة ولك أن تسلم دوماً بقدره سبحانه، وتعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

ولتعلم أيها الحبيب

أنه لا ينفع حذر مع قدر.

ولتسمع أيها الحبيب

إلى قول خالقك ورازقك، إلى قول الحكم العدل الذي بيده مقاليد الأمور، والذي أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران: 154).

وهذه الآية أيها الحبيب

نزلت في شأن طائفة ظنوا وأخفوا في نفوسهم أن الحذر يغني من القدر، فأمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالرد عليهم أن قل لهم ـ يا محمد ـ أنهم لو لم يبرحوا أماكنهم ومنازلهم لخرج هؤلاء الذين كتب عليهم الله القتل في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، لخرجوا إلى مضاجعهم التي قدر الله أن يقتلوا فيها ولم يثبتوا في ديارهم.

لأن الله تعالى هو المقلب لقلوب العباد لأنه سيوقع عند ذلك في قلوبهم الخروج إمضاء لقدره وحكمه المحتوم الذي لا يقع خلافه ولا يرد، وذلك لقول الله تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد: 22).

ولقد أظهر لنا الله تعالى أيها الحبيب الحكمة من الابتلاء، فقال سبحانه (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ) (آل عمران: 154) أي ليعاملكم معاملة الممتحن ليستخرج ما في صدوركم من الإخلاص أو النفاق ليجعله حجة عليكم.

فأما المؤمن فيزداد بذلك إيماناً وتسليماً لعلمه ويقينه أن ما قدره الله نافذ على كل حال، ولا حذر مع قدر، وأما المنافق والذي في قلوبهم مرض فسيظهر نفاقه ومرضه القلبي على جوارحه ولسانه، وكذلك من حكمة هذا الابتلاء هو تخليص القلب وتنقيته وتهذيبه، فإن القلوب يخالطها بغلبة الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتسليط وتزيين الشيطان ما يضاد ما أودع منها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى، فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة ولم تتمحص منه، فقضى الله تعالى علينا بهذه المحن والبلاء ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء.

أما تعلم أيها الحبيبأن الله تعالى عليم بذات الصدور، يعلم ما يخفيه الإنسان وما أضمرت عليه القلوب فاقتضت حكمته وعلمه أن يقدر الأسباب التي يظهر من خلالها سرائر الأمور وخفايا النفوس، فهو سبحانه (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر: 19).

فنتعلم من ذلك أيها الحبيب

أن ما قدره الله تعالى نافذ على كل حال، وعلى الوجه الذي قدره سبحانه، وأنه لا حذر مع قدر، وأن من كتب الله عليه الموت في مكان ما لابد وأن يموت فيه، ولن يقع خلاف ما قدر سبحانه لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولتفتش عما أضمر في قلبك فالله مطلع عليه ناظر إلى قلبك، فهو كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في صدوركم)، فحمل باطنك كما تحمل ظاهرك - حيث أن القلب هو محل نظر الرحمن سبحانه -.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]