هل المدارس تبيع منهجا أم تعطي قيما؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-08-2021, 03:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,531
الدولة : Egypt
افتراضي هل المدارس تبيع منهجا أم تعطي قيما؟

هل المدارس تبيع منهجا أم تعطي قيما؟


د. زيد بن محمد الرماني





تقوم المدرسة ببيع المنهج، وهو حزمة من البضائع أنجزت بنفس أسلوب المؤسسة المدرسية، وتحتوي على نفس البنية أو المواصفات كغيرها من البضائع التجارية. ويبدأ إنتاج المنهج في معظم المدارس ببحث علمي مزعوم يقوم مهندسو التعليم على أساسه بتوقع الطلب المستقبلي والمعدات التي يحتاجها صف التجميع، يضاف إلى ذلك العوائق التي توجبها الميزانية الانتاجية ويقوم المدرس الذي يلعب دور الموزع بتسليم الانتاج المنجز إلى الطالب المستهلك الذي درست استجاباته بعناية وصنفت لتقدم مادة بحث تساعد على إعداد النموذج التالي، والذي قد يكون الطالب غير المصنفـ الطالب المصمم، الفريق الذي سيعلم أو الذي سيساعد بصرياً أو المركز حول الموضوع، ويبدو من ذلك أن عملية إنتاج المنهج تشبه أية عملية انتاجية حديثة أخرى، إذ هي حزمة من المعاني المخططة أو صفقة من القيم أو بضاعة يجعلها التوازن الطلبي قابلة للتسويق عند أعداد كبيرة من الناس تبرر تكلفة انتاجها. ويعلم الطلاب المستهلكون - على هذا النحو - طريقة تكييف رغباتهم لتتوافق مع القيم المسوقة يقصد بذلك القيم التي تبيعها المدارس لمستهلكي العملية التربوية، ويكيفون بذلك الإحساس بالذنب حين لا يتصرفون حسب التوقعات التي حددتها بحوث المنهج، وذلك بالطبع حين يخفقون في الحصول على الدرجات أو الشهادات التي ستصنفهم في الشريحة الوظيفية التي هيئوا لتوقعها.

وحتى حين تكون الزيادة في معدلات الانفاق الفردي على التعليم مصحوبة بتدن في العائد التعليمي، تزداد قيمة التعليم في نظر التلميذ أو التلميذة. كما تزداد قيمته في سوق العمالة. ومهما تكن التكلفة، تعمل المدارس على دفع الطالب إلى مستوى الاستهلاك المنهجي المنافس، كما تدفعه باضطراد إلى المستويات المتنامية إلى ما لا نهاية. وعلى هذا المنوال، يعمل الانفاق على المستويات العليا من التعليم في صورة استادات لكرة القدم.

لذا، تتميز المدارس بنهمها المتنامي إلى المدخل التدريسي، ولكن حتى لو أدى هذا الجوع إلى امتصاص ثابت، فلن يستطيع الجوع أن يسلم إلى المتعة التي يحصل عليها الفرد حين يعرف شيئاً يريده، وذلك لأن كل مادة تأتي على شكل معطى تصحبه طريقة التدريس التي تناسبه، ويستمر الاستهلاك معطى في إثر معطى حتى يصبح المعطى النهائي في آخر الأمر نافذاً عند مستهلكه، ويتأسس تلقائياً الابتزاز عن طريق الطلب المدرسي استناداً على مثل هذا الطلب. ويستمر مصلحو التعليم في كل مرة بإيعاد الجيل الجديد بالأحدث، ولكن تبقى الحقيقة وهي أن الجمهور يمدرس كي يقبل ما يقدمونه له.

لقد أصبحت عملية هندسة المستهلكين هي أهم قطاعات الاقتصاد من حيث درجة النمو، ومع تكلفة الانتاج في الدول الغنية يزداد التركيز على مجال رأس المال والعمالة في المشروع الواسع الذي يستهدف إعداد الانسان للتوافق مع مجتمع الاستهلاك المنظم.

ومن ثم يعتبر التغريب بمفهومه التقليدي نتيجة مباشرة للعمل بأجر، وهو الذي حرم الانسان من فرصته في الإبداع وإعادة الإبداع. وتقوم المدرسة الآن بعملية تغريب متقدمة على هذه المرحلة، إذ هي تعزل الشباب في الوقت الذي يتظاهرون فيه بأنهم منتجون ومستهلكون في نفس الوقت لمعرفتهم الخاصة التي أصبح الجميع ينظرون إليها على أنها بضاعة تعرض في السوق من خلال المدرسة. وهكذا تجعل المدرسة التغريب وسيلة إعداد للحياة، وتجرد بذلك التعليم من واقعيته، كما تجرد العمل من إبداعيته، ذلك أنها تساعد على التغريب المؤسسي عن الحياة من خلال تدريسها الحاجة إلى التمدرس. وبمجرد أن يعي الناس هذا الدرس يفقدون دافعهم إلى النمو المستقل ولا يجدون بالتالي في الانتماء شيئاً جذاباً، بل يبعدون أنفسهم عن المفاجآت المدهشة التي تحملها الحياة حتى لا تحدد بواسطة تعريف مؤسسي مسبق. ولما كانت المدرسة توظف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، قسماً كبيراً من الناس، فهي تحرص على أن تحتفظ بهم إما مدى الحياة، وإما أن تجعلهم يتلاءمون مع مؤسسة أخرى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]