
09-07-2021, 12:55 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة :
|
|
مواصفات الزوجة المثالية
مواصفات الزوجة المثالية
أ. شريفة السديري
السؤال
السلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر 29 عامًا، وأعمل في قطاع حكومي بوظيفة جيدة - ولله الحمد - حيث أعمل مهندسًا للكمبيوتر، وهذه الأيام الوالدةُ - أطال الله عمرها في طاعته - ستبحث عن زوجةٍ لي - بإذن الله تعالى - لكني محتارٌ في تحديد المواصفات؟ لا أدري ما العمر المناسب؟ وكذلك كيف أعرف المواصفات الأخلاقية للبنت، وخُصوصًا أني قلت للوالدة أنْ تبحث بعيدًا عن مُحِيط الأقارب. وما رأيكم في طولها؟ أنا طولي 174 سم، ولِمَ تبحث أمي عن زوجةٍ لي؟ لأنِّي أوَّل مَن سيتزوج في الأسرة، وأمي لم يسبق لها زوَّجت أو بحثت عن زوجةٍ لأحدٍ.
أرجو أيضًا إضافة نصائح عامَّة وخاصَّة.
ولا تنسوني من الدعاء، وجزاكم الله خيرًا، ولا حرمكم الأجر.. وشكرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأهلاً بك أخي، وشكرًا لثقتك في (الألوكة).
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أُخبِرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظَر إليها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعَتْه، وإذا غابَ عنها حفظَتْه))؛ حديث صحيح.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((تزوَّجوا الوَدُود الوَلُود؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم الأمم يومَ القيامة))؛ حديث صحيح.
وعنه أيضًا - صلوات الله وسلامه عليه -: ((ألا أُخبِركم بنِسائكم من أهل الجنَّة؟ الوَدُود الوَلُود، العَؤُود؛ التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوقُ غمضًا حتى تَرضَى))؛ حسَّنه الألباني.
وأيضًا ذكر - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((تُنكَح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحسَبِها، ولجمالها، ولدِينها، فاظفَرْ بذات الدِّين تَرِبتْ يَداك))؛ رواه البخاري ومسلم.
حدَّد لنا النبي - صلوات الله وسلامه عليه - قواعدَ وصِفات أساسيَّة للزوجة الصالحة الطيِّبة، وأكَّد على أنَّ الصفة الأفضل على الإطلاق هي (التقوى والدِّين) حين قال: (((فاظفَرْ بذات الدِّين تَرِبتْ يداك))؛ أي: بوركت وأفلحت.
أخي الكريم، من المهم جدًّا أنْ تضع أمام عينَيْك أنَّك لن تختار أمرًا عاديًّا، ولكنَّك ستختار وتُقرِّر حياتك القادمة وبقيَّة عمرك، فهل ستكونُ سعيدًا باختيارك، أم ستشقى به؟
لقد سألتَ عن العمر، والطول، وكيف تعرف أخلاقها؟
ولكن قبل أنْ أخبرك عمَّا سألت عنه، سأقولُ لك كيف تُحدِّد بدقَّةٍ المواصفات التي تريدها في زوجتك؛ لأنَّك أنت مَن ستتزوَّجها وستعيش معها؛ لذا عليك أنْ تُحدِّد أنت ماذا تريد بالضبط لكي تقوم والدتك - حفظها الله - بالبحث والترشيح.
أحضر ثلاث أوراق فارغة:
اكتب في الأولى كلَّ الصفات التي ترغَبُ أنْ تكون موجودةً في شريكة حَياتك، ولا تستطيع العيش بدونها.
ثم في الورقة الثانية اكتُب الصفات التي تتمنَّى أنْ تُوجَد في شريكتك، ولكن لا بأس إنْ غابت.
وفي الورقة الثالثة اكتب الصفات التي لا تتحمَّلها ولا تقبَل وجودها.
اكتب كلَّ شيءٍ؛ الصفات العقلية والأخلاقية والجمالية.
ربما سيكون الأمر صعبًا عليك في البداية، ولكن حتى يسهُل عليك الأمر قم بالتخيُّل.
تخيَّل مواقف قد تحصل لكما، ما هي ردَّة الفعل التي تتوقَّعها من زوجتك، واكتُب هذه الصفة في القائمة، أو تذكَّر مشكلاتٍ حصَلتْ للأزواج الذين تعرفهم، وضَعْ نفسك مكانهم وتخيَّل كيف تحبُّ أنْ تتصرَّف زوجتك... وهكذا، وعندما تنتهي ستجد أنَّك وضعت المواصفات الرئيسة للفتاة التي تُناسِبك وتُناسِب شخصيَّتك، وسيُسعِدك الزواج منها.
والآن سنعودُ للأمور التي سألت عنها في رسالتك.
ربما تناسبك فتاة طولها ما بين 160-164سم، لكنَّ الأمر في النهاية يرجع إليك وإلى رغبتك، فهل تُفضِّل المرأة القصيرة أو الطويلة؟
تخيَّلها وأنت تمشي بجانبها، هل تحبُّ أنْ تكون أقصر منك بكثير، ورأسها يصلُ لكتفك؟ أم تحبُّ أنْ يكون طولها مقاربًا لطولك، وكتفاها تحت كتفَيْك بأصبعين؟
وفي أيِّ ورقةٍ ستضع الطول؟ وقرِّر بناءً على ذلك.
هل تُفضِّل فتاةً أصغر منك بعشر أو تسع سنوات، أو خمس أو أربع سنوات؟
العمر يتضاءَل بجانب العقل، فقد تجد فتاةً عمرها 20 عامًا وعقلها كفتاةٍ في الثلاثين، والعكس صحيح.
الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان متزوجًا من السيدة خديجة - رضي الله عنها - وهي تكبره بعددٍ من السنين، ونساء كثيرات يتزوَّجن مَن يصغرهن بكثير أو يكبرهن بكثير، ولكن تكون الحياة بينهما صافية وجميلة وسعيدة، فالعقل والحكمة وحُسن التصرُّف هي التي تُحدِّد السعادة أو عدمها، لا عدد السنين وفارق العمر.
أمَّا أخلاقها وتصرُّفاتها وطريقة تفكيرها، فبإمكانك أنْ تعرف ذلك عن طريق معرفة النشاطات التي تُمارِسها، اهتماماتها وهواياتها، ومَن هم صديقاتها، أو في الرؤية الشرعيَّة عندما تجيب عن أسئلتك التي جهَّزتها مسبقًا عن الأمور التي تودُّ معرفتها عنها، ستُصبِح قادرًا بعدَ ذلك على تصوُّر طريقة تفكيرها ومدى رَجاحة عقلها.
ويمكن لوالدتك أنْ تسأل عنها بطريقةٍ غير مباشرة عند صديقاتها ومعارفها، وفي مكان عملها إنْ كانت تعمل؛ حتى تتأكَّد من أخلاقها وصفاتها وتعامُلها.
ويمكنك الرُّجوع إلى الاستشارات الموجودة في الألوكة عن كيفيَّة اختيار الزوجة لتستَزِيد منها.
وفَّقَك الله، ورزَقَك الزوجة الصالحة التي تُسعِدك وتكون قرَّة عين لك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|