الزواج من دولة أخرى

[ابوالوليد المسلم]

الزواج من دولة أخرى


أ. سحر عبدالقادر اللبان




السؤال

♦ الملخص:
فتاة تعرَّفتْ إلى شابٍّ غربي عبر الإنترنت، وأُعجِبَ بها وطلَب رؤيتها لكنها ترفض، وتسأل هل أُقابله أو لا؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أعمَل في مجال الطِّبِّ، كنتُ أريد التقديم لعمل خارج بلدي، لكن أحببتُ أن أُقوِّي لغتي الأجنبية قبل السفر، فلجأتُ إلى مواقع التواصُل الاجتماعي، وتعرفتُ إلى شابٍّ مِن دولة أجنبية يتعلم العربية، وساعدني كثيرًا وتَحَسَّنَتْ لغتي الأجنبية بشكل ملحوظ!


تطوَّرَتْ علاقتنا بعد محادثاتنا ومناقشاتٍ، وأفصح عن مشاعرِه لي، مع العلم أننا لم نلتقِ ولا حتى رأى لي صورةً! وكل ما بيننا عبارة عن مكالَمات عبر الإنترنت كتابية وصوتية، كما أنني لم أُفصح عن الكثير مِن معلوماتي الشخصية.


كذلك لا أعرف عنه إلا ما يَضَعُه على صفحته الخاصة، فهو مثقفٌ وتعليمه عالٍ، ومسلم ويصلي، ويتعلم اللغة العربية والقرآن بشكل جيد.


الإشكال يكمن في الثقافة فقط؛ فهو شخص يعتزُّ بثقافته الغربية التي لا تتعارَض مع دينه، ويرى أنَّ الاختلاط لا بأس به إذا كان في حدودٍ وضوابطَ، وبيننا اختلاف في بعض الآراء الأخرى.


طلب مني أن نتبادل الصور ليرى كلٌّ منا الآخر لكني رفضتُ، واقترحتُ أن نلتقيَ في مكانٍ عام في محاضرةٍ ثقافية مثلًا، ويكون نقاشًا عامًّا بحضور آخرين.
فأخبروني برأيكم هل أُقابله، وإذا أُعجِبَ كلٌّ منَّا بالآخر نكمل أو لا؟

الجواب

الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:
فعزيزتي، أنا معك في حَيْرتك، خاصة أنَّ ما لمستِه مِن هذا الشاب هو الالتزام والثقافة والأدب، لكن هذا يا عزيزتي ما أراد أن تَعرفيه عنه، وقد لا يكون هو هكذا في الواقع!


عزيزتي، الزواجُ الذي تكون بدايته التعارف عبر الانترنت أغلبه يَبوء بالفشل، فأنتِ عبر الإنترنت لا تعرفين مَن المتحدث معك سوى ما يريد هو أن تعرفيه عنه، وهذا طبعًا لا يكفي ليتم على أساسه الزواج.


أنا أُؤيد فكرتك في عدم إرسال صورتك، وأن يكون اللقاءُ شخصيًّا في وُجود أهلك أو أحد أقاربك، وهذا أيضًا لا يكفي، فإنْ تَمَّت الموافقة المبدئيَّة على المظهر وطريقة التحدث، فعليكم حينها السؤال عنه جيدًا في بلده، وهذا ليس بالأمر السهل!


عزيزتي، اختلافُ المفاهيم في الزواج شيءٌ ليس بالسهل والمتقبَّل، فالزواجُ مِن بيئةٍ واحدةٍ، وتفكيرٍ واحدٍ، ومِن بلدٍ واحدٍ - بالكاد يَنجح هذه الأيام، فما بالك بغربي ذي أفكار غربية متحرِّرة؟


عزيزتي، لا تتعجَّلي، وادرسي جيدًا كل الاحتمالات التي قد تَتَرَتَّب عن هذا الزواج، مِن اختلاف في التفكير، إلى اختلاف في طريقة العيش، واختلاف في المفاهيم، بالإضافة إلى تغرُّبك عن بلدك وأهلك والعيش معه في بلده، أو إلى تغرُّبه هو عن بلده وأهله والعيش معك في بلدك غريبًا، بالإضافة إلى أولادكما إنْ تَمَّ الزواج، فهم طبعًا لن يكونوا عربًا ولا من بلدك!


عزيزتي، استخيري الله تعالى، واسأليه أن يُلهِمك الصواب، واستشيري أهلك، وأنصحك عزيزتي بالتريُّث وعدم الاستعجال، والتفكير مُطولًا في الأمر بعقلانية وموضوعية، بعيدًا عن الأحاسيس والمشاعر.
أسأل الله تعالى لك الخير، وأن يُلهِمَك الصواب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته