|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أطفال في خطر د. سامية عطية نبيوة تعتبر مشكلة أطفال الشوارع قضيةً اجتماعية إلى جانب أنها همٌّ وطني؛ حيث إنها من أهم المشكلات التي تهدِّد أمن المجتمع، وتؤثِّر على استقراره، وبالنظر إلى هذه المشكلة نجد أنها ليست مسؤولية مؤسسة بعينِها؛ بل هي مسؤولية الجميع. مَن هم أطفال الشوارع؟ طفل الشارع هو ذلك الطفل الذي عجزتْ أسرتُه عن إشباع حاجاته الأساسية الجسمية، والنفسية، والثقافية؛ كنتاجٍ لواقع اجتماعي اقتصادي تعايشه الأسرة في إطار ظروف اجتماعية أشمل، دفعت بالطفل دون اختيار حقيقي منه إلى الشارع، كمأوى بديل معظم أو كل الوقت بعيدًا عن رعاية وحماية أسرته؛ حيث يمارس فيه أنواعًا من الأنشطة لإشباع حاجاته من أجل البقاء، مما يعرِّضه للخطر وللاستغلال، والحرمان من الحصول على حقوقه المجتمعية، وقد يعرِّضه للمسائلة القانونية. الأسباب التي أدَّت إلى مشكلة أطفال الشوارع: تعدَّدت الأسباب التي أدَّت لظهور هذه المشكلة، سواء كانت أسبابًا مجتمعية، أو أسبابًا أسرية، أو أسبابًا بيولوجية. اولاً: الأسباب المجتمعية: 1- الفقر: حيث يؤدِّي الفقر إلى عدم توفير الحاجات الأساسية للطفل؛ من مأكل، وملبس، ومسكن، وعلاج، وهو من الأمور التي تعوق الأسرة في تنشئة أطفالها؛ فالأسرة الفقيرة لا يمكنها توفير الغذاء الصحي الكافي لأطفالها؛ ممَّا يؤدي إلى تعرض هؤلاء الأطفال للأمراض، كما أن الفقر يجعل الطفل يشعر بالنِّقمة والعداء تُجَاه المجتمع. 2- البطالة: حيث إنها تؤدِّي إلى العديد من المشكلات؛ فعدم وجود فرص عمل تدرُّ دخلاً يوازي الاحتياجات، يصعب من أمر الحياة. 3- نقص المساعدات للأسر المحتاجة: حيث يمثِّل غياب الدعم والمساعدة للأُسَرالتي تعيش تحت حدِّ الفقر عاملاً مساعدًا في زيادة التشرُّد. 4- الهجرة من الريف إلى المدينة: حيث يأتي العديد من أسر الريف للعيش في المدينة، وغالبًا ما تكون هذه الأسر بلا مأوى مستقر، وقد تكون هجرة الأطفال بسبب الهروب من السلطة الوالدية للمدينة؛ فتفرز أطفال الشوارع. 5- التعليم والتسرُّب منه: وهنا تكون مشكلة مزدوجة، فهي قد ترجع إلى المدرسة، وسوء العملية التعليمية بها من تكدس الفصول، والفترات المدرسية، ووجود حالة اغتراب بين الطفل ومدرسته، أو أن الأسرة لا تشجِّع الطفل على التعليم بسبب جهل الوالدين، أو الظروف الاقتصادية الخاصة بالأسرة. ثانيًا: أسباب أسرية: 1- الشجار العائلي: سواء بين الزوج (الأب) والزوجة (الأم)، أو بين الوالدين والأبناء، وتعرض الأبناء للعقاب البدني، أو الطرد من المنزل. 2- السكن غير المُلائِم: فضيق السكن، وازدحامه نتيجة لزيادة عدد أفراد الأسرة، يدفع الطفل إلى الهروب من المنزل إلى الشارع، والمَبِيت في الطرقات وتحت الكباري، وكثيرًا ما يشجِّعهم آباؤهم على ذلك؛ للتخلص من مضايقتهم، فينطلقون للعب في الشارع دون رقابة من أحد، ويعرِّضهم ذلك للتعرف على أصدقاء السوء، والوقوع في سلك الانحراف والجريمة. 3- الطلاق: وزواج كلٍّ من الوالدين بآخر، وقسوة زوج الأم، وزوجة الأب، وسوء معاملتهما للطفل، فينتج عنه هروب الأبناء من الآباء إلى الشارع. 4- غياب الأب عن المنزل وسفره: للعمل خارج البلاد، وعدم اعتنائه بمنزله وأولاده، وتركه المسؤولية كاملة للأم للقيام بتربية الأبناء، يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على نفسية الأطفال؛ حيث عدم وجود السلطة الضابطة في الأسرة بالإضافة إلى حرمان الأطفال من عطف وحب الأب وغياب القدوة والمَثَل الأعلى لديهم؛ مما يجعل الطفل يختار أي نموذج آخر من خارج الأسرة (بالشارع)، يقتدي به، سواء كان خيرًا أم شرًّا؛ مما يعرضه للانحراف. 5- قضاء الأب أو الأم عقوبة السجن لفترة طويلة: مما يدفع الطفل إلى الشارع للبحث عن مكان يأويه هو وإخوته. 6- وفاة الوالدين أو أحدهما: فلا يجد الطفل الرعاية اللازمة، سواء من الجد، أو الجدة، أو العم، أو العمة؛ ممَّا يدفع الطفل إلى الشارع. 7- مرض الأب وعدم قدرته على العمل: فيترك الزوجة تعملُ بمفردها لتواجهَ نفقات الحياة؛ ممَّا يجعلُها تدفع بالطفل للعمل بالشارع لإعالة الأسرة بدلاً من الأب. سمات وخصائص أطفال الشوارع: إن واقع احتكاك أطفال الشوارع معًا بالشارع، وتعرضهم الدائم والمستمر لظروف ومشكلات متشابهة، فضلاً عن إدراكهم المشترك بأن وجودهم بالشارع غير مرغوب فيه من المجتمع؛ فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على أنماط التفاعل، وطبيعة العلاقات الموجودة فيما بينهم؛ ممَّا يعمل على تهيئة المناخ لتطور ثقافة فرعية خاصة بهم، وهي عبارة عن المفاهيم، والألفاظ، ولغة الاتصال التي يستخدمونها فيما بينهم بما يميِّزهم عن غيرهم. فمن سمات وخصائص أطفال الشوارع: • حب التملك والمساواة مع الآخرين: فطفل الشارع محبٌّ للتملك، ويتطلع إلى المساواة بالأطفال الآخرين. • التحدِّي الساخر لأي سلطة تفرضُ عليهم، حتى ولو كانت من المقرَّبين لهم. • القدرة العالية على الكذب. • الشك والحذر والريبة في تصرفات الآخرين، حتى ولو كانت إيجابية وفي صالحهم. • يستخدمون ألقابًا خاصة بهم، فيطلقون على أنفسهم أسماء معينة. • التمثيل: فأطفال الشوارع تعوَّدوا على التمثيل، فهو من ناحيةٍ أحدُ وسائلهم الدفاعية ضد أخطار يُوَاجِهُونها، أو حين يقبض عليهم، ويستخدمون التمثيل أيضًا في الإضرار بأطفال آخرين باتهامهم كذبًا بسلوك أو فعل أشياء لم يفعلها هؤلاء الأطفال. • حب المغامرة والقيام بأعمال خطرة لجذب انتباه الآخرين. • الميل إلى روح الفكاهة والمداعبة. • الشغب والعند، والميول العدوانية، ويكون ذلك نتيجة للإحباط النفسي الذي أصابه نتاج موقف أسرته معه، وفقدانه حب الأسرة له، وهذا العدوان يزداد نتيجة وجوده في الشارع. المخاطر التي يتعرض لها أطفال الشوارع: 1- التسرُّب وعدم الالتحاق بالتعليم. 2- وراثة الفقر والمكانة المهنية المنخفضة. 3- الإصابة بالأمراض العضوية والنفسية. 4- الاغتصاب. 5- انتشار الزواج العرفي بينهم. 6- الإدمان. 7- تعرُّضهم لمخاطر الطرق. 8- "المعلمون صائدو الفتيات"؛ حيث يقوم هؤلاء باستغلال هؤلاء الفتيات وإغرائهم بالمال للقيام بالسرقة، أو توزيع المخدِّرات. 9- الشذوذ الجنسي بين الأطفال. علاج مشكلة أطفال الشوارع؟ ولمواجهة هذه المشكلة لا بدَّ من تضافر جهود كل المؤسسات الاجتماعية، والتعليمية، والثقافية في المجتمع، ومحاولة إيجاد الحلول الوقائية والعلاجية لهذه المشكلة؛ والتي منها: • النهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي لأسر هؤلاء الأطفال. •العمل على إيجاد مؤسسات تَرعَى هؤلاء الأطفال، من خلال توفير التعليم لهم، وفي نفس الوقت تدريبهم على العديد من المهن التي تضمن لهم الحصول على فرص عمل مناسبة، وكذلك مساعدتهم في الحصول على العمل المناسب لهم بعد ذلك؛ لأن هؤلاء الأطفال يرعون أنفسهم وأسرهم ماديًّا. • عمل العديد من الندوات التي توضِّح للآباء مخاطر وجود أبنائهم في الشارع. المراجع: • أبو بكر مرسي: ظاهرة أطفال الشوارع، القاهرة، مطبعة النهضة المصرية، 2000م. • أحمد حسن: دراسة ميدانية وَصْفِية لأطفال الشوارع، القاهرة، بل برنت للطباعة، 1997م. • أحمد صديق: خبرات مع أطفال الشوارع في مصر، القاهرة، ب. ن، 2006م. • أنوار محمد الشرقاوي: الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الأحداث، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 2003م. • محمد سيد فهمي: مأساة حضارية في الألفية الثالثة، القاهرة، المكتب الجامعي الحديث، 2000م. • نبيلة الشوربجي: السلوك العدواني لأطفال الشوارع، القاهرة، دار النهضة المصرية، 2004م.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |