غير مقتنع بالزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انحراف الفكر مجلبة لسوء العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الهداية والعقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حقوق غير المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 293 )           »          الاستصناع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تخريج حديث: إذا أراد أحدكم أن يتبول فليرتد لبوله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث: حين نزلت آية المتلاعنين: أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فليست من الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3104 - عددالزوار : 396201 )           »          الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-06-2021, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,318
الدولة : Egypt
افتراضي غير مقتنع بالزواج

غير مقتنع بالزواج
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال

الملخص:
شاب غيرُ مقتنعٍ بفكرة الزواج، ولا يرى أنه يَلْزَمُه الزواج، فهو في غنًى عن الإنفاق والمسؤولية.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو بدايةً قبل البدء في استشارتي ألا أُوصفَ بالجنون، فأنا طالب في مرحلة الدكتوراه، وأريد أن أسأل عما أجهل.
أنا شابٌّ عمري 29 عامًا، وبكل صراحةٍ أخاف مِن موضوع الزواج، أو الدخول في علاقة زواجٍ، وغير مقتنعٍ بها مِن الأصل.


كلُّ أصدقائي تزوَّجوا، وعندما أذهب لأحد الأصدقاء بعد زفافِه أحزن حزنًا كبيرًا، وأنسى أنه صاحبي، وأشعر أنه قد ضاع، وأنساه كليًّا، وقد تكرَّر هذا الأمر 4 مرات! ومع أني أتكلم معه وأمزح، لكن مِن داخلي أشعر أنه ضاع مني.


كلما فكرتُ في موضوع الزواج أَجِدُني في البداية فرِحًا، ثم يدخل الملَلُ ويُفسد عليَّ حياتي، فأخاف أن أرتبطَ بفتاةٍ وأسببَ لها أذًى، وإذا قُدِّر وخطبتُ فسيكون فقط مِن أجل أمي.


أمي تُلحُّ عليَّ بالزواج، وتريد أن أكونَ عريسًا، لكنني غير مقتنعٍ بذلك، والمصيبةُ الكُبرى أني أرى نفسي أفضل مِن الفتيات، وليستْ هناك مَن تَستحقني، فكيف أضيع عمري مع فتاة بهذه الصُّورة؟ فأنا لا أتخيَّل أن أربطَ نفسي بفتاةٍ أقل مني في المُستوى، مع أني مُتواضعٌ جدًّا مع الذُّكور وكبار السنِّ!


الحمدُ لله ليستْ لديَّ أي تجارب حب أو علاقات غرامية؛ لأني أراها تافهةً، وأعدُّها في الوقت نفسه إهانة، فكيف لي أن أهينَ نفسي وأتكلم مع فتاة، أو أرتبط بفتاة، فلا أرضى ذلك لنفسي؟!


باختصارٍ: أرى نفسي كالطاوس مع الفتيات، وأكون متواضعًا جدًّا مع الفقراء!
حاولتُ مرارًا وتَكرارًا أن أقنعَ نفسي بالزواج والاستقرار، لكن لا أرتاح لهذه الفكرة، كما أنَّ الزواج يحتاج مصروفات كثيرة، وأنا في غنًى عن ذلك!

الجواب

الأخ الفاضل حياك الله، ومرحبًا بك وبكلِّ مَن يضع ثقته في شبكة الألوكة.
لن نتَّهِمَك بالجنون بالتأكيد؛ إذ لم تَظْهَرْ عليك أعراضُ الجنون على الإطلاق، والأمرُ كله يُختصر في بعض التداعيات التي تراكمتْ على مر السنين، والتي بدأتْ بأمٍّ لا تنفك تُهَدْهِد طفلها في مهدِه، وتَبُث في نفسِه قبل أن يعيَ مِن الدنيا شيئًا أنه ليس كسائر الغلمان، وأن الله قد حباها به مِن دون البشر!


ومع مُضيِّ السنين وتتابُعها قد يتميز بالفعلِ الطفل، ويوفقه الله في حياته ودراسته، فتزيد أمه ومَن حوله في بثِّ الأفكار الطيبة المُشجعة، والتي يَنعكِس معها وتتحول إلى أثر سلبيٍّ سيئ قد يَضُرُّ بحياته، ويَتَسَبَّب في تراجعِه في ميادينَ أخرى غير التي نجح فيها، وأغلبها يكون في الجانب الاجتماعيِّ أو الأخلاقي أو النفسي.


يقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج، ومَن لم يَستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء)).


فالأمرُ أيسرُ مما ترَى يا أخي الكريم، فإنْ لم يكنْ في حُدود ما تَستطيعُه تكاليف الزواج، فلا داعي لإرهاق نفسك وأهلك بتحمُّل تبعاته الآن، ولو أقدم الشابُّ على الزواج وهو غير مُستطيعٍ فلن تنظرَ إليه الفتاةُ إلا بعين الازدراء، ولن ترى فيه إلا العجزَ الذي قد يَحمِلُها على مقارنةِ سوء حالها بغيرها من الصديقات - كما يَحدُث معك - وما هنَّ فيه مِن ترفٍ ويُسرٍ، وحينها لن تجدَ ما تَرمي إليه مِن سكنٍ واستقرارٍ، ولن تَدومَ لك حبائلُ المودة أو تقوم لها قائمة؛ فأمام العجزِ المادي ستَتَبَخَّر المشاعر، وتَندحر العواطف في كثيرٍ مِن الأحوال، وإن كنت سترى نفسك كالطاوس ففتاتُك لن ترى فيك إلا ديكًا ضعيفًا لن يتمكَّن مِن تحقيقِ أحلامِها العريضة وأمنياتها الواسعة!


أعتذر كثيرًا إن لم أتمكَّنْ مِن الرد عليك بالطريقة التي تريد، ولكن حقيقة وضعِك وتفكيرك يختلف كثيرًا، والردُّ يَختَلِف بحسب اختلافِ السؤال، واختلاف شخصية وعُمر السائل والكثير مِن الأمور التي تُحدِّد سير اتجاه الحديث لتحقيق الاستفادة الكاملة للسائل أولًا ثم لغيره ممن قد يَقرأ سؤالك وجوابي.


إنْ تَيَسَّر لك أمرُ المادة ولم يَعُدْ عائقًا، فدَعْنا نتحدث عن حالك ونظرتك الشخصية للزواج.
الرغبةُ في الزواج شعورٌ فطريٌّ لا يحتاج المرءُ لإقناع نفسه به في الغالب، وما تَمُرُّ به ليس بُغضًا للزواج، أو نفورًا منه كما تظنُّ، والدليلُ أنك تُفكِّرُ في الزواج منذ كنتَ في بداية العشرين مِن عمرك، وترى تأخُّرك فيه مشكلة بحاجة إلى حلٍّ!


وقد تختلط في نفسِك مشاعرُ احتقار الفتيات، أو الزواج مع مشاعر الخوف، أو التردُّد في اتخاذ ذلك القرار، وقد تكون مشاعرُك الآن لا علاقة لها بالغرور، أو النظرة العُلوية للنفس أمام كل فتاةٍ؛ إذ لا ترى ذلك مِن نفسك إلا معهنَّ، وإنما هي مشاعرُ مَن لم يختلطْ بفتاةٍ أو يتعامَل مع امرأةٍ في حياته، وهو أمرٌ طبيعيٌّ سيَزول مع التعامُل المباشر مع زوجة كريمةِ الأخلاق، قريبة مِن نفسك.


وكم يخلط المرءُ بين مشاعر النفور ومشاعر الحيرة؛ فيَلجأ العقلُ الباطن إلى بعض الحيَل الدفاعية؛ كإقناع النفس بطرد الفكرة مِن رأسك لأسبابٍ قد يكون مِن بينها: خوفك مِن عدم خوض تجارب عاطفية كسائر الشباب، أو عدم تعاملك مع الفتيات، أو إبداء إعجابهنَّ بك يومًا ما، فيخيِّل إليك عقلُك أنك لن تنجحْ في الزواج، وأنها فكرة غير مجدية، ويبقى يُصوِّر لك أن الأصدقاء الذين نجحوا وسعدوا في حياتهم الزوجية، ورضوا بها، واستغنوا عن بعض الصداقات - مساكين، وعليك أن تحمدَ الله أن لم يُصِبْك ما أصابهم؛ "أنسى أنه صاحبي، وأشعر أنه ضاع، وأنساه كليًّا"!


لاحِظْ أنك أنت الذي تَنسى صديقك الذي تزوَّج، والفعل نفسه كرَّرتَه أربع مرات، فما مِن دليلٍ على تغيُّر صاحبك إلا أنك أبديتَ الرغبة في قطعه مِن تلقاءِ نفسك.


الأمرُ باختصار: أنك تضعُ الحواجز النفسية، وتفترض مشكلةً غير موجودة، فتَشعُر بأزمةٍ حقيقيةٍ، وقد يزيد مِن شعورك بالأزمة دعوات الوالدة الطبيعية بتيسير زواجك، والتي لا تكفُّ عنها كلُّ أمٍّ تُحبُّ ابنها أو ابنتها، وترغب في جلب كل ما يسعده.


تذكَّرْ أيها الفاضل أن غالبَ الأنفس البشرية لا تزداد إن حاولنا إكراهها على أمرٍ ما إلا نفورًا منه، ولا يَزيدها محاولة الإقناع إلا رغبة عنه، فبإمكاني أن أعرضَ لك فوائد الزواج، وأسرد لك أمورًا تُرغبك فيه، أو تقنعك بالفكرة، لكنني غير مُقتنعة بهذا الأسلوب في أمور لا بد أن تنبعَ فيها الرغبة مِن داخل الشخص، وتنهض مِن أجلها الفطرةُ التي فطر اللهُ الناس عليها، فإن لم يحدث الآن فلسنا بحاجةٍ لإرغام أنفسنا عليها لمجرد أن الناس مِن حولنا يَفعلون ذلك، أو أن أهلينا يَتمنَّوْن ذلك، أو أننا نرى فيه الاستقرار والراحة.


الزواجُ سكنٌ، لكنه قد يكونُ بلاءً في أحوالٍ كثيرةٍ، والسعادةُ وراحةُ البال غير متوقفة على فتاة ترتبط بها، أو ترى ضرورةَ الحياة معها، فالسعادةُ شعورٌ بالرضا عن الحال، واطمئنان إلى وضعك الحالي، فاطمئنَّ إلى أن رزقك سيأتيك، ومتى ما قدَّر الله لك الاقتران بفتاةٍ ستَتَيَسَّر لك سُبل الاقتران بها، وستجد مِن نفسك الميل الذي كنتَ ترجو، وسترى سعادتَك معها دون خوفٍ مِن الغد أو إكراه نفسك عليها.


ورِزْقكَ ليس ينقصه التأنِّي

وليس يَزيد في الرزقِ العناءُ


عليك أن تعتني بنفسك ووالدتك جيدًا، وأن تُوسِّع نشاطاتك، ولا تحصرها على دراسةٍ مُتخصصةٍ، وأن تكون أكثرَ اجتماعية، وتُوسِّع نطاق فِكرك، وأن تأخذَ أمورك بصورة أكثر بساطة، فما زلتَ لم تتعدَّ سن الزواج بعدُ، والحياةُ بإذن الله أمامك مليئةٌ بالأمل والتفاؤل، فتوكَّلْ على الله، وسَلْهُ السلامة والتوفيق، وأن يختارَ لك الأفضل، ويُوفقك لما فيه الخير لك في دينك ودنياك.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.95 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]