الأبوة البائسة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (وهُم مِن فزَعٍ يومَئذٍ آمِنُون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المسافة بين السموات والماء والعرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          اِرمِ له طوقَ نجاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          علة حديث: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          على عَتَبَاتِ الْمَدَارسِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          رسالة إلى الشباب من وحي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ملل النعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مزاج مريض متستّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          زوغان القلب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2021, 02:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,259
الدولة : Egypt
افتراضي الأبوة البائسة

الأبوة البائسة
عبدالعظيم أنفلوس





يُراهن علماء الاجتماع اليوم في أوروبا والعالَم العربي، على اعتبار الأسرة ركيزةً كبرى في ثبات واستقرار البناء المجتمعي، وكذا الحفاظ على منظومته القيمية وهُوِيَّته وخصوصياته، وينبثقُ عن هاته الأهمية مسؤوليةٌ مَنوطة بنواة الأسرة والقائمين عليها (الأبوين).

وإذا كانتِ الأمُّ حاضنةً شطر العطف والحنان، وأقرب إلى قلوب الأبناء، وأفهم لمكنونات صدورهم، فإن الأمر ليس أقلَّ قيمةً وأدنى أهمية بالنسبة للأب؛ فقد لُوحِظ في نتائج استطلاعات الرأي لشريحةٍ واسعةٍ من الأطفال الصغار، والبالغين، وكذا فئة عريضة من الشباب العربي - تضجرهم وتأفُّف الكثير منهم من معاملة الأب وسطوته، وجبروت أفعاله تجاههم؛ مما حدا بالمختصين إلى طرح التساؤل حول منبع الإشكال وأبعاده!

إن التفصيل في هاته القضيةِ يستلزمُ منَّا وضعها في سياقها المجتمعي والتاريخي؛ ذلك أن جيل الآباء جيلٌ قد شهِد الهزائم بحق، جيلٌ اضطهد في حقوقه وأشبع خوفًا ورهبة من كل ما هو سُلْطوي أو حكومي داخلي، فهو جيل كانت الحريةُ بالنسبة له حلمًا ورديًّا، لم يحصل عليه إلا بشِقِّ الأنفس، وهو ما يختلف كليًّا عن وضع أبناء في عالم مغايِر لِمَا سلف، عالم يَعِجُّ بدعوات التحرر والانعتاق من كل ما هو أثريٌّ قديم، وفي ذلك جانبٌ من الصواب لم يستَسِغْه الآباء الذين رأوا فيه ضربًا من التسيب اللاأخلاقي، ونمطًا من عدم الالتزام الديني والمجتمعي، يدعم أطروحتَهم هاته معاناتُهم السالفة، وما قاسوه في سبيل الحفاظ على القيم والمبادئ.

ويشاء ربُّك حدوثَ ذا الاصطدام في عصر الغزوِ الإعلامي والثقافي لأنماط العيش الغربية، وأساليب التفكير القادمة من الآخر، ويجد الشباب العربي - لفراغٍ في نفسه، واضمحلالٍ في ثقافته - منفذًا آخر يستمدُّ منه ما ينقصه، ويعدم الآباء وسائلَ تقنية وأساليب حوارية تُمكِّنهم من خلق أجواء تبادل للأفكار وإقناع الآخر، فيَلجَؤُون إلى أساليب التهكُّم والقمع والسخرية من الفتى الشاب، ممارسين بذلك عنفًا رمزيًّا معنويًّا يُؤثِّر سلبًا على نفسية الشاب وعطائه أكثر.

إن منهج الأبوَّة البائسة هاته، القائمة على فرض الاحترام والتوقير بالقوة والعنف - منهجٌ غير ناجع وفعال بالبتِّ المطلق، فما أورثه مِن كره وبُغْض تجاه الأب، أعلن فشله في تسيير منظومة الأسرة وبناء الأجيال.

أيها الأب:
إن فَتَاكَ الذي تُؤنِّبه وهو ابن العاشرة على لعبه مباراة كرة القدم، أو انضمامه لفريق حيِّه في كرة السلة - لم ولن ينسى موقفَك من منعك إياه، وسيظل يلعن الموقف كلما تذكره، فلتعلم أن القمع يُورِث الكُره.


إن فتاك الذي تصفعُه، وتخاطبه بأقذع الألفاظ وأقساها، لمجرد أنه ناقشك في فكرة طرحَتْها لم يتقبَّلها، فثارت ثائرتُك لتصب جام غضبك عليه - كفيلٌ بأن يخرج لك ابنًا لا يُقِيم لك قائمة في الاحترام والتقدير.

أيها الأب:
اعلم أن أبوَّتك البائسة المزيفة، المبنية على مبدأ الشدة، وعدم احترام قرارات ورغبات ابنك، والتعامل معها بعقلية الموجه الناصح - كفيلةٌ بأن تحملك أوزارَ ما سيكون عليه مستقبلًا، وآثام جيل يعقبه ما يُدرى حاله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]