شرح حديث أنس: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066799 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339507 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335723 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156415 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92463 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14123 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53341 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 47003 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15454 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2021, 05:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أنس: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"

شرح حديث أنس: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"











سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ من كُنَّ فيه، وجَد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللهُ ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يَكرهَ أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يَكرهُ أن يُقذَف في النار))؛ متفق عليه.







قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



ثم ذكر المؤلِّف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ من كُنَّ فيه، وجَد بهن حلاوة الإيمان)).







((من كُنَّ فيه)): يعني من اتصف بهن، ((وجَد بهن)) يعني بسببهن، ((حلاوة الإيمان)) ليست حلاوة سكر ولا عسل، وإنما هي حلاوة أعظم من كلِّ حلاوة، حلاوة يجدها الإنسان في قلبه، ولذَّة عظيمة لا يساويها شيءٌ، يجد انشراحًا في صدره، رغبة في الخير، حبًّا لأهل الخير، حلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها بعد أنْ حُرِمها.







((أن يكون اللهُ ورسوله أَحَبَّ إليه مما سواهما))، وهنا قال: (أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما)، ولم يقل: ثم رسوله؛ لأن المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام هنا تابعةٌ ونابعة من محبة الله سبحانه وتعالى.







فالإنسان يحب الرسولَ بقدر ما يحب الله، كلما كان لله أحَبَّ، كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحَبَّ.







لكن مع الأسف أن بعض الناس يُحِبُّ الرسولَ مع الله، ولا يُحِبُّ الرسولَ لله.







انتبهوا لهذا الفرق؛ يُحِبُّ الرسولَ مع الله، ولا يحب الرسول لله؛ كيف؟ تجده يحبُّ الرسول أكثر من محبته لله، وهذا نوع من الشرك.







أنت تحبُّ الرسول لله؛ لأنه رسول الله، والمحبة في الأصل والأم محبة الله عز وجل، لكن هؤلاء الذين غلَوْا في الرسول صلى الله عليه وسلم يُحِبُّون الرسول مع الله، لا يحبونه لله؛ أي يجعلونه شريكًا لله في المحبة؛ بل أعظم من محبة الله؛ تجده إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعرَّ جِلدُه من المحبة والتعظيم، لكن إذا ذكر الله فإذا هو بارد لا يتأثر.







هل هذه محبة نافعة للإنسان؟ لا تَنفَعُه، هذه محبةٌ شركيَّة، عليك أن تحب الله ورسوله، وأن تكون محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم نابعةً من محبة الله وتابعة لمحبة الله.







((أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحِبَّ المرء لا يحبه إلا لله))، هذا الشاهد؛ تحب المرء لا تحبه إلا لله، لا تحبه لقرابة، ولا لمال، ولا لجاه، ولا لشيء من الدنيا؛ إنما تحبه لله.







أما محبة القرابة، فهي محبة طبيعية، كلٌّ يحب قريبه محبةً طبيعية، حتى البهائم تحبُّ أولادها، تجد الأم من البهائم والحشرات تحب أولادها حتى يكبروا ويستقلوا بأنفسهم، ثم تبدأ بطردهم.







وإذا كان عندك هرة، انظر إليها كيف تحنو على أولادها وتحملهم في أيام البرد، تدخلهم في الدفء، وتمسكهم بأسنانها، لكن لا تؤثِّر فيهم شيئًا؛ لأنها تمسكهم إمساك رحمة، حتى إذا فطموا واستقلوا بأنفسهم، بدأت تطردهم؛ لأن الله يلقي في قلبها الرحمة ما داموا محتاجين إليها، ثم بعد ذلك يكونون مِثلَ غيرهم.







فالشاهد أن محبة القرابة محبةٌ طبيعية، لكن إذا كان قريبك من عباد الله الصالحين، فأحببتَه فوق المحبة الطبيعية، فأنت أحببتَه لله.







((أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يَكرهَ أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يَكرهُ أن يُقذَف في النار))؛ يعني: يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه.







وهذه ظاهرة فيمن كان كافرًا ثم أسلم، لكن من وُلد في الإسلام فيكره أن يكون في الكفر بعد أنْ مَنَّ الله عليه بالإسلام، كما يَكرهُ أن يُقذف في النار، يعني أنه لو قُذف في النار لكان أهونَ عليه من أن يعود كافرًا بعد إسلامه، وهذا والحمد لله حالُ كثير من المؤمنين؛ كثير من المؤمنين لو قيل له: تكفر أو نلقيك من أعلى شاهق في البلد أو نُحرقك، لقال: أَحرقوني، أَلقُوني من أعلى شاهق، ولا أرتد من بعد إسلامي.







وهذا مراد الردَّة الحقيقيَّة التي تكون في القلب، أما من أُكرِهَ على الكفر فكفَر ظاهرًا لا باطنًا، بل قلبُه مطمئنٌّ بالإيمان، فهذا لا يضرُّه؛ لقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ [النحل: 106، 107]، لما قيل لهم: نقتلكم أو اكفروا، فباعوا الآخرة بالدنيا، وكفروا ليبقوا، فاستحَبوا الدنيا على الآخرة، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [النحل: 107]، نسأل الله لنا ولكم الهداية.








وأن يَكرهَ أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يَكرهُ أن يُقذف في النار.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 258- 261)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]