لو تطاع الدموع! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4964 - عددالزوار : 2069318 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4540 - عددالزوار : 1338873 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 54252 )           »          طريقة عمل صينية بطاطس مهروسة بالكفتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          7 علامات تدل على أنك تنمو داخليًا.. تتحمل المسؤولية ولا تهرب من المواجهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          4 خطوات لحفظ الحبوب والبقوليات بطريقة صحيحة وحمايتها من التلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          طريقة عمل طاسة سجق بالجبنة.. لذيذة ومش بتاخد وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصفات طبيعية لتطويل الشعر بخطوات بسيطة.. مش هتاخد وقت كتير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريقة عمل رقائق الجبنة بخطوات بسيطة.. مقرمشة وطعمها لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          5 عادات يومية تتسبب فى ظهور البثور وخطوط التجاعيد.. أبرزها الهاتف المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2021, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي لو تطاع الدموع!

لو تطاع الدموع!
عبدالله بن عبده نعمان العواضي



بين الجوانح يسكن الشعور، وتَنمو لوعة الفؤاد الحي، يسمع ويرى ويحسُّ، فيتوقد أسى وحزنًا، أو شوقًا ووجدًا، وربما اشتعل بغير زند، فيُرسل على صفحات الخدود جداولَ الضمائر، ولآلئ المشاعر، تَنساب قطرات متتابعة، في كل قطرة قصة تَحكي حديث السرِّ المكتوم، تعبيرًا صادقًا يشف عن عجز الجوارح والأسباب الخارجية عن شفاء القلب المدنف أو المعنَّى، فتَنطق الدمعة عندما لبس اللسانُ ثوب العيِّ، في حديث أنس رضي الله عنه، عندما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فجعلتْ عينَا رسولِ الله عليه الصلاة والسلام تَذرِفان، ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العين تدمَع، والقلب يَحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا))؛ متفق عليه، آهٍ ما أحرَّ تلك الدموع التي يفيض بها قلبٌ شجيٌّ تلبَّد بسحُب الآلام والأحزان، وأصفى تلك العبرات التي تترقرق على وجنات أبوَين أسفًا على ولد، أو تلهُّفًا إلى شمِّه وضمه!



وآسَرُ تلك الدمعات هي التي تتلاحَق في وجه زوجة تَحمل على متون دمعاتها الحنينَ إلى زوجها الغائب، والحسرةَ أنْ ضمَّه السفر وشاركتها فيه الغربة، وأشدُّ حرقةً تلك الدموع المُنفرِدة وهي تتصبَّب مِن قلب يَتيم على جوانب وجهِه الصَّغير عندما افتقد دفْء الأبوَّة، ونهشه قُرُّ اليتْم! نعم؛ إنها الدموع البائحة للعيون المشاهدة بأن وراءها ما وراءها، إنها الدموع المشرقة المتألمة التي اغتسلت بها العيون، فخف بعضُ جواها لتقدح في نفس الرائي أُوار الحسرة وشدة الألم، سواء أكانت دموع الضعيفين؛ المرأة والطفل، أم دموع ذي القوة؛ الرجل، بل إنَّ دموع الأَخير قد تكون أعظم لَوعة؛ لأنه لا يبكي، فإذا بَكى فبكاؤه مِن دم، كم دموع تُسكب على طريق الراحِلين، ويجرونه من بعدهم!



رحلتُ فكم باكٍ بأجفان شادنٍ

عليَّ، وكم باكٍ بأجفانِ ضيغَمِ!



وما ربَّة القُرْط المليحِ مكانه

بأجزَعَ مِن ربِّ الحسام المصممِ!






أهرق الباكون عبَرات الشجى على شواطئ عيونهم؛ فباكٍ على حبيب له استوفى عمره، وفارَق ناظرَ حبيبِه، منتقلًا إلى الدار الآخرة، فتقرَّح على فقده جفناه، وباكية على إلْف حَمَلَ نفسه على كفِّه، فخرَجَ يُدافع عن حياض الدِّين، ويُجاهد مُناوئيه، أو راحل امتَطى صهوة الاغتراب؛ كي يَكتسِب علمًا يُنير طريقه، أو مالًا يستعفُّ به عن الذلِّ، فغلبتْها حبيبتاها على حبيبِها الظاعِن!




فماذا لو أطيعت هذه الدموع؟

ومع أنَّ عصيانها شديد على النفس، إلا أن منطق العقل وقانون الحياة قد يُجبران الإنسانَ على هذه المخالفة؛ حتى تَصِلَ سفينة العيش إلى المآل المحمود، ولكن الدمعة الخرساء - مع كل هذا - تبقى ذات دلائل ناطقة، قد تَخرس عنها الألسنة الثرثارة الفصيحة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.46 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]