أريد رأيكم قبل أن أطلق زوجتي

[ابوالوليد المسلم]

أريد رأيكم قبل أن أطلق زوجتي
د. رحمة الغامدي





السؤال



♦ ملخص السؤال:

رجل متزوج يشكو مِن زوجته؛ بسبب إهمالها له ولأولاده، وتواصلها مع الرجال الأغراب، ويفكِّر في الطلاق بعد استنفاد كل الحلول.



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجلٌ متزوج منذ 3 سنوات، ولديَّ أولاد، زوجتي كأية امرأة ((إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر))، و: ((لن تستقيم لك على حال))، لكنني كرهتُ منها أمورًا، ولا أجد منها عِوَضًا أو ما يُرضيني.




تغاضيتُ عما أكره، وحاولتُ أن أتناسى، لكن المشكلة في الآتي:

• زوجتي ضعيفة التدبير، واتهمتني أنا وأهلي بسرقة بعض مفقوداتها.




• زوجتي مُقصِّرة جدًّا في صلاتها، وما أبرِّئ نفسي، كما أنها متساهلة كثيرًا في التواصُل مع الرجال، وبالأمس القريب أخذتُ هاتفها لاستخدامه بعلمٍ منها، فرأيتُ محادثةً بينها وبين رجل غريب تَبوح له فيها ببعض مشكلاتنا، وعندما سألتُها قالتْ: لا أعرفُه!!




• إذا حصلت مشكلة بيننا تثور وتهدِّد بالتواصل مع الرجال الأغراب، أعلم أن هذا لن يكون، لكنني أتعجَّب مِن هذا المنطق المنحرِف.




وعظتُها وهجرتُها وضربتُها، وتواصلنا مع أكثر مِن مستشارٍ أسري ورقاة شرعيين، وتركتُها عند أهلها فترة كبيرة لعل حالها ينصلح، لكن الحال كما هو، فطلقتُها طلقةً واحدة، وأعدتُها إلى الحياة الزوجية بعدما تعهدتْ لي بالكفِّ عن كل أفعالها السابقة.




فكرتُ كثيرًا في الطلاق النهائي، لكنَّ قرارًا كهذا يحتاج إلى تأنٍّ وقد تأنيتُ، وتفكيرٍ وقد فكرتُ، واستخارةٍ وقد استخرتُ، واستشارةٍ وأنا أضعها الآن بين أيديكم، وآمل أن أجد منكم المشورة الناصحة الصادقة.




قادني تفكيري وتأمُّلي الطويل إلى أن هذا الزواج ليس له قرارٌ، وعاجلًا أو آجلًا سينتهي، وأنه في مهب الريح كما يقال، وأتوقع أن الأبناء لن يتأثروا كثيرًا بفقد أمهم، فالحالُ الآن ليس بجيدٍ، خصوصًا إذا وُفِّقتُ في الزواج من أخرى تكون أمًّا لهم قبل أن تكون زوجة لي؛ لذا فأرى الانفصال الآن - مع احتمال حدوثه لاحقًا - أفضل بكثير قبل تراكم المشاعر السلبية التي قد تُؤثِّر على صورة العلاقة الوالدية التي ستكون بعد الانفصال، كما أن هذا قد يزيد مِن فُرَص إغنائها مِن الله بزوجٍ آخر مِن سعَتِه، وهي ما زالتْ في بداية العشرين ولم يتقدَّم عمرها.




أشيروا عليَّ بارك الله فيكم


الجواب



الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أفضل الأنبياء والمرسلين.

أشكر ثقتك في شبكة الألوكة للاستشارات، سائلة الله لنا ولك السداد في الرأي.




بدايةً جميل أن تكون صبرتَ على ما فعلتْ زوجتُك بك، وعلى تقصيرها، والأجمل الأساليب والطرق التي استخدمتها معها، فمرةً استخدمتَ النصح والتوجيه، ومرة الهجر، ومرة طلقة واحدة، وكذلك ذهبتَ بها إلى أكثر مِن مستشارٍ أسريٍّ ورقاة...، فشكر الله سعيك، وهذا يدلُّ على طيب أصلك وشهامتك.




وحتى تتخذ القرار السليم في طلاقها أو إبقائها، فإنه مِن الأفضل جَمْع الإيجابيات المترتبة على قرارك؛ عليك وعلى أهلك وعلى أبنائك ومقارنتها بالسلبيات؛ فكيف سيكون وضع الأبناء بعد الطلاق؟ هل سيكون أفضل؟ هل سيكون كما هو؟ هل سيكون الوضع أقل؟




أخشى أن يربَّى أبناؤك على سلوكياتٍ سلبية تَضُرُّهم مستقبلًا، وهذا يَظهر مِن كلامك وأنت تصف بعض أخلاقِها.




كما أنه يَظهر في رسالتك أنك ترى أن الطلاقَ سيقع الآن، أو بعد حين، فلماذا نعيش في عدم استقرار أسري، وخلافات دائمة؟! فالله عز وجل جعل الطلاق حلًّا وليس عيبًا.




وهنا أقول لك: إما عيشة سعيدة تستطيع أن تقومَ مِن خلالها بحقوق زوجتك وأبنائك، وإما تسريح بإحسان، لكن قبلها قدِّم لها إنذارات واتفاقيات، وذكِّرها بألا تخلَّ بهذه الاتفاقيات.





أوصيك كذلك بتنمية صلتك بالله عز وجل، فالدعاءُ مَطلبٌ هام، وأكثِرْ مِن الاستغفار لعل الله يُفرج الهم، وتذكَّرْ قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].




وفقكم الله لكلِّ ما يُحِبُّ ويرضى