|
|||||||
| روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
إعداد الطفل للحياة الاقتصادية كيندة حامد التركاوي إن أبناءنا هم نبات أيدينا، إنهم لا يكتسبون سلوكهم من فراغ، بل يكتسبونه مما يرونه منا نحن، من أسلوب تفاعلنا معهم أو مع الآخرين، وإن كان الواقع يقول إنهم يكتسبون الآن كثيراً من مفاهيمهم مما يلقونه في أوساط كثيرة بعضها خارج المنزل بالمدرسة والنوادي... وبعضها قد يكون داخل المسجد من جيرة أو وسائل إعلامية.. إلا أن الأصل هو مسؤولية الوالدين عن تربية الأبناء، حتى إذا نفضنا أيديهما من تربية أبنائهما كان هؤلاء الأبناء قوة لا تخضع لتلاعب المغرضين، ولا لأهواء السفهاء. إنهم أبناؤنا ونبتة أيدينا فلنعرف إذن كيف نربي هذه النبتة؟! وكيف نسقيها بماء الحب والمودة؟ وكيف نحيطها بسياج من التربية والقيم والمبادئ؟![1]. اهتم الإسلام بتربية الطفل تربية إسلامية، لكي يحدد له معالم الطريق إلى حياة كريمة، حيث يبدأ الإسلام بإعداد الفرد على اعتبار أنه الخلية التي تنسج الأسرة والمجتمع. والفرد ما هو إلا طفل في بدايته، تُشكله فطرته والقيم والمفاهيم الإنسانية، وتُهذبه المبادئ الإنسانية والأخلاق الفاضلة التي تتمثل في مبادئ وقيم الدين الإسلامي[2]. خُلق الإنسان وله ضرورات لا يستغني عنها لمتابعة حياته، كالطعام والشراب واللباس، إضافة إلى الشهوات المتأصلة في نفسه، والنزعات بمختلف ألوانها،... وينشأ عن تلك الغرائز رغبات عديدة، كالتمني، والأمل، والطموح. ويبرز إلى جانبها بعض المطامع كالميل إلى تجميع الثروة، وحبّ الوجاهة، والتسلط، والشهرة وكل هذه الأمور - الميول والدوافع والغرائز - ما لم تنضبط وفق معايير الخُلُق القويم والتربية الإسلامية، فإنها تنأى عن الصواب، وتشرد عن المنهج السديد، فتظهر السلبيات واضحة لكل ذي عينين. وخصائص الإنسان المادية والروحية تُسمى الفطرة، فلكل إنسان استعداد نفسي لتقبُّل الأشياء أو رفضها، واتخاذ الموقف المناسب إزاءها، سواء أكان ذلك الموقف يتصف بالسلبية أم بالإيجابية. كما أنّ لكل إنسان دوافع داخلية أو خارجية، تجعله يُغيّر سلوكه وفق الرغبات والحاجات، فيقوم بجملة أعمال لمواجهة تلك المواقف. وبمقدار حيازة المرء لأسس الفطرة السليمة؛ فإنه يتخذ مواقف أكثر إيجابية، مدفوعاً بنزعة الإيمان والقيم الثابتة[3]. ويكمن دور التربية الاقتصادية في التركيز على الإنسان فهو مناط التربية فإذا صلح الفرد صلحت الأسرة والمجتمع والدولة والأمة، ويصبح قوة فعالة قائدة ورائدة ومقدامة في كافة جوانب الحياة[4]. وتزويد الطفل المسلم بالثقافة الإيمانية الاقتصادية الإسلامية " التي تنمي عنده منذ الصغر الرقابة الذاتية والخشية من الله والخوف من المساءلة في الآخرة والالتزام بالحلال والبعد عن الحرام، فإذا شَبَّ الولد على هذه القيم وطبقها في جوانب حياته كان فرداً مستقيماً منضبطاً بشرع الله في كل معاملاته ومنها الاقتصادية، ويُعتمد عليه فيما بعد لإدارة اقتصاد بيته واقتصاد بلده على أسس إيمانية"[5]. فيمتثل الفرد المسلم أمر سبحان الله في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]. إذاً عملية تشكيل السلوك الاقتصادي للفرد تتم من خلال استدخال ثقافة التربية الإسلامية الشاملة في بناء الشخصية، وهذه العملية تتم بتعويد الناشئة على تطبيق السلوك الاقتصادي الإسلامي المتوازن وفقاً للتربية الاقتصادية على كافة المستويات، طبعاً هناك فرق بين الاقتصاد كعلم والاقتصاد كمذهب أو كنظام؛ فالاقتصاد كعلم يفسر ويحلل الظواهر الاقتصادية المختلفة كما سبقت الإشارة في التعريفات الخاصة بعلم الاقتصاد، بينما الاقتصاد كمذهب فإنما يشير إلى الطريقة التي يُفضل المجتمع اتباعها في حياته الاقتصادية كمذهب وحل مشاكله الاقتصادية المختلفة. وذلك لأن الاقتصاد جزء من النبوة، كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّمْتُ الْحَسَنُ وَالتُّؤَدَةُ وَالاِقْتِصادُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"[6]. ويتضمن هذا المعنى المعالم الأساسية للتربية الاقتصادية في الإسلام والتي تتمثل في الآتي: • وجود الشخصية التي تربت تربية إسلامية شاملة وفعالة: إيمانياً وخلقياً ونفسياً وفكرياً وفنياً وما في حكم ذلك (فقه التربية الشاملة). • تنمية كفاءة هذه الشخصية بالخبرات العملية في ممارسة المعاملات الاقتصادية باستخدام السبل والأساليب الاقتصادية المعاصرة المشروعة (الجوانب العملية للمعاملات الاقتصادية). • من ثمرات التربية الاقتصادية الإسلامية وجود السلوك الاقتصادي السليم المنضبط بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية (السلوك الاقتصادي الإسلامي) "[7]. [1] آل عوضة، عبد الرحمن بن محمد، الرياض، الإجمال في تربية الأجيال 230 وقفة في تربية الأبناء، 1425ه / 2005م. [2] مصطفى، فهيم، منهاج الطفل المسلم، 14. [3] يوسف، بديوي وقاروط، محمد، تربية الأطفال، 36. [4] شحاته، حسين حسين، الاقتصاد الإسلامي بين الفكر والتطبيق، 47. [5] المرجع السابق، 52. [6] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897/ 2035)، باب ما جاء في التًّأنَّي والعجلة (66)، حديث (2010)، 567. [7] شحاته، حسين حسين، الاقتصاد الإسلامي بين الفكر والتطبيق، 74.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |