صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141966 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-04-2021, 01:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد

صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد
حسن بن محمد


أَوْلى الإسلام عناية كبيرة لبناء مجتمع إسلامي متماسك وقوي، تسوده روح المحبة والرحمة، والتكافل بين كافة أفراده ومكوناته، وذلك من خلال دعوته إلى التمسك بصلة الأرحام، والتي تعتبر من أفضل القربات إلى الله، ومن أعجل الخير والثواب في الدنيا، وفي الآخرة، ولقد جاءت العديد من آيات القرآن الكريم تحث على صلة القربى، وتدعو إلى التمسك بها، وتنهى عن قطعها، ومن ذلك ما ورد في سورة الأنفال حيث يقول الله - تعالى -: (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الأنفال:75]، وفي سورة النحل: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90].
كما حذر الله - سبحانه وتعالى - من العواقب الوخيمة لقطع الأرحام في الدنيا وفي الآخرة حيث يقول في سورة محمد: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد:22-23].
ولذلك فإن صلة الرحم هي عنصر بارز في منظومة الأخلاق في الإسلام، وهي تعتبر ضمانة لسلامة المجتمع، وتماسكه، وقوته، ولها معان عديدة، فهي تشمل القريب في النسب، والجار في السكن، ولقد أمر المسلم أن يكون واصلاً لرحمه، محسناً لجاره؛ لأن تماسك المجتمع وسلامته يكمنان أساساً في الحفاظ على صلة الرحم، وحسن الجوار.
وإن من بركات صلة الرحم أن الله - سبحانه - يوسع لواصل رحمه في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه))، وحذرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - من العواقب الوخيمة المترتبة عن قطع صلة الرحم، مهما كانت الأسباب الدافعة إلى ذلك، حيث أكد أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، ولذلك ينبغي على المسلم ألا يقوم باتباع مبدأ المعاملة بالمثل، وألا يقابل السيئة بالسيئة، فالمعنى الحقيقي لصلة الأرحام أن يصل من قطعه، ولا يقصرها على من يصله فقط حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)).
ويبقى الحديث النبوي الشريف: ((لا يدخل الجنة قاطع رحم)) بمثابة الحافز والدافع القوي لجميع المسلمين لتكثيف التواصل الأسري والاجتماعي بين أفراد العائلة والأقارب في الأيام العادية كما في الأعياد والمناسبات الخاصة، فالتزاور يدخل - عادة - الفرح والسعادة، والسرور على القلوب، ويخفف من وطأة الشدائد والمحن.
ولكن اليوم نرى أن عدداً كبيراً من المسلمين أصبحوا مقصرين في أداء هذا الواجب العظيم، وأصبح القيام به موسمياً، ويكاد يصبح مقتصراً على الأعياد والمناسبات الخاصة، وهذا يعتبر من مظاهر الخلل والتقصير الذي نهى عنه الإسلام؛ لأن جعل صلة الأرحام مقصورة على الأعياد والمناسبات أمر غير محمود، وسلوك غير أصيل لكل مسلم متمسك بدينه، وبسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، بالرغم من كثرة الأعذار التي يقدمها الناس اليوم، وتعللهم بأننا نعيش في زمن يوصف بعصر السرعة، حيث كثرة مشاغل الحياة، وتعقد تفاصيلها، الأمر الذي لا يتيح الوقت الكافي للقيام بواجب صلة الأرحام.
إن صلة الأرحام كانت في الماضي تعتبر أحد الفروض الدينية والاجتماعية المقدسة لدى السلف الصالح، ولكنها اليوم بدأت تشهد فتوراً وتراجعاً بشكل ملحوظ، خاصة في ظل تسارع نسق الحياة، وتعقد تفاصيلها، فاقتصر القيام بها على المناسبات العامة مثل: الأعياد والمناسبات الخاصة كحفلات الزواج، وباستثناء تلك المناسبات لا توجد صلة رحم حقيقية، ومستمرة؛ بشكل دائم، كما كان الأمر سائداً في ماضي المسلمين، حيث كان التواصل حميمياً ومتيناً بين الأهل والأقارب في جميع الأوقات والمناسبات.
وقد شق الله - سبحانه وتعالى - لها اسماً من أسمائه، ووعد بوصل من يصلها، وقطع من يقطعها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]