شرح حديث أبي هريرة: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل العدل في الهدايا بين الزوجات واجب؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أشياء لا تفسد الصوم . أمور لا تفطر الصائم . فتاوى للصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صور لكيفية التطهر للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          دعاء يقال عند شدة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          رمضان وضرورة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          La femme qui fait de l’iitikaf à la mosquée (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2021, 09:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,372
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"

شرح حديث أبي هريرة: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم ((أكمَلُ المؤمنينَ إيمانًا أحسَنُهم خلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
أما الحديث الثاني حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه، فإنه حديث عظيم، قال فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أكمَلُ الناسِ إيمانًا أحسَنُهم خلقًا)).

الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ﴾ [المدثر: 31]، وليس الناس في الإيمان سواءً؛ من الناس من يؤمِن بالغيب وكأنه يشاهِد شهودَ عيان، يؤمِن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساعات، يؤمِن بالجنة وكأنها في تلك الرِّياض، يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه، يؤمن إيمانًا حقيقيًّا مطمئنًّا لا يخالطه شكٌّ.


ومِن الناس مَن يعبُد الله على حرفٍ - نسأل الله العافية - كما قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ يعني على طرَف، ﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ يعني إن لم يواجه أحدًا يُشكِّكُه في الدِّين، ولم يواجه إلا صُلَحاء يُعينونه ﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾؛ أي ركَن إليه.

﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ﴾ [الحج: 11]، إنْ أصابتْه فتنةٌ في بدنه، أو ماله، أو أهله، انقلَبَ على وجهه، واعترَضَ على القضاء والقدر، وتَسخَّطَ وهلَكَ والعياذ بالله ﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ﴾.

فأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا، وفي هذا حثٌّ عظيم على حُسنِ الخُلُق مع الله، وحُسنِ الخلق مع الناس.

أما حسن الخلق مع الله، فأنْ يرضى الإنسان بشريعته، وينقاد إليها راضيًا، مطمئنًّا بها، مسرورًا بها، سواء كانت أمرًا يؤمَر به، أو نهيًا يُنهى عنه، وأن يرضى الإنسانُ بقدر الله عز وجل، ويكون ما قدَّر الله عليه مما يسُوءه كالذي قدَّر الله عليه مما يسُرُّه، فيقول: يا رب، كلُّ شيء مِن عندك، فأنا راضٍ بك ربًّا، إنْ أعطيتَني ما يسُرُّني شكرتُ، وإنْ أصابني ما يسُوءني صبرتُ، فيَرضى بالله قضاءً وقدرًا، وأمرًا وشرعًا؛ هذا حسنُ الخلق مع الله.

أما حسنُ الخلُق مع الناس، فظاهرٌ، فكفُّ الأذى، وبذلُ الندى، والصبر عليهم وعلى أذاهم، هذا من حسنِ الخلق مع الناس؛ أن تُعامِلَهم بهذه المعاملة؛ تكُفُّ أذاك عنهم، وتبذُلُ نَداك.

الندى يعني العطاء، سواء كان مالًا أو جاهًا أو غير ذلك، وكذلك تصبر على البلاء منهم، فإذا كنتَ كذلك، كنتَ أكمَلَ الناس إيمانًا.

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)) هذا خيرُ الناس، هو خيرُهم لأهله؛ فإذا كان فيك خيرٌ، فاجعَلْه عند أقرَبِ الناس لك، وليكنْ أهلُك أولَ المستفيدين من هذا الخير.

وهذا عكس ما يفعله بعضُ الناس اليوم، تجده سيِّئَ الخلُقِ مع أهله، حسَنَ الخلُقِ مع غيرهم، وهذا خطأٌ عظيم؛ أهلُك أحقُّ بإحسان الخلُق، أَحْسِنِ الخلُقَ معهم؛ لأنهم هم الذين معك ليلًا ونهارًا، سرًّا وعلانية، إن أصابك شيءٌ أُصيبوا معك، وإن سُرِرتَ سُرُّوا معك، وإن حَزِنتَ حَزِنوا معك، فلتكنْ معاملتُك معهم خيرًا من معاملتك مع الأجانب؛ فخيرُ الناس خيرُهم لأهله.

أسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان، وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلنا ومن لهم حقٌّ علينا.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 132 - 134)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]