هب لي شواطة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي هب لي شواطة!

هب لي شواطة!


محمد حسن العمري





عندما يأتي الضيوفُ أبي لا تَسعني الفرحة، وتزداد فرحتي عندما يقول لهم: "ما معكم مراح"؛ أي: لن أسمح لكم بالمغادرة إلَّا بعد تناول العشاء، حينها أنطلق مُخبرًا كبيرَ إخوتي؛ ليستلَّ سكينَه ويتوجَّه إلى الحلال (الغنم).

يأتي أبي ويشير إلى أحد الخراف، وما هي إلا لحظات وقد علق الخروف بما تبقَّى من قدميه، وسُلخ وشقَّ بطنه، كم كانت تذهلني سرعته في الذَّبح، كلُّ ذلك يمرُّ أمامي وأنا أترقَّب وأتحرى وأدور، ولساني لا يتوقَّف:
(هب لي شواطة)، (هب لي شواطة)..

يُخرج أخي كُليتَي الخروف الصغيرتين، ويعطيني واحدةً والأخرى لابنه الذي يَقف بجانبي، ومباشرةً ندخِلها في عودين قمنا ببريِهما ليخترقا الكُليتين، ثمَّ ننطلق إلى النار الموقدة ونجلس نُديرهما على النَّار، حتى "تتشوطا"، ونكون أول من يَتناول من لحم الخروف، ويا لفَرحتي! ويا لمرحي! ويا لسعادتي بهذه الشواطة! بعد هذا الزَّاد اليسير ننطلق لنمرح تلك اللَّيلة، ولا يزجرنا أو يَمنعنا أحد؛ حتى لا ننام عن العشاء.

الغريب أنَّه على كَثرة ما ذُبح من الخراف أمامي، فإنَّني لا أُجيد فنَّ الذَّبح! والحمد لله.

سبحان الله! لقد ارتبط عندي المرَح بتلك الكُلية المشوطة، فما أكاد أراها اليوم إلَّا تذكَّرتُ مرحي وسروري، وبهجتي وركضي، وسقوطي!

علماء النَّفس يقولون عن المرح: إنَّه تهيُّج انفعالي متميِّز بالسُّرور العميق، والشعور بالابتهاج، والزِّيادة في الفاعليَّة الحركيَّة، وهذا فعلاً ما كان يحدث لنا!

يا ترى ما الذي مَحا تلك البهجة من حياتنا؟!
لا أدري!
لكنَّني أدري أنَّ الحزن مَنزلٌ ينزل به كلُّ الناس؛ منهم من يَمكث فيه ولا يغادِر، ومنهم من يكون هو أوَّلَ مُغادريه.

وأعرف بعضَ الأصحاب معرفةً كاملة؛ إذ لديه من الهموم والمسؤوليات ما لا تحملها وتتحمَّلها الآلات، ولكنَّه يَملأ حياته مَرَحًا، ويفيض على مَن حوله بباقيه.

صديقٌ آخر تبقَّى في جيبه بضع ريالات، وعلى راتبه ثلاثة أيام، ويَعول خمسةً، وكلَّما لقيناه رجعنا ببطوننا تؤلِمنا؛ لكثرة ما يُضحكنا!

في رواية عند الطبراني عن أبي هريرة قال: سمعَت أذناي هاتان، وأبصرَت عيناي هاتان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بكفَّيه جميعًا حسَنًا أو حُسينًا، وقدَماه على قدمَي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: ((حُزُقَّة حُزُقَّة، ارْقَ عينَ بَقَّة))، فيرقى الغلامُ حتى يضع قدمَه على صَدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال له: ((افتح فاك))، قال: ثمَّ قبَّله، ثمَّ قال: ((اللهمَّ أحبَّه؛ فإنِّي أحبُّه)).

وقفتُ أمام صديقي الذي ترك أهلَه في السودان بائع الخبز والإدام، فطلبتُ منه نوعين على ذوقه، وأن يمزجهما ببعض، فأخذ يَمزجهما ويقول: "نحن نمزج الحزنَ بالفرح، كما نَمزج العدس بالبطاطا"، ووالله إنَّه مزَج حزني بفرحي وهو لا يدري.

نحن أولى النَّاس بالمرح ونحن أولاهم بالفرح؛ لإيماننا الكامل بوعد الله لنا، وبما تفضَّل علينا ربُّنا بأفضال؛ نَعرف قَدرها، ولا نَعلم قدرها.

المرح ليس هروبًا من المعاصي بقدر ما هو إقبالٌ وعونٌ على الطاعات.

فقط لنلبس لكلِّ حالة لبوسها، فلا يستوي أن تَضع المرح مكان الجدِّ أو العكس.
ووضع النَّدى في موضعِ السَّيف بالعلا ♦♦♦ مُضرٌّ كوضع السَّيف في موضع النَّدى

والمنهيُّ عنه هو الإكثار، أمَّا القليل فمأمور به؛ كما في الحديث: ((يا أبا هريرة، أقِلَّ الضحك؛ فإنَّ كثرة الضحك تميت القلبَ))؛ رواه ابن ماجه.

وسئل ابنُ سيرين عن الصَّحابة: هل كانوا يتمازحون؟ فقال: "ما كانوا إلَّا كالنَّاس، كان ابنُ عمر يَمزح وينشد الشِّعر"، وابن عمر هو من هو، في ورَعه وجدِّه واتباعه.

كان الصحابة رضوان الله عليهم بشَرًا؛ فيهم الشخصيَّة الجادَّة كعمر وكأبي بكر رضي الله عنهما، وبينهم أيضًا الشخصيَّة الموغلة في المرَح؛ كنعيمان بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم كان الشخصيَّةَ الوسطيَّة والمعتدلة؛ بأبي هو وأمي!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]