الاحتساب والأسرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السخرية في سورة ( المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخلاق في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 19 )           »          وقفة تربوية مع التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فتح مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1774 )           »          فتنة المسلمين في الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          معركة مرج الصفر شرقي شقحب بحوران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أبو مسلم الخراساني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          ابن العديم .. مؤرخ يعشق حلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2021, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي الاحتساب والأسرة

الاحتساب والأسرة 1

د/ حياة بنت سعيد أبا أخضر


إنَّ المرأة هي نصف المجتمع، وتلد وتربي النصف الآخر؛ فهي أُمَّةٌ بأكملها، وفي حديث المسؤولية جمع الرسول r بين الإمامِ والمرأةِ والرجلِ والخادمِ في تَحَمُّلِ المسؤولية وتبعاتها، والمحاسبة عليها في الآخرة؛ فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله r يقول: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيَّتها، والخادم راع في مال سيِّده ومسؤول عن رعيته، قال -وحسبت أن قد قال:- والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسؤول عن رعيته" رواه البخاري في كتاب الجمعة الباب 11 باب الجمعة في المدن.
وهذا الحديث الجامع لنظم الإدارة الاجتماعية بجوامع كلم نبوية يعلِّمنا كيف نعيش في الدنيا والآخرة في سلام وأمن، ومن خلاله نضع مقدمةً للاحتساب والأسرة الذي يقوده قائدان عظيمان هما: الرجل والمرأة.
وسأقصر حديثي على المرأة، فأقول: من هي المرأة في الأسرة؟
إنها الأم والزوجة والابنة والأخت والحفيدة وزوجة الابن والعمة والخالة، كل هؤلاء هن نساء الأسرة السوية.
إذاً مساحة الاحتساب في نطاق الأسرة المسلمة ليست ضيَّقة، ولا محجر عليها، بل هي شاسعة واسعة، تبدأ من داخلها؛ لتشمل الحي والعائلة الكبيرة، ثمَّ تعمُّ المجتمع.
فما هو دوري ودوركِ يا مسلمة في أسرنا الحبيبة؟!
فكري معي قليلاً، تأملي مملكتكِ الغالية بهدوء، وحدثي نفسكِ: هل أنا مجرَّد رقم في العالم كتب في هذه الأسرة، وسينتهي بلا أثر ممتد إلى قيام الساعة؟!
ماذا أنتجتُ في مملكتي التي سأُسأل عنها؟
ما هو تأثيري على كل من حولي في أسرتي؟
هل حاولت أن أكون منتجة بفعالية متجددة؟
هل فتحت لنفسي آفاق التزود للعلم الشرعي من خلال القنوات المتاحة لي من داخل مملكتي الخاصة؛ من خلال برامج إذاعة القرآن، والقناة العلمية بقناة المجد، والكتب النافعة؟
هل رتَّبت مع زوجي وأولادي درساً أسبوعياً؟
والآن أيتها المسلمة التي شُحِنَتْ همة ورغبة في التنافس، والتسابق إلى الجنان؛ لنخطِّط معاً كيف نحتسب أنا وأنت في أسرنا التي يسري حبُّها مع دمائنا في العروق:
أولاً: مع أنفسنا:

الإخلاص لله تعالى بلا رياء يسير أو كثير، والاتباع للرسول r بلا ابتداع يسير أو كثير.
المحاسبة اليومية لأنفسنا، ومراقبة أعمالنا؛ فمن حاسب نفسه نجا، وصار مرآة صافية تلتقط ما حولها بوضوح وتحتسب بحب.
تعليم أنفسنا أساليب الدعوة إلى الله؛ لأن الحماس والرغبة والمحاسبة الذاتية بدون الوسائل الناجعة والناجحة تؤدي غالباً إلى نتائج عكسية، وتترك آثاراً غائرة تستمر مدى، وتجعل القلوب تنفر؛ فتعاند وتحارب.
إشاعة الحبِّ في كل من حولنا؛ بالهمسة الرقيقة، واللمسة الحانية، والعبارات الآسرة، في الجوال، وفي الإطارات الأنيقة التي تضعينها بجوار رأس زوجك وابنك وابنتك وحفيدتك وأم وأب زوجك وأخته وأختك، والهدايا غير المكلفة التي تعني التذكر لمن نحب، والزيارة الهادفة، والابتسامة المعبِّرة؛ فهي من أيسر العبادات لمن يسَّر الله له ذلك، وقد قال r: "لا تحقرَنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
الغيرة على الدين، والغيرة من الآخرين الذين سبقوكِ في خدمته، فنقول لأنفسنا: من خدمتِ الإسلام ماذا تملك زائداً على ما أملكه؟ فكلانا عنده عقل وحواس ولسان، وهي عامة عند الجميع؛ فلماذا سبقونا؟
الطمع في طلب العلم الشرعي الصحيح من مظانِّه المعلومة، فالعلم أول المسائل الأربع الواجبة على المسلم؛ لتصح باقي المسائل وهي: العمل والدعوة والصبر.
بما سبق تكونين قدوة صالحة تؤثر بفعلها مع قولها.


[1] أستاذة العقيدة المساعد بجامعة أم القرى




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-04-2021, 10:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاحتساب والأسرة

الاحتساب والأسرة 2

د/ حياة بنت سعيد أبا أخضر

المرأة مع زوجها:
أختي الفاضلة! قبل البدء في التحدث معاً عن دور المسلمة في بيتها مع أسرتها، نقرأ معاً هذا الحديث:
قال r: "إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها؛ قيل لها: ادخلي الجنة من أيِّ أبواب الجنة شئت) رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (660).
ألست معي بأن حسن التبَعُّل جهاد شاقٌّ يساوي الكثير جداً من أعمال الرجال يتطلب معاملةً خاصَّة للزوج ولأهله ولأقربائه ولمعارفه؟
وهل فَتْحُ كلِ أبوابِ الجنةِ أمام الزوجة الصالحة لتختار منها ما تشاء يكون بأمور هيِّنة، أم تحتاج إلى جهاد متواصل؟!!
والآن لننطلق معاً في الاحتساب مع أسرنا من خلال الأزواج.
من هو الزوج في حياتكِ؟!
إنَّه إنسان لا تعرفينه غالباً، ورضيتِ بالاقتران به، واخترتِه دون غيره؛ لتعيشي معه ما شاء الله لكِ أن تعيشي.
إنَّه إنسان تحلمين بأن تنجبي منه أولاداً يملئون حياتكِ بفطرة الأمومة.
إنَّه إنسان ستعطينه قلباً وجسداً وعمراً وعافية.
إنَّه إنسان ستبنين معه أسرة جديدة تتمنِّين أن تكون مثالاً للأسرة المسلمة.
إنَّه إنسان قد يظلمكِ ويُعين الشيطان عليكِ أحياناً.
إنَّه إنسان يكون حيناً في صورة رجلٍ قوي، وحيناً في صورة طفلٍ وديعٍ.
إنَّه إنسان له حقُّ القوامة الشرعية لا القوامة المبنية على هوى البشر.
إذاً أنتِ في احتسابكِ معه لا تعتقدي أنَّ الأمر هيِّن، بل يحتاج إلى جهاد، كما وضحت لكِ من بداية اللقاء.

الإضاءة الأولى:
تجديد الإخلاص، وتنقيته من أدران الدنيا وحظوظ النفس؛ وهذا جهاد شاقٌّ، ويحتاج إلى متابعة مستمرة للقلب.
الدعاء في جوف الليل -بتحري ساعات الإجابة- بأن يلهمكِ الله رشدك، ويقيكِ شر نفسكِ، وأن يؤتيكِ من لدنه رحمة ويهيئ لكِ من أمركِ رشداً، ويرزقكِ الثبات واحتساب الأجر منه.
المحاولات المستمرة بتجديد علمكِ الشرعي من مظانِّه الموثوقة.
إن تيسر لكِ فاحرصي على حضور دورات شرعية مؤصَّلة في وسائل الاتصال الفعَّالة، وتطوير ذاتكِ بما يرضي الله تعالى والعلاقات الزوجية.
الصحبة الصادقة الصالحة التقيَّة، التي تشدُّ من أزرك إذا وسوست شياطين الإنس والجن، وتعينكِ بحسن الاستشارة وصادق الدعاء بظهر الغيب.
الإضاءة الثانية:
كوني على يقين بأنَّ الرجل لا يُفَضِّل أن يكون دائماً هو التلميذ وأنتِ الأستاذة؛ فتذكري دائماً كيف تحولين نفسكِ من شيخة أو موجهة إلى تلميذة تطرح سؤالاً عليه يخصه هو بطريقة غير مباشرة؛ ليتعرَّف على الإجابة عن طريقكِ، وأيضاً بطريقة غير مباشرة.
تفنني في وسائل عرض ما تريدين على زوجكِ من خلال وضع شريط في سيارته، أو مطوية على السرير كأنك ستقرأينها، أو إطار جميل تكتبين عليه عبارة تؤدي الغرض، أو رسالة حب تحمل دعواتك الصادقة في عبارات آسرة، وتذكَّري قول الرسول r : "إنَّ من البيان لسحرا".
استعيني بغيركِ أحياناً ليعينكِ على ما سبق من خلال أناس يحبهم زوجكِ ويثق بنصائحهم.
تجنَّبي أوقات غضبه وجوعه ونومه؛ فإنها من أشدِّ الساعات حضوراً للشيطان ومداخله.
اختاري أوقات الصفاء التي لا يعرفها أحد غيركِ.
إن أمكن رتبي معه حضور درس أسبوعي أو شهري بالتنسيق مع أهلكِ أو أهله؛ للمحافظة على أولادكم وقت غيابكم.
ثقي بأن قيامكِ بواجباتكِ كاملة له ولأولادكما ولأهله، هو خير سبيل في احتساب الأجر؛ فلا تكوني كبعض النساء اللاتي يعتبرن القيام بمهام المنزل وظيفة الخادمات، وإن لم توجد خادمات فتؤديها على أسوأ وجه.

الإضاءة الثالثة:
الدعاء المستمر للزوج بالهداية لكل ما يحبه الله ويرضاه، وسيأتيكِ أثر الدعاء أنت أيضاً كما قال r : "دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكَّل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين! ولك بمثل ذلك" رواه مسلم وأحمد وابن ماجه.
تأملي الأمر الذي تودِّين نصيحة زوجك حوله، هل هو من الخلاف القائم على أدلة صحيحة؟ إذاً لا تفتحيه معه؛ فالأمر فيه سعة، وكلاكما على حق.
عليكِ بالرفق؛ فهو كما قال r لعائشة رضي الله عنها: "عليك بالرفق إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".
عليكِ بحسن الخُلُقِ فقد قال r : " عليكِ بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلها" حسنه الألباني في صحيح الجامع.
عليكِ بالأدعية الجامعة تُعَلِّمِينها نفسكِ وزوجكِ، ومنها هذا الدعاء الذي أوصى به الحبيب r عائشة رضي الله عنها: "عليكِ بِجُمَل الدعاء وجوامعه، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله: عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأسألك مما سألك به محمد r ، وأعوذ بك مما تعوَّذ به محمد r ، وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً" رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4047).
وأختم معكِ بأن أقول لك بصدق: أُخَيَّتِي! لتعلمي أنكِ قد تفشلين أحياناً، وقد تتعبين، وقد تقرِّرين في لحظة غضب أو حزن التوقف؛ فأقول لك: تذكري الجنة وأبوابها الثمانية، ولا تقرِّري التوقف نهائياً إلا بعد طول صبر ومجاهدة، وحسن استشارة وتوكل بعد الاستخارة، والله سيعوضكِ كل خير، والحياة لا تقف، والجنة مشرعة أمامك، ورددي: { كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء:62].

[i] أستاذة العقيدة المساعد بجامعة أم القرى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.10 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]