الفرقة بين الإخوة ووقت الفراغ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 6886 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 6449 )           »          وتبقى الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 148 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قولَ الحقِّ لم يدع لي صديقاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 70 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 7260 )           »          سمك العنبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لماذا أولادنا لا يتعلمون ولا يجدون عملا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          البدائل الشرعية للقروض الربوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2021, 12:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,114
الدولة : Egypt
افتراضي الفرقة بين الإخوة ووقت الفراغ

الفرقة بين الإخوة ووقت الفراغ


أ. شريفة السديري




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة المستشارة، أرجو منكِ أنْ تتفهَّمي مشكلتي وتُساعديني في حلِّها لأنَّه قد نفَد صبري، وفي بعض الأحيان قد لا أستطيع السَّيْطَرة على نفسي.

أنا فتاةٌ مُقبِلة على الجامعة، والحمد الله محافظةٌ على صلاتي ومُلازمة للدعاء والاستغفار وصلاة الليل، ولا أستمعُ الأغاني، وأحاول كثيرًا الابتِعاد عن ما يُغضِب الله - عزَّ وجلَّ - وإخواني مُنشَغِلون بعملهم دائمًا ولا أراهم كثيرًا، وأختي الكُبرى لا أراها كثيرًا؛ لأنها في الجامعة، وأختي الصغرى مُدلَّلة كثيرًا ودائمًا تلعب بالألعاب، فأبقى أنا وحيدةً في عطلة الصيف، وصدِّقيني يا أختي أنَّني لا أخرُج من البيت إطلاقًا، ولا تسمَحُ لي أمي بزيارة صديقاتي أو بنات خالتي، وقد أخرج مرَّة في الشهر وقد لا أخرج أبدًا، فأنا أُعانِي من وقت فراغ كبير، وأنا في البيت وحيدة أحاول شغل نفسي ببعض الأشياء، ولكنِّي أَمَلُّ من الوحدة، فعُطلتي كلُّها دراسة وأُساعِد أمي في أعمال المنزل، فأشعُر بضِيق شديد وكبت نفسي، وأحيانًا أبكي، وتارةً أُخرى أتحدَّث مع نفسي وأضحك مع نفسي كالمجانين، وأحيانًا أشعُر وكأنَّ أمي تضغَطُ عليَّ كثيرًا، بل أشعر كأنَّني في سجنٍ مَدَى الحياة.

مللت من حياتي الرَّتيبة التي لا معنى لها؛ فأنا لا أخرُج أبدًا من المنزل ولا أرى أحدًا، وبسبب الفراغ الكبير بدأت لديَّ أحلام اليقَظَة عن الجنس، والخيال الجنسي لا يتوقَّف لديَّ، فأتخيَّل أنَّني أُمارس الجنسَ فأخشى على نفسي من الانحِراف، فماذا يجبُ عليَّ أنْ أفعَلَ؟ ساعِديني يا أختي في التخلُّص من هذه المشكلة العقيمة، أحيانًا أشعر بالندم ولكنِّي أعود لهذا الخيال مرَّةً أخرى.

والشيء الآخر: بما أنَّني وحيدة في أغلب الأحيان في البيت أحبُّ ممارسة الرياضة الخفيفة، أو الرَّقص دون غناء أو مُوسيقا؛ كرياضة في غُرفتي وحدي؛ حتى أشغل نفسي، لكنَّ أمي تكره الرقص جدًّا ولا تحبُّ أنْ أمارسه، حتى ولو كنت وحدي في غُرفتي، ولا تريد أنْ أتعلَّمه بالرغم من أنَّني عندما كنت أحضر حفلات أقاربي لم أكنْ أرقص أمام الحاضرات؛ أي: بنات خالتي وبنات أعمامي وخالاتي وعمَّاتي، ولم أرقصْ أمام إخوتي أو حتى أي أحد، فقط وحدي في غُرفتي، ولكن لا أعلم لماذا أمي لا يُعجِبها الرقص، حتى لو كنت وحدي، صدِّقيني يا أختي، أنا لم أجرؤ أبدًا على مصارحتها بأنِّي أحبُّ الرَّقص؛ لأنها سوف تغضَبُ كثيرًا وتكرَهُني؛ فعندما أرادت ابنةُ خالتي أنْ تُعلِّمني الرَّقص علمتْ أمي بذلك وكرهَتْها كثيرًا، ولم تعدْ تسمَحُ لي برُؤيتها، فماذا يجبُ عليَّ أنْ أفعَل؟ فأنا أحبُّ الرَّقص وحدي، وأخافُ من أمي أنْ تَراني، وأخافُ كثيرًا من مُصارَحتها بهذا الأمر، وهناك الكثير من الأشياء عندما أريدُ مُصارَحتها بها أخاف ألا تفهمني، وكذلك إذا أخبرتها عن الرقص أخاف جدًّا من غضبها، فأنا لست فتاة مُدلَّلة ولا أشعُر بأنَّني فتاة.

فأرشدوني إلى الحلِّ الأفضل والأنسب.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أنتِ يا عزيزتي مثالٌ حيٌّ على ما يُعانِيه الابن الأوسط من مشاكل لا يَشعُر بها مَن حولَه، فإخوانُك الكبار مشغولون بعملهم ودِراستهم، وأُختك الصُّغرى مشغولةٌ باللعب و"مُدلَّلة" كما قلتِ!

الابن الأوسط يَشعُر بأنَّه وحيدٌ، وبأنَّه مُتجاهَلٌ من والديه وإخوته؛ لذلك هو يَشعُر بالوحدة ولديه إحساسٌ بعدم الانتماء لأسرته، ولذلك أيضًا نراه يُناضِل دائمًا ليجذب انتباهَ والديه وإخوته.

مع ذلك فإنَّه غالبًا ما يكونُ مُبدِعًا وفنانًا وموهوبًا في أمرٍ مُعيَّن.

كونُك تَشعُرين بالوحدة، ووالدتك لا تسمح لكِ بالخروج وليست قريبةً منكِ - أمرٌ مُزعِجٌ فعلاً، ومؤلمٌ بحق، ولكن إنْ شعرنا بالحزن والأسى وبكَيْنا على أنفسنا، فلن نستفيدَ شيئًا، لكنَّ الأفضل أنْ نبحث عن الأمور التي تجعَلُنا نُحوِّل هذا الوضع لصالحنا، ونجعَلُه يُفِيدنا وينفَعُنا بدلاً من أنْ يُشعِرنا بالحزن والكَآبة.

هل لاحَظتِ السطر الذي قلتُ فيه: "غالبًا ما يكونُ مبدعًا وفنانًا وموهوبًا في أمرٍ مُعيَّن"؟

أريدكِ أنْ تبحَثِي عن هذا الأمر في نفسك، وتتعمَّقي فيه، اكتَشِفيه أكثر، وتدرَّبي عليه حتى تُتقِنيه، وبعدَها حوِّليه لمشروعٍ استثماري تكسبين منه ويَعودُ عليكِ بالربح المادي!

ربما تستغربين الفكرة، ولكنْ فكِّري فيها، أنتِ الآن وحيدةٌ ولديكِ وقتُ فراغٍ كبير، وأمُّك لا تسمح لكِ بالخروج، وفراغك يُؤثِّر عليك سلبًا ويجعلك تُفكِّرين بتلك الأمور السيِّئة والمزعجة وتحلمين بها؛ لذا إنْ تدرَّبتِ على هذه الموهبة وطلبتِ من والدتك أنْ تذهب معك لشِراء حاجاتها وأدواتها، وطوَّرتِها، ومن ثَمَّ تبدَئِين في استثمارها - ستجدين نفسَك قد وصَلتِ لمكانةٍ عاليةٍ خِلال فترةٍ قصيرة؛ لأنَّكِ بدأت من سنٍّ مُبكِّرة، يتعلَّم الإنسان أسرع خِلالها، ويكون أقدرَ على تطوير نفسه وإعادة تقييمها وبنائها كلَّ فترة؛ ممَّا يُساعِد في زيادة الإنتاج، ومن ثَمَّ زيادة الأرباح!

أيًّا كانت هذه الموهبة فلا تعتقدي أنها لن تنفَعَكِ، فالحياة مُتعدِّدة الألوان، مختلفةُ الأطياف، وكلُّ أمرٍ سيجد مَن يُقدِّره ويهتمُّ به ويعجبه.

ومن ناحيةٍ أخرى، حاوِلي أنْ تُقوِّي علاقتك بإخوتك ووالدتك، ولا تجعلي المشاغل تُبعِدكم عن بعضكم، اغتَنِمي المناسبات الخاصَّة لبعضكم للاجتماع والاحتفال معًا؛ مثل: الزواج، والتخرُّج، والنجاح... وغيرها، وحاوِلي أنْ تقنعيهم بأنْ يُخصِّصوا وقتًا محدَّدًا كلَّ يومٍ يُناسِبكم جميعًا لتجتَمِعوا سويًّا وتتحدَّثوا معًا؛ كوقت الغداء أو العشاء أو القهوة!

فقوَّة العلاقة لا يدلُّ عليها طولُ الاجتماعات وكثْرة المحادثات، ولكنَّها مشاعرُ صادقة وحبٌّ قويٌّ يربط كلَّ شخص بالآخَر!

فحافِظُوا على هذه الرَّابطة، ولا تجعَلُوها تتسرَّب من بين أيديكم أبدًا، وكُوني أنتِ السَّبَّاقة لهذا الأمر والقائدة له؛ لتكسبي أجرَ صِلة الرحم لجميع مَن تجمعينهم سويًّا في العيد وبقيَّة الأيَّام.


أسأل الله لك يا عزيزتي أنْ يُسعِدَ قلبك، ويجمَعَكم على خير وسعادة دائمًا.

وتابِعينا بأخْبارك لنطمئنَّ عليكِ، أو إن احتجتِ لمشورة أخرى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.92 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]