توءم الروح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4987 - عددالزوار : 2106707 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4566 - عددالزوار : 1384104 )           »          إيران عدو تاريخي للعرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 178 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1005 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11616 )           »          إيقاظ الأفئدة بذكر النار الموقدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 195 )           »          علة حديث: (يخرج عُنُقٌ من النار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 183 )           »          علة حديث: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 189 )           »          الأنفصال العاطفي بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 206 )           »          مقاومة السمنة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 195 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2021, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي توءم الروح

توءم الروح




سحر المصري



تنظر إلى عينيه اللامعتين في إحدى جلسات الصفاء التي منَّ الله تعالى عليها بها منذ ارتبطا بميثاق غليظ غيَّر لون حياتها وطعمها.. تؤمن في داخلها أن النظر لزوجها بحب نوع من العبادة تستسيغه كل حين..


يبتسم إذ يلحظ نظراتها الحانية التي تحمل في طيّاتها أروع مشاعر ويسأل: ((زوجتي وعشيقتي.. لِم تزوجتني؟!)).

لم تملّ من إثارته للسؤال نفسه مرّات ومرّات بل في كل مرة كانت تجد جواباً يُضاف إلى الردود السابقة ولمّا تُفرِغ ما في جعبتها بعد.. تمسك بيده وتقبّلها.. وتنثر أحاسيسها كلمات تنبض حباً تلفّ كيانه: ((لأنك أنت! لقلبك وروحك ونفسك وجسدك..)) ولا يكتفي بذلك فيحاول استدراجها لبوح أعمق: ((ما الأسباب التي تعتقدين أنها ساهمت في ترسيخ هذه العلاقة وتمتينها ما جعلني أنا أنتِ وأنتِ أنا))؟

تسرح في نظراتها إلى البعيد وتقول: ((فهمُنا للزواج وأهميته وتحديد أهدافنا منه.. باعتقادي هذا هو السبب الرئيس الذي جعلنا متحابَّيْن منسجمين كل هذه الفترة بالإضافة طبعاً إلى سعينا لإنجاح هذا الارتباط والتفاني من أجل ذلك.. كنت مع صويحباتي حين نتبادل أطراف الحديث ويُذكر الزواج يتساءلن.. لِم تريدين الزواج؟ فكانت كل واحدة لها في الزواج هدف.. وكانت بعض الردود تثير استغرابي.. كقول البعض لأنها سنّة الحياة.. أو لأن الجميع يتزوج.. أو حتى: لا أدري! بينما كنتُ قد وضعت صورة في ذهني لغايتي من الزواج.. ولأهدافي منه.. وحددت أهميته بالنسبة لي ما سهَّل عليّ عملية الاختيار السليم بعد توفيق الله جل وعلا لي إذ رزقني زوجاً صالحاً مُحِباً حبيباً!..وأنت؟!)).

يبتسم.. ويعود بالذاكرة إلى المحطة التي توقف عندها بعدما قرّر القيامَ بهذه الخطوة وبَدْءَ التفكير الجدّي بالارتباط.. ويقول: ((الزواج ليس فقط علاقة مادية يقضي المرء فيها وَطَرَه، وإنما سبب للسكن والراحة والاستقرار والصحة النفسية.. كنت أتوقف كثيراً عند قول الله جل وعلا: {هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ} فأُفتَن بمعانيها.. ذلك اللباس الذي يعني الستر والوقاية والزينة والالتصاق والانسجام.. نعمة لا يمكن الاستغناء عنها! كنت أتوق لبناء أسرة مسلمة تكون لبِنةً في مجتمع مسلم راق يُعيد للدِّين مجدَه، ويبني صرح الخلافة من جديد)).

وتعقِّب قائلة: كنت أحلم برجل يضم معاني الرجولة وليس ذكراً على هامش الحياة.. رجل نعبد الله جل وعلا معاً ونعمر أرضه.. يكون لي صاحباً وحبيباً وسنداً أرمي على صدره همومي لأرتاح.. ونكون دائمَيْ التجدُّد في عيشنا حتى لا يقضي على شفافية العلاقة روتين، أو ملل! فكنتَ لي ذلك بالفعل.. السكن والمعيل والمسؤول والملاذ والشريك والرفيق والناصح.. وحَرَصتَ معي على الإبداع حتى لكأنني كل فترة في شأن))!


ثم يمازحها مداعباً: ((وهل كنتُ لكِ كما تحبين؟! حبيبتي.. لقد وقع في قلبي القبول مذ رأيتك.. بعد أن اطمأننت على المعايير الأساسية التي كنت أفتش عنها من دين وخُلُقٍ وتكافؤ.. وكنتُ أدعو الله تعالى أن تكوني جذابة مؤنِسة.. وكم غمرتني الفرحة حين رأيت ابتسامتك التي لا تكاد تفارق ثغرك الجميل.. عجبتُ لأزواجٍ تتعكر حياتهم بعد أن يقضوا بضعة أشهر مع زوجاتهم! مع أن مفردات التواصل والحفاظ على حرارة العلاقة ليس بالأمر الصعب إن عقدا النية على الحفاظ عليها وسَعَيَا لذلك سعيه!

تضع رأسها على الجهة اليسرى من صدره لتسمع نبضات قلبه وتتمتم: ((صدقت.. ولعل أهم أساس يُبنى عليه البيت هو تقوى الله جل وعلا.. فحينها يصبح للتراحم والتغافر والتغافل معانٍ أرقى.. وتسود المودة بعون الله جل وعلا.. وتربط كل فعل أو ردة فعل برضا الله تعالى.. فتُقبِل أو تُحجِم، تبادر أو تغادر على حسب ما يُمليه عليك إيمانك! فأنتَ في عبادة ورصيد حسناتك يزداد مع كل حركة أو سكنة.. فحين تعيش هذه المعاني يصبح للحياة طعم آخر))!

هو ذاك.. الميثاق الغليظ.. بهجة وإمتاع وإرواء وغذاء.. مودةٌ ورحمة وسكن.. مَن تَفَكَّرَ في آلائه سَجَد حباً وشكراً لمن خلق.. وبادَر بالمشروع بوعيٍ وقلبٍ حسن.. رحلة طويلة يلتصق المرء فيها بتوأم روحه ونصفه الآخر.. فإن أحسن الاختيار والتعامل سعد وأذهب عن نفسه الحزَن.. وعاش جنّة في الدنيا يذوق نعيمها بُكرةً وعشيّا.. ويدخل في الآخرة إن كان صالحاً.. جنة عدن!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]