المؤمن الحق لا يعيش بلا قيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أسباب عملية لنيل المغفرة الربانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 1028 )           »          سلطان درافور علي دينار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تأملات في سورة يوسف عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 530 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1013 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1011 )           »          فضائل القرآن الكريم القرآن والإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكمة الإسلام في العزائم والرخص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أنت أخيَّ في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ياصاحبي..... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7142 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2021, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,454
الدولة : Egypt
افتراضي المؤمن الحق لا يعيش بلا قيم

المؤمن الحق لا يعيش بلا قيم


الشيخ : أحمد شريف النعسان







عناصر الخطبة

1/ مكانة الأخلاق الحسنة في الإسلام 2/ بعض ثمار الأخلاق الحسنة 3/ المؤمن صاحب أخلاق حسنة وقيم سامية 4/ رمضان فرصة للتحلي بالأخلاق الحسنة


اقتباس

إنَّ للأخلاقِ الفَاضِلَةِ في دِينِنَا العَظِيمِ مَكَانَةٌ سَامِيَةٌ وعَالِيَةٌ, وهيَ حَجَرُ الأَسَاسِ لِبِنَاءِ المُجتَمَعِ المُتَمَاسِكِ, وهيَ المَدَارُ العَظِيمُ لِتَزكِيَةِ النَّفسِ, وهيَ دَعوَةُ الأنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ، وعِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ. لذلكَ دَعَا إسلامُنَا إلى كُلِّ خُلُقٍ كَرِيمٍ, ونَبَذَ كُلَّ خُلُقٍ ذَمِيمٍ, ورَبَّى أَتبَاعَهُ على ذلكَ, فَسَمَا بِهِم إلى ..








الخطبة الأولى:


الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيَا عِبَادَ اللهِ: إنَّ للأخلاقِ الفَاضِلَةِ في دِينِنَا العَظِيمِ مَكَانَةٌ سَامِيَةٌ وعَالِيَةٌ, وهيَ حَجَرُ الأَسَاسِ لِبِنَاءِ المُجتَمَعِ المُتَمَاسِكِ, وهيَ المَدَارُ العَظِيمُ لِتَزكِيَةِ النَّفسِ, وهيَ دَعوَةُ الأنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ وعِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ.

لذلكَ دَعَا إسلامُنَا إلى كُلِّ خُلُقٍ كَرِيمٍ, ونَبَذَ كُلَّ خُلُقٍ ذَمِيمٍ, ورَبَّى أَتبَاعَهُ على ذلكَ, فَسَمَا بِهِم إلى الأقوَالِ والأفعَالِ الرَّشِيدَةِ والسَّدِيدَةِ, فَكَانَت هذهِ الأُمَّةُ أُمَّةَ الأخلاقِ والقِيَمِ, رَغْمَ أَنفِ كُلِّ مَن أَسَاءَ إلى دِينِنَا بأقوَالِهِ وأفعَالِهِ؛ لأنَّ الغَايَةَ التي بُعِثَ من أَجلِهَا سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- هيَ إتمَامُ مَكَارِمِ الأخلاقِ, فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ".

وفي رِوَايَةِ القضاعي: "لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخلاقِ" [رواه الحاكم والإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-].

يَا عِبَادَ اللهِ: إنَّ للأخلاقِ الحَسَنَةِ ثِمَاراً يَنتَفِعُ بِها صَاحِبُهَا دُنيا وأُخرَى, من ثِمَارِ الأخلاقِ الحَسَنَةِ:

أولاً: دَلِيلُ كَمَالِ الإيمَانِ, ورُسُوخِ اليَقِينِ في الجَنَانِ, قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً, وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقاً" [رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-].

ثانياً: والمُتَحَلِّي بالأَخلاقِ الحَسَنَةِ والمُتَجَمِّلُ بِهَا جَلِيسُ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- يَومَ القِيَامَةِ, قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقاً" [رواه الترمذي عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-].

ثالثاً: بالأخلاقِ الحَسَنَةِ الفَاضِلَةِ يَبلُغُ العَبدُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الذي لا يُفطِرُ أبَداً, والقَائِمِ الذي لا يَفتُرُ أبَداً, قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ" [رواه الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عنها-].

رابعاً: بالأخلاقِ المَرضِيَّةِ يَثقُلُ مِيزَانُ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ, قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ, وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ" [رواه الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-].

يَا عِبَادَ اللهِ: يَجِبُ على الإنسَانِ المُؤمِنِ الحَقِّ أن لا يَعِيشَ على هَامِشِ الحَيَاةِ الدُّنيا, ويَحيَا فِيهَا بلا قِيَمٍ ولا أخلاقٍ مَرضِيَّةٍ, بل يَجِبُ عَلَيهِ أن يَعلَمَ أنَّهُ صَاحِبُ رِسَالَةٍ يُتَرجِمُهَا عَمَلاً وسُلُوكاً يَرَاهُ النَّاسُ على أرضِ الوَاقِعِ صِدْقاً وعَدْلاً, قَولاً وعَمَلاً: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].

يَا عِبَادَ اللهِ: المؤمِنُ الحَقُّ يَتَمَثَّلُ الأخلاقَ المَرضِيَّةَ في أقوَالِهِ من خِلالِ قَولِهِ تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة: 83].

ويَتَمَثَّلُ الأخلاقَ المَرضِيَّةَ في أفعَالِهِ من خِلالِ قَولِهِ تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34].

يَا عِبَادَ اللهِ: شَهرُ رَمَضَانَ شَهرٌ لِتَقوِيَةِ النَّفسِ على الصَّبرِ والأنَاةِ وعلى التَّحَلِّي بالأخلاقِ المَرضِيَّةِ, ومن خِلالِ هذا جَاءَ هَدْيُ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ, فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ, وَإِن امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ -مَرَّتَيْنِ- وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ -تَعَالَى- مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ, يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي" [رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-].

قَابِلِ العُنفَ بالرِّفْقِ, وقَابِلِ السَّبَّ بالحِلْمِ, وقَابِلِ الإسَاءَةَ بالإحسَانِ, وأَنتَ تَتَذَكَّرُ قَولَ اللهِ -تعالى-: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22].


يَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا على ثَغرٍ من ثُغُورِ الإسلامِ, اللهَ اللهَ أن يُؤتَى الإسلامُ من قِبَلِنَا, عَلَينَا بِضَبْطِ الأقوَالِ والأفعَالِ؛ لأنَّ من ضَبَطَ أقوَالَهُ وأفعَالَهُ لن يَندَمَ, ولن يَحتَاجَ إلى اعتِذَارٍ لا في الدُّنيا ولا في الآخِرَةِ, وعَلَيكُم بالأخلاقِ المَرضِيَّةِ لِنَفُوزَ بِسَعَادَةِ الدَّارَينِ، اللَّهُمَّ وَفِّقنَا لذلكَ، آمين.

أقُولُ هَذا القَولَ, وأستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم, فَاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]