مشكلتي مع ذاكرتي وسلوكي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4937 - عددالزوار : 2025859 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4512 - عددالزوار : 1302747 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 120313 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2021, 09:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلتي مع ذاكرتي وسلوكي

مشكلتي مع ذاكرتي وسلوكي


د. ياسر بكار



السؤال
السلام عليكم.
تَعِبت وأظنُّ أنني استَسلَمْتُ، أنسى كثيرًا جدًّا، وبصورة غير عاديَّة، لا أستطيع تخزين الأسماء مثلاً، أو السنوات أو الأرقام منذ سنوات عديدة، لكنني بعد جُهد جهيد أحفظُها، وبعد مدةٍ تُمحى تلقائيًّا؛ لذلك لا أتذكَّر ما درَسته سابقًا، حتى عناوين المواد لا أذكرها إلاَّ بعد ساعات، ويُعَدُّ ذلك سابقةً، حتى الترتيب الزمني للأحداث لا يَعني لي شيئًا، ونادرًا ما أتذكَّر تاريخ حدثٍ ما؛ لذلك كانت لي مشكلة كبيرة جدًّا مع دروس التاريخ والتربية الإسلاميَّة، وحتى القِصار من السور لا أحفظها جيِّدًا.
حتى الكلام أصبَحت أقول مصطلحات غريبة، وتَختلط عليّ الأمور والكلمات، ولا أستوعب التعليمات، وأفهم شيئًا ليس له علاقة بهذه التعليمات وببطءٍ؛ لذلك أنجو بمعجزة في الامتحانات، وبعد النجاة بالباكلوريا اختَرت مجال المعلوميات.
أنجو دومًا من المواقف التي يجب أن أتحدَّث فيها، لكنني لَمَّا أتحدَّث يَنفجر الجميع ضحكًا، أو لا يُجيبون إن سألتُ؛ لشدة بلادة السؤال التي تظهر لي بعد طَرْحه.
العجيب أنني على الرغم من ضَعف ذاكرتي، فإني كنتُ أتذكَّر المواقف أو الأحداث بوضوح شديدٍ، وأُذكِّر الآخرين الذين يَنسونها، ولكنَّها معلومات دون أيِّ درجة من الأهميَّة أو الفائدة.
لكن مؤخَّرًا لَم أعُد أتذكَّر حتى هذا، أظنُّ أنني مُستيقظة في منامي؛ لأنني أفيق وفي ذاكرتي العديد من الأحداث التي حلمتُ بها في سُباتي، وهي أحداث غريبة جدًّا، وغالبًا ما تتشابه مع ما مرَّ بيومي من تغيُّرات طفيفة غير منطقيَّة بالمرَّة.
أنا خائفة جدًّا؛ فالأسبوع القادم عليّ إجراء مقابلة مصيريَّة انتظرتُها طويلاً جدًّا، وسوف يتم اختباري فيما درَسته طوال خمس سنوات ماضية، وأنا التي لا أتذكَّر شيئًا مما درَسته البارحة.
أنا مُتَيقِّنة من أنني سوف أفشل في اجتياز الاختبارات الأربعة الكتابية والشفوية التي سوف يُقيمونها منذ أوَّل اختبار، وعلى الرغم من إدراكي لمستواي الضعيف جدًّا؛ فإنني لستُ أدري كيف سأتقبَّل فشلين في شهر واحدٍ، خصوصًا أنني منذ أسبوع فَشِلت في امتحان القيادة بعد طول تحضيرٍ بخطأ تافهٍ، يتطلَّب التركيز ثم التذكُّر ثم سرعة البديهة!
لكنني بعد الحصول على فرصة ثانية أعدتُ نفس الخطأ، فمن لا يكره نفسه بعد ذلك؟!
ليس بي مرض عضوي له علاقة بذلك والحمد لله، فهل لذلك علاقة بالكسل المرضي؟ أو ماذا أفعل كي أُجدِّد إيماني ويَرضى الله - عز وجل - وأُكَفِّر عن سنين من التقصير دون أن أستسلمَ وأُبْحِر مُجددًا في مستنقعٍ من اللامبالاة؟!
أعتذر جدًّا عن الإطالة، أريد أن أستثمرَ الطاقات التي من الممكن أن تكون موجودة فيّ.
سَئِمت من الشكوى والتذمُّر والسلبيَّة، أريد أن أكون مسؤولة عن قراراتي، وأتخلَّص من هذا التخبُّط وذِكر سُوء الحظ.


الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بك في شبكة الألوكة، وأهلاً وسهلاً.
قرأتُ رسالتك، وأتمنَّى لكِ التوفيق، وأن يفتحَ الله عليكِ فتحًا كبيرًا.

في الواقع تَكثر هذه الأيام الشكوى من ضَعف الذاكرة، وصعوبة التذكُّر، وأعتقد أنَّ هذا له عدة أسباب؛ منها: ما نُعايشه هذه الأيام من وَفرة المعلومات، وكثرة البيانات الواردة علينا؛ إذ أينما نسير نجد أمامنا معلومات جديدة، وتُقابلنا وسائل تُزوِّدنا بالمُنبهات المختلفة؛ فالوسائل الحديثة تُزَوِّدنا بالمعلومات من مصادر مختلفة، وهذا قد يؤدي إلى التشتُّت الذي يعاني منه كثير من الناس.
لكنني أعتقد أنَّ مشكلة الذاكرة مرتبطة بموقفنا النفسي من قُدرتنا على التذكُّر، فإذا اعتقَد الإنسان أنه ضعيف الذاكرة، وأنه لن يستطيع أن يتذكَّر، فستكون أمامه فرصة أقلُّ في تذكُّر ما يجب تذكُّره.
الموقف النفسي فيما نعتقده عن ذاكرتنا، له علاقة وثيقة بنجدتنا بالذاكرة عند الحاجة إلى ذلك في اللحظات الحَرِجة، ويُعزز ذلك - للأسف بشكل سلبي - كثرةُ الأوصاف السلبيَّة، أو الرسائل السلبية التي نُرسلها إلى أنفسنا حول قُدرتنا على التذكُّر، وهذا ما أجده في رسالتك؛ فقد تحدَّثتِ طويلاً عن صعوبة التذكُّر، واستحضرتِ مواقف كثيرة خانَتك الذاكرة فيها.
وفي الواقع، فهذا يُرسل رسائل سلبيَّة مُضرَّة، فعندما نُكرِّر على أنفسنا: "إنني لن أتذكَّر، هذا صعب، أنا في وَرطة، ولن أتذكَّر شيئًا مما درَست خلال السنوات الماضية، أنا أعيش في مشكلة كبيرة"، مثل هذه الرسائل السلبية تذهب إلى اللاوعي وتُبرمجه بشكل سلبي؛ مما يُكرِّس الإخفاق في التذكُّر، وخاصة في المواقف المهمَّة.
وتأكيدًا على السلبية، نحن لا نسترجع المواقف التي أسْعَفتنا الذاكرة فيها بشكل ممتاز، ومجموع ذلك هو عدم الثقة بذاكرتنا، وبالتالي المزيد من الإخفاقات.
هذا تفسير لجانب من المشكلة، هناك جوانب أخرى قد تُفسِّر ضَعف الذاكرة، وهو شعورنا بالقلق، وتعرُّضنا للضغط النفسي، وحَمْل الهموم، وكثرة التفكير، والتوجُّس من المستقبل، كل هذه الأمور النفسيَّة لها علاقة مباشرة بالتذكُّر، وتُفسد علينا الذاكرة، وتَجعل عملية الاحتفاظ بالمعلومات أمرًا صعبًا؛ لذا يجب علينا مراجعة أنفسنا عند وجود الضغط النفسي في حياتنا، وعند وجود القلق، وكثرة التفكير، وحمل الهمِّ؛ فهذا له علاقة مباشرة بتعطيل الذاكرة، وعند وجود مثل ذلك يجب أن نعمل - سواء وحْدنا أو بمساعدة متخصص - على كيفيَّة تجاوُز مثل هذه الضغوط، ونعمل على طَمْأَنة النفس، والتخفيف من الهموم التي تُصيبنا.
من جهة أخرى، يجب أن نُقرِّر أنَّ الذاكرة في حاجة إلى تدريب؛ فالذاكرة كالعضلات تتدرَّب مع الممارسة ومع الاستخدام الصحيح لها، وللأسف فالقليل من الناس مَن حَظِي بحضور دورة تدريبيَّة حول تطوير الذاكرة، والحقيقة أنَّ هناك العديد من الوسائل التي تُحفِّز ذاكرتنا، واستخدامها يُعطي نتائج إيجابيَّة، كاستخدام المذكِّرات، وقوائم الأعمال، والمواد السمعيَّة لِمَن يتعلَّم بشكل سمعي، واستخدام تقنيات الذاكرة المختلفة، وهناك على الشبكة العنكبوتية مجموعة من المقالات التي تَحدَّثت عن ذلك.
في إطار آخرَ، لا بدَّ أن أُقرِّر أن استهزاء الآخرين بنا، واستصغارهم من بعض المواقف التي نُظهرها، يُكرِّس ضَعف الثقة بالنفس، وبالتالي ضَعْف الثقة بما يُمكننا إنجازه، وهذا موجود لديك؛ ولذا دَعيني أؤكِّد على أهميَّة التحكُّم بالنفس ومَنْعها من طَرْح بعض الأسئلة غير المناسبة، أو إظهار المواقف غير المناسبة التي تَجلب الاستهزاء، أو ضَحك الآخرين علينا، فيجب تجنُّب هذا قدر الإمكان، ونتذكَّر دائمًا أنه "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب".
هذا بالإضافة إلى التقليل من أهمية استهزاء الآخرين بنا، وعدم مَنْح ذلك أهميةً كبيرة لنا، فنحن لن نستطيعَ أن نمنعَ أحدًا من إيذائنا، ولكن يُمكن أن نمنعَ أنفسنا من التأثُّر بما يقولون.
ذكرتِ أنه في بعض الأحيان ترتكبين بعض الأخطاء بشكل مُتكرِّر رغم تدريبك عليها، وهذا أيضًا أمرٌ مشاهَد لدى بعض الناس، وليس لدي تفسير واضحٌ له، ولكني أعتقد أنَّ الممارسة والتَّكرار والتدريب، مع الثقة بالنفس والهدوء، وقَبول الفشل في بعض الأحيان - ستكون مثل هذه الوسائل جميعها مهمَّة ومفيدة.

وختامًا:
المفتاح الأول في هذا الأمر هو الثقة بالنفس، وإرسال الرسائل الإيجابيَّة التي تُعزز ثقتنا في أنفسنا، وثقتنا في ذاكرتنا وأدائنا، واستعدادنا لخَوْض مراحل جديدة في حياتنا، كالمقابلة التي تَنتظرينها، فعليك بالرسائل الإيجابية من اليوم لبرمجة العقل الباطن؛ ليُسعفك بنجاح في مثل هذه المقابلات أو غيرها.

أتمنَّى لكِ التوفيق، وأهلاً وسهلاً بكِ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]