حديث: سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سمك العنبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لماذا أولادنا لا يتعلمون ولا يجدون عملا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          البدائل الشرعية للقروض الربوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 6878 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 6439 )           »          ما هي أسباب ألم الفك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أكثر من 11 مشروب لعلاج الكحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسباب الكحة مع القيء وعلاجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أسباب ظهور حبوب في اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد الزعتر لعلاج الكحة وكيفية استخدامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-02-2021, 03:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,105
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر

حديث: سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر


الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فحمد الله وأثنى عليه وقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أُصلي وأنام وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".

قوله: (إن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم وقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أَمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي، وأرقُد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"؛ روى مسلم من طريق سعيد بن هشام أنه قدم المدينة فأراد أن يبيع عقاره، فيجعله في سبيل الله، ويجاهد الروم حتى يموت، فلقِي ناسًا بالمدينة، فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطًا ستة أرادوا ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم، فلما حدثوه ذلك راجع امرأته، وكان قد طلَّقها يعني بسبب ذلك.


قال الحافظ: قوله: فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والمعنى أن من لم يعلم بحصول ذلك له، يحتاج إلى المبالغة في العبادة عسى أن يحصل بخلاف من حصل له، لكن قد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك ليس بلازم، فأشار إلى هذا بأنه أشدهم خشيةً، وذلك بالنسبة لمقام العبودية في جانب الربوبية، وأشار في حديث عائشة والمغيرة إلى معنى آخر بقوله: "أفلا أكون عبدًا شكورًا".

قال: وقوله: "إني لأخشاكم لله وأتقاكم له"، فيه إشارة إلى ردِّ ما بنوا عليه أمرهم من أن المغفور له لا يحتاج إلى ما مزيد في العبادة بخلاف غيره، فأعلمهم أنه مع كونه يبالغ في التشديد في العبادة، أخشى لله وأتقى من الذين يشددون، وإنما كان كذلك؛ لأن المشدد لا يؤمن من الملل، بخلاف المقتصد فإنه أمكنُ لاستمراره، وخير العمل ما داوم عليه صاحبه، وقد أرشد إلى ذلك في قوله في الحديث الآخر: "المنبتُّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى".

قال: قوله: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)، المراد بالسنة الطريقة لا التي تقابل الفرض والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره، والمراد من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري، فليس مني، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية، فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى، وقد عابهم بأنهم ما وفَّوا بما التمزموه، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة، فيفطر ليتقوى على الصوم، وينام ليتقوى على القيام، ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل، قال: وقوله: "فليس مني" إن كانت الرغبة بضرب من التأويل، يُعذر صاحبه فيه، فمعنى فليس مني؛ أي: على طريقتي، ولا يلزم أن يخرج عن الملة، وإن كان إعراضًا وتنطعًا يُفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله، فمعنى فليس مني: ليس على مِلتي؛ لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر، وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه، وفيه تتبُّع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم، وأنه إذا تعذَّرت معرفته من الرجال، جاز استكشافه من النساء، وأن مَن عزَم على عمل برٍّ، واحتاج إلى إظهاره حيث يأمن الرياء، لم يكن ذلك ممنوعًا، وفيه تقديم الحمد والثناء على الله عند إلقاء مسائل العلم، وبيان الأحكام للمكلفين، وإزالة الشبهة عن المجتهدين، وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة والاستحباب، وقال الطبري: فيه الرد على مَن منَع استعمال الحلال من الأطعمة والملابس، وآثر غليظ الثياب، وخشن المأكل؛ قال عياض: هذا مما اختلف فيه السلف، فمنهم من نجا إلى ما قال الطبري، ومنهم من عكس، واحتج بقوله تعالى: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ﴾ [الأحقاف: 20]؛ قال: والحق أن هذه الآية في الكفار، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بالأمرين، قلت: لا يدل ذلك لأحد الفريقين، إن كان المراد المداومة على إحدى الصفتين، والحق أن ملازمة استعمال الطيبات تُفضي إلى الترفع والبطر، ولا يؤمن من الوقوع في الشبهات؛ لأن من اعتاد ذلك قد لا يجده أحيانًا، فلا يستطيع الانتقال عنه، فيقع في المحظور كما أن من تناول ذلك أحيانًا يفضي إلى التنطُّع المنهي عنه، ويرد عليه صريح قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32]؛ كما أن الأخذ بالتشديد في العبادة يُفضي إلى الملل القاطع لأصلها، وملازمة الاقتصار على الفرائض مثلًا، وترك التنفل يفضي إلى إيثار البطالة، وعدم النشاط إلى العبادة، وخير الأمور الوسط، وفي قوله: "إني لأخشاكم لله" مع ما انضمَّ إليه: إشارة إلى ذلك، وفيه أيضًا إشارة إلى أن العلم بالله ومعرفة ما يجب من حقه، أعظم قدرًا من مجرد العبادة البدنية[1]؛ والله أعلم.

[1] فتح الباري: 9/ 105.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]