فقه الجماهير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أزمة الهوية في عصر العولمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإمام الشعبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 498 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2021, 04:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,635
الدولة : Egypt
افتراضي فقه الجماهير

فقه الجماهير


رقية بنت محمد المحارب

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملت في الآيات التي وردت فيها تصاريف لفظة "كثرة" في الكتاب العزيز فوجدت عجباًº وجدت كثرة الناس في القرآن في الغالب مذمومة في مثل قوله - تعالى -: {وإن كثيراً من الناس لفاسقون} (المائدة: 49)، وقوله - تعالى -: {وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون} (يونس: 92)، وفي قوله - تعالى -: {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} (يوسف: 38)، وقولـه - تعالى -: {ومـا أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنيـن} (يوسف: 103). وتلقى المسلمون عتاباً من الله - جل وعلا -º لأن كثرتهم أعجبتهم في معركة حنين، وفي هذا تربية لهم ودرساً ألا يتكلوا على الكثرة، وأنها لا تغني عن العبد شيئاً، وليست ذات قيمة عند من أنار الله بصيرته.

وهذا يقودنا إلى التفكير في مسألة توجه الجماهير نحو فكرة معينة أو حماسهم لقضية ما: هل تدل بحد ذاتها على صحة هذه القضية أو سلامة تلك الفكرة أم لا ؟ وهل رفضهم لمبدأ دليل على بطلانه، وقبولهم لرأي عنوان على الحق الذي لا مرية فيه، أم لا ؟

إن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط، وآخر يأتي ومعه الواحد، بل إن من الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم) من يأتي وليس معه أحد، فهل هذا حجة على بطلان دعوتهم؟ حاشا وكلا.

إن في الكلمة الخالدة "اعرف الرجال بالحق، ولا تعرف الحق بالرجال" منهجاً ينبغي على الموفقين السير عليه، فالمبادئ والأصول هي المرجع والحاكم، وليس أهواء الناس وتصرفاتهم ورغباتهم..صحيح أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولكن المقصود من هذا هو إجماع أهل الرأي، وليس العامة.

نحزن عندما نرى الجموع تؤيد الفكرة الباطلة، وتضيق صدورنا عندما نرى الجماهير تتدافع لنصرة الباطل والظلم، وتدافع عن الانحراف، وتقف أحياناً سداً أمام المصلحين، وتهون من شأن المنكرات، وقد يجد اليأس طريقه إلى قلوب أناس ظنوا أن الكثرة معيار لحق أو باطل، ولكننا عندما نتأمل الحديث الذي رواه أبو داود (وهو في صحيح الجامع) عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".

ندرك أن الكثرة لم تكن في حس الدعاة قضية، بل إن الاغترار بها قد أورد المهالك في قديم الزمان وحديثه. ولذا فإن الدعاة إلى الله- عز وجل - لا يُسألون: "كم" استجاب للدعوة ومشى في ركاب الأنبياء؟ ولكن يسألون عن: "هل بذلوا الوسع في تبليغ الدعوة؟ وهل اجتهدوا في تقديمها للناس في أبهى حلة أم لا؟

وعندما تستقر هذه الحقيقة يصبح الداعية إلى الله في قمة نشاطه في السراء والضراء، والعسر واليسر، وبذا تعيش النفس في أجواء العلم النافع والعمل الصالح مهما اشتد سواد الليل وطال زمانه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]