|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أعتذر لها؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أبلغ مِنَ العمر 16 سنة تقريبًا، أعيش مع أمي وأبي - ولله الحمد - أُسْرَتِي تتكَوَّن من 5 ذكور وثلاث بنات غيري، أنا أصغر مَن في البيت من الإناث والذكور، اجتماعية، حسَّاسة، مُتَقَلِّبة المزاج، أكْرَه الروتين. مشكلتي بدأتْ منَ الصِّغَر؛ حيثُ إنِّي تعَرَّضْتُ لتَحَرُّشٍ جنْسِي وعمري تقريبًا 6 سنوات مِن أخي، ولا أذْكُر كم كان عمرُه، لكنَّه يكبرني بـ 8 سنوات، ثُمَّ وأنا بالصفِّ الثالث الابتدائي تقريبًا (9 سنوات)، تحرَّشْتُ ببنات خالتي؛ الأولى عمرها: 7 سنوات، والثانية 5 سنوات ونصف، وكان التحرُّشُ لمسًا فقط، فبدايةُ الفكرة لعبة الدكتورة. وعندما بلغتُ 11 سنة تعَرَّضْتُ لتَحَرُّشٍ مِنْ أخٍ لي غير الذي تحَرَّش بي في صغري، كان تحرُّشُه بليغًا، وكان عمره تقريبًا 16 سنة. سؤالي الآن: هل أعتَذِر لبنت خالَتي الكبيرة التي تحرَّشْتُ بها، فهي الآن في الصف الأول المتَوَسِّط، أمَّا الثانية ففي الصف الخامس الابتدائي. فأنا أريد أنْ أعتَذِرَ للكبيرة، فهي تعتبرني صديقتها، فهل أفتح معها المَوْضوع وأُقَدِّم لها اعتِذاري؟ أمَّا الصَّغيرة فلا أفكِّرُ في الاعتذارِ لها؛ لأنها صغيرة، وعلاقتي بها ليستْ جيدة. جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. قبل الحديثِ عنِ الاعتِذار، تَمَنَّيْتُ لو تخبرينا: هل انتهتْ مأساةُ تَحَرُّش أخويك؟ أو ما زالتْ مستمرةً؟ وهل تركتْ آثارًا عليكِ؟ تقولينَ: إنَّ تحرُّشَ أخيك الثاني كان بليغًا، فهل يعني هذا أنكِ فقدتِ عذريتك؟! على كل حالٍ لا يستلزم تصحيح أخطاء الماضي الاعتذار في كلِّ حين؛ فلكل مقامٍ مقال، والتوبة من الذنوب لا تقتضي طلب العفو ممن أذنبنا في حقه، إلا أن يكون في ذلك مصلحة، والغرَضُ منها أن نَتَحَلَّل منه، ولكن - يا صغيرتي - فتح مثل هذه الحوارات والخوض فيها قد يبعث النفس على جرأة، ويقتل الحياء بداخلك، وقد يعيد الحوار أمورًا لا تُحمد عقباها، والفتاة جَبلها الله على الحياء وجَمَّلها به، فإن كان هذا الأمر قد مضى عليه سبع سنوات، وغلفتْهُ صحائف النسيان، فلا داعي للخوض فيه واستعادة أحداثه. وما أحسن قول الشاعر: إِذَا كَانَ وَجْهُ العُذْرِ لَيْسَ بِبَيِّنٍ ![]() فَإِنَّ اطِّرَاحَ العُذْرِ خَيْرٌ مِنَ العُذْرِ ![]() كما أنَّ الصداقةَ بينكما الآن خَيْر دليل على أنها لا تحمل في قلبِها لكِ حقْدًا أو ضغينة، وقد تكون نسيتْ هذا الأمر تمامًا، فلماذا توقظي جرحًا قد اندمل؟! إن كنتِ ترغبين في تصحيح أخطائك والتغلُّب على ذلك الماضي، فلا خير إلا في التقرُّب إلى الله، وحض ابنة خالتك على فعل الخير، وتبْصيرها بأمور الدِّين، ومدارسة بعض الكُتُب الدينية، أو التعاهُد على تلاوة وحفظ القرآن، أو استثمار أعماركم في كلِّ نافع، والتواصي على الطاعة والتقرُّب إلى الله؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود : 114]. وفقكِ الله وأصلح حالك وحفظكِ من كل سوء.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |