موضوعات الأخلاق في مقررات التربية الدينية

[ابوالوليد المسلم]

موضوعات الأخلاق في مقررات التربية الدينية













في المرحلة الثانوية


هند بنت مصطفى شريفي















تعتبر مقررات مواد التربية الدينية في المرحلة الثانوية ذات تأثير كبير على تكوين شخصية الطالبة، وعلى توجيه سلوكها، وتعديل نوازعها، وترشيد مواقفها في حياتها، وهذا يؤكد ضرورة العناية بربط الأهداف العلمية والتعليمية لتدريس المواد الدينية بالأهداف الأخلاقية والسلوكية، بحيث تتضمن أهداف هذه المقررات ترقية أخلاق الطالبات، وتزكية سلوكهنّ، وغرس الآداب والقيم والمثل العليا في نفوسهنّ، وتنمية قدراتهنّ في التمييز بين الهدى والضلال، والخير والشر، والحسن والقبيح، إضافة إلى بيان واجبهنّ الأخلاقي والاجتماعي الإيجابي الذي يمكن أن يساهمن به في الحفاظ على كيان المجتمع، وحفظه من التحلل والانحراف[1].







ولعل من المناسب هنا الإشارة إلى أن مقررات التربية الدينية في المرحلة الثانوية، لا تشمل مقررا خاصا بالأخلاق الإسلامية، وإنما تقدم موضوعات الأخلاق من خلال مادة الحديث، حيث إن المنهج المقرر (لوحظ فيه المهمة التهذيبية والتوجيهية التي يؤديها الحديث الشريف في مجال الفكر والعاطفة والعمل على السواء)[2]، ومقرر الثقافة الإسلامية - الملحق بمادة الحديث - التي (تضم فنونا من المعرفة والعلم، وألوانا من الخلق والأدب، ذات هدف واحد، هو معالجة الطالبة: فكرا وعاطفة وسلوكا)[3]، بالإضافة إلى ما يمكن أن تحققه المعلمة من أهداف سلوكية وأخلاقية من خلال تدريسها لبقية مواد التربية الدينية، حيث إن شمولية الأخلاق الإسلامية وارتباطها بموضوعات الدعوة الأخرى يمكن المعلمة من ذلك، خاصة إذا علمت القائمة بالدعوة أن من الأهداف التربوية للعلوم الدينية (مساعدة الطالبة على استقامة سلوكها، وعفة نفسها، وطهارة قلبها، وتقويم أخلاقها، والوقوف عند حدود دينها)[4].







وتذكر الباحثة بإيجاز بعض موضوعات الأخلاق المتضمنة في مادة الحديث والثقافة الإسلامية في المرحلة الثانوية:



منهج الصف الأول الثانوي:



الأحاديث الآتية:

• خلق الحياء ( الإيمان بضع وسبعون شعبة...والحياء شعبة من الإيمان)

• الأخلاق الذميمة ( اجتنبوا الموبقات السبع..)

• آداب الطريق ( إياكم والجلوس في الطرقات..)

• حسن الخلق ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة...)







في الثقافة الإسلامية:

• آداب طلب العلم.



• البذل والإيثار والتضحية.





منهج الصف الثاني الثانوي:



الحديث النبوي:

• الأخلاق الزوجية ( يا معشر النساء تصدقن..).



• بر الوالدين والصدق والعفة ( انطلق ثلاثة رهط..).



• الأخلاق الذميمة ( ما من ذنب أجدر أن يعجل له بالعقوبة...).




الثقافة الإسلامية:



• نماذج من بطولة النبي - صلى الله عليه وسلم وشجاعته.



• آداب النوم والاستيقاظ.



• قوة الإرادة وضبط النفس.



• القصد والاعتدال.



• الاختلاط أضراره ومفاسده.



• الشخصية المتميزة للمسلم.





منهج الصف الثالث الثانوي:

الحديث النبوي:

• العدل والعفة ( سبعة يظلهم الله بظله..).



• آداب الدعاء ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا..).





الثقافة الإسلامية:

• المزاح وآدابه.



• آداب الطعام والشراب.



• الوليمة وآدابها.



• السفر وآدابه.



• الشمائل المحمدية.



• صور من خلق النبي - صلى الله عليه وسلم وأصحابه.



• الصبر.



• الورع.







بناء على ما سبق فإن التضمينات الأخلاقية في هذه الأحاديث النبوية وموضوعات الثقافة الإسلامية، تؤكد على أهمية العلم وضرورته للإنسان المسلم، فهو وسيلة لمعرفة الأخلاق الحميدة، والتخلق بها، وتقويم الأخلاق المنحرفة، وتعديل السلوك الناتج عنها.







وفي ختام هذا المطلب المتعلق بالمناهج المقررة في المرحلة الثانوية، وما سبقه من المطالب المشابهة في مبحثَي موضوعات العقيدة والشريعة، تشير الباحثة إلى نتائج دراسة تقويمية لمناهج علوم التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية، وقد أجريت عام 1412هـ على مناهج الصف الثالث ثانوي، حيث توصل الباحث في دراسته إلى أن نظرة 60% من الطلاب إلى علوم التربية الإسلامية أنها من العلوم المتميزة التي على كل مسلم أن يحرص على تعلمها، كما أظهرت الدراسة - من وجهة نظر الموجهين ومعلمي التربية الدينية - ومن حيث كفاية محتوى منهج علوم التربية الإسلامية وموضوعاته، أنه لا يلبي كل احتياجات وطموحات طلاب الصف الثالث ثانوي، وقد كان من ضمن توصيات الدراسة: ضرورة ارتباط المحتوى بحاجات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم، إضافة إلى العناية بالمشكلات التي يواجهها المتعلمون في مجتمعاتهم، وكيفية علاج الإسلام لها[5].







ولأهمية تطوير المناهج التعليمية تجري وزارة التربية والتعليم كل عام تقويما للمناهج، يتبعها تعديلات وإضافات تطويرية للمناهج القائمة بما يناسب العصر، ويتبنى المسئولون في الوزارة حاليا ( المشروع الشامل لتطوير مناهج التعليم بالمملكة)[6] الذي يشمل مناهج جميع المواد المقررة، و يستند إلى سياسة التعليم التي قامت على أسس راسخة مصدرها الدين الإسلامي الحنيف وثوابت العقيدة، كما يستند إلى جملة من المرجعيات، منها: حاجات سوق العمل، وحاجات الدراسة الجامعية، وحاجات الطلاب العقلية والنفسية والجسمية، والاتجاهات العالمية، والتجارب والدراسات والأبحاث المحلية والعالمية.







كما يوضح مركز التطوير التربوي بالإدارة العامة للمناهج بالوزارة أهم خصائص التطوير والتجديد التربوي في مجال المناهج الدراسية، وهي: ربط المناهج بواقع المجتمع، والتركيز على الاتجاه الإسلامي: عقيدة ومنهجا وسلوكا، وتطوير المواد الدراسية تطويرا نوعيا، بما يتوافق وحاجات الفرد والمجتمع[7].







والمتأمل في محتوى المقررات الدراسية يلحظ أن موضوعات الدعوة بأقسامها من خلال المواد المقررة عامة ومتنوعة وغنية وشاملة - مع وضوح النقص في المنهج المقرر في حفظ القرآن الكريم -، وتلبي كثيرا من حاجات الطالبة في هذه المرحلة، مما يوفر للمعلمة الداعية مادة دعوية متكاملة توجه الطالبات إلى الخير من خلالها.







ومن المهم هنا التأكيد على طريقة تقديم هذا المحتوى العلمي، حيث ينبغي التوسع والإسهاب في الشرح والتوضيح والاستدلال والربط بالواقع، وعدم الاكتفاء بالمادة العلمية المتاحة من خلال الكتب المقررة، وكذلك ضرورة تحقيق الوحدة والترابط بين فروع الموضوعات المتشابهة والمتكررة بين فروع المواد الدينية، بحيث تحصل الطالبة على معلومات متكاملة قابلة للتطبيق في واقع حياتها، وهذا يقتضي أن تكون المعلمة على إلمام كاف بالعلوم الدينية والثقافة العلمية المعاصرة، وفهم واقع الطالبات وحاجاتهنّ، وأن تستشعر مسؤوليتها العظيمة في دعوة وتربية الطالبات[8].

[1] ينظر: أسس التربية الإسلامية: د. عبدالحميد الزنتاني ص 662.



[2] منهج المرحلة الثانوية لتعليم البنات ص 47.



[3] المرجع السابق ص 49.



[4] الهدف رقم 15 من أهداف العلوم الدينية، المرجع السابق ص 29.



[5] ينظر: برامج ومناهج علوم التربية الإسلامية في مرحلة التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية: حسن بن عمر البيتي، ص296 ص 330 ص 333.



[6] وقد انتهت الوزارة من إعداد وثائق المنهج وعددها 12 وثيقة عام 1422هـ، وتعتبر هذه الوثائق المنطلق الرئيس لعملية التأليف التي بدأت في العام الدراسي 1422هـ/1423هـ، ومن المقرر الانتهاء من تأليف الكتب الجديدة خلال ثلاث سنوات.



[7] ينظر: موقع وزارة التربية والتعليم على الإنترنت www.moe.gov.sa، تاريخ دخول الموقع 12/2/1426هـالساعة العاشرة صباحا.



[8] وقد عمّم مركز التطويرالتربوي بوزارة التربية والتعليم مشروعا لتعزيز اقتداء الناشئة بالمعلم الأول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا، والعمل على تحويل السيرة النبوية المطهرة إلى برامج عملية موجهة للطلاب والطالبات مباشرة في جميع مراحل التعليم، وعنوان المشروع: (الأدب النبوي، سلوك راق ومنهاج حياة: تفعيل لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العملية التربوية)، وتكليف التطوير التربوي والإشراف التربوي والتوعية الإسلامية والنشاط بتفعيل هذا المشروع بناء على خطاب رقم 379/75 بتاريخ 11/10/1425هـ.