|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محمود تيمور وتيسير العربية أ. د. جابر قميحة في كتابه القيِّم "مُشكلات اللغة العربية" يدعو محمود تيمور إلى خدمة اللغة العربية، والنهوض بها، ونَشرِها، ولن يكون ذلك - من وجهة نظره - إلا بأمور أربعة هي: 1- تزويد اللغة. 2- تبسيط اللغة. 3- تيسير النحو. 4- تعميم الضبط. •••• ولتزويد اللغة: يَطرح تيمور وسائل متعدِّدة في هيئة أسئلة: • هل نلجأ إلى التعريب؛ فأوتومبيل نجعله "تمبيل"، والترامواي نجعله "ترام"، والسينما توغراف تكون "السيما"[1]؟ • أم نؤثر اللفظ العربي إما بالاشتقاق من المواد اللغوية العربية، وإما بإحياء الألفاظ التي نلمَح المُلابَسة بينها وبين المعاني الجديدة؛ كالسيارة للأتومبيل، والقطار: للبابور؟[2] • ويَعرض تيمور الخلاف بين العلماء في قبول المولَّد الشائع على ًالسِنة الناس؛ مثل: البلاص، والدوَّار، والحلَّة، والطرحة. ولا يرجِّح تيمور اتجاهًا من هذه الاتجاهات، بل يرى أن الوجه المفضل "أن نتوسط في الأمر، وأن يكون موقفنا في مسألة المعرب والمولد موقف مرونة وموازَنة، وتقديرٍ لمُلابسات كل لفظ، ومدى الحاجة إليه، فلنشتقَّ، ولنستضِف من العامية، ولنستحْيِ القديم من الألفاظ، ولنُعرِّب الأجنبي متوخِّين في كل ذلك الحكمةَ، وحريٌّ بنا أن ندع ذلك للهيئة اللغوية المُشرِفة، على أن تُراعى سهولة الألفاظ، موسيقية الحروف، وخفَّة الصِّيَغ على السمع[3]، كما يجب عرض الألفاظ الجديدة عرضًا كافيًا لإشاعتها[4]. •••• ويدعو تيمور إلى تبسيط اللغة بما يأتي: 1- الاقتصار في الألفاظ الكتابية على المألوف المأنوس، بعيدًا عن المَهجور والوحشي. 2- تحديد معاني الألفاظ تحديدًا منطقيًّا، فلا نُسرف في اصطناع المترادف الذي يجعل الألفاظ غير مفصلة على قدود المعاني[5]. •••• ويَرفض تيمور الدعوة إلى التبسيط اللغوي بإنشاء لغة مُختزلة ذات ألفاظ محدودة، لا تتجاوَز بضع مئات، مع تأديتها لجميع المعاني؛ وذلك محاكاة للغة الإنجليزية المسماة "البيسك"[6]؛ لأن مثل هذه اللغة لا يمكن أن يكتب لها النجاح؛ وذلك للأسباب الآتية: 1) إن المتعلم لها لا يستطيع أن يستعمل سوى ألفاظها، ولا أن يَفهم غيرها، فإذا قرأ لا بدَّ أن يقرأ المكتوب بهذه اللغة وحدها، وبذلك لا تكون له صِلة باللغة الأصلية، ولا بما تُنتجه عامة أدبائها وعلمائها. 2) والألفاظ لقلَّتها تؤدي معاني كثيرة، فيتذبذب اللفظ بين أشتات المعاني، وهذا ما يُناهِضه مصلحو اللغات في الأمم. 3) وهذه اللغة لا تَصلح للأدب والشِّعر؛ لأنهما يتطلبان موسيقا لفظية، ويَقتضيان إيثار تعبير على تعبير. 4) وهي لا تصلح كذلك لبعض العلوم والفنون التي تَستلزِم دقَّةً في البيان، لا تتيسَّر مع قلة الألفاظ وضَغطِها[7]. •••• ويدعو تيمور إلى تيسير النحو "بتصفية القواعد الكثيرة وغربلتها، فما كان منها جوهريًّا أبقيناه، وحُذف ما لا يُلائم التطور العصري للغة"[8]. •••• ونحن مع الأستاذ تيمور فيما ذهب إليه في مسألتي تزويد اللغة وتبسيطها، ولكنا نرى مسألة تيسير النحو أعقد مما تصوَّره بكثير؛ لأن تعقُّد المشكلة يبدأ أساسًا - لا من قواعده - ولكن من تدريس قواعده، واعتبار النحو غاية، لا وسيلة، وقد عرَض أستاذنا عبدالعليم إبراهيم خطَّةً لهذا التيسير تتعلَّق بالمنهج، والكِتاب، وطريقة التدريس والاختبارات والتمرينات، وأهم الخطوط الرئيسة لهذه الخطة: أ- في المنهج: 1. الاقتِصار على الأبواب التي لها صِلة بصحة الضبط، بعيدًا عن الصور الفرضية في التصغير والنسب، وإعراب لا سيما، وكذلك يتجه إلى النواحي العمَلية في تدريس الصرف. 2. التدرُّج في عرض أبواب القواعد على أن يكون ذلك في وحدات متكاملة، تشمل كل وحدة عدة أبواب متجانسة أو متحدة الغاية. ب- في الكِتاب: 1. مُسايَرَته للمنهج في اتِّجاهه وروحه. 2. اتِّخاذ اللغة الحية، والنصوص الفنية الرائعة أساسًا لدراسة القواعد، والتطبيق عليها، بعيدًا عن الأمثلة المبتورة الجافة. جـ- في الطريقة: 1- مُناقشة الأمثلة من الناحية المعنوية قبل مناقشة دلالتها النحوية. 2- التركيز على الانتِفاع بالقواعد في الضبط، لا حفظ الأحكام النحوية. تجنُّب الطريقة الجدولية المعقَّدة التي تحول درس القواعد النحوية إلى درس شبيه بالقواعد الرياضية. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |